الأحد 29 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

توقف وافتخر إنك بيئة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بيئة. كلمة تقال للتقليل ممن نصفه بها وتم التعارف على ذلك في قاموس الشارع المصرى. وهى الكلمة التى يجب علينا جميعا أن نتوقف أمامها طويلا ونعتذر إليها بل وندللها ونحافظ عليها. لا أحد يعلم على وجه التحديد من هو الشخص الظالم الذى ألصق بكلمة بيئة من الصفات السلبية ما يشين، وما يقلل من القيمة، أو يشير إلى التدنى وما يرتبط به من السلوك قولا أو فعلا. فصارت تقال بمنتهى البساطة، ككلمة عابرة بلا روح، نسمعها كما نسمع باقى الكلمات التى لا ندرى حقيقتها، كلمة تمر على الأذن دون أن نهتم بمعناها الحقيقى لا المصطنع المشوه الذى يتم ترديده بشكل ببغاوى من لسان إلى أذن إلى لسان آخر. فهل تدرى ما هى البيئة؟ وما الذى تقدمه إليك وما الذى ترد به أنت عليها؟ البيئة هى كل ما يحيط بنا من هواء وماء وأرض زراعية وجبال وغابات وحيوانات وثروات داخل الأرض وعلى الأرض من محاصيل زراعية. الهواء الذى تتنفسه ونموت جميعا بدونه، جزء من البيئة. أحد مكوناتها. الماء الذى تشربه أنت والحيوانات والنبات. البحار والمحيطات التى تحملنا وتحمل بضائعنا وسفننا وغواصاتنا وتعطينا من خيراتها غذاء، وجمالا يلون ذكريات طفولتنا السعيدة وذكريات أطفالك في كل صيف، جزء من البيئة. الأرض الزراعية التى تزرعها وتحصد خيراتها لنقتات وتستثمر وتكسب أموالا وترتقى بمستوى معيشتك ومعيشة أولادك جزء من البيئة والجبال التى تعطينا من ثرواتها المكنوزة في داخلها بدءا من النباتات الطبية وحتى الذهب والبترول والأحجار الكريمة بأنواعها المختلفة مثل الماس والتوباز والياقوت والعقيق والأماتسيت. أما عن الحيوانات والطيور فحدث ولا حرج سواء كانت برية في الطبيعة مازالت تعيش أم مستأنسة منذ أجدادنا الأوائل على وجه الأرض أيضا جزء من البيئة. البيئة كما تعرفت على ملامحها الآن هى تستحق أن نستقبلها بما يوحى بالسوء والسيىء؟! البيئة المعطاءة كالأم والحمول الصابرة مثل الأب، والتى لم تؤذنا قدر ما تحملت هى أذانا وما زالت هل تستحق منا غير كل تقدير واحترام بل وحفاظ عليها لأنها ببساطة حياتنا وحياة أولادنا والأجيال القادمة على هذا الكوكب. البيئة هى الغد هى المستقبل هى الحياة ككل الحياة على وجه الأرض والنجاة للبشر جميعا. من هنا وجب علينا جميعا أن نتوقف ونفكر بل ونفتخر بها ونقدر قيمتها جيدا ونجلها ونحافظ عليها ونعمل من أجل ذلك ونتعامل مع الكلمة بجمال وفخر ومديح وأنا أولكم لأن البيئة هى العطاء والخير والفرح والجمال الحياة فهل تغضب مثلا حينما أقول لك أنت شجرة، أنت وردة، أنت عصفور، أنت جوهرة، أنت نسمة هواء نقية رقيقة أنت خير. أليس كل ما ذكرته من مكوناتها؟! وحرى به أن يغير تفكيرك واستقبالك للكلمة بل والتعريف بمعناها الحقيقى لمن لا يعرف.