قال ماجد كامل كبير باحثين بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية سابقا: إن إخناتون عرف في تاريخ الفكر الديني في العالم أنه أول دعاة التوحيد في العالم؛ اسمه الحقيقي "أمنحتب الرابع" وهو الملك العاشر من ملوك الأسرة الثامنة عشر؛ تولى حكم مصر ما بين أعوام 1379 و1362 ق.م تقريبا، وحكم مصر لمدة 17 عاما، وكان متزوجا من الملكة نفرتيتي (ومعناها الجميلة آتت) أشهر ملكات مصر في العصور الفرعونية.
وأضاف في تصريحات لــ"البوابة نيوز": في العام الرابع من حكمه قام بتغيير اسمه إلى "إخناتون" ومعناها (من يحبه آتون)؛ فلقد آمن بأن الإله الحقيقي الذي يحكم الكون هو (آتون) وهو القوة الكامنة خلف قرص الشمس، ثم نقل عاصمة حكمه من مدينة "طيبة" "الأقصر حاليا" وقرر بناء عاصمة جديدة لملكه، وأسماها مدينة "إخيتاتون Akhetaton" ومعناها "أفق آتون" وهي تقع حاليا في المنطقة المعروفة بـ"تل العمارنة" بمحافظة المنيا"، ولقد منع إخناتون خلال فترة حكمه في "إخيتاتون" كل مظاهر التعذيب التي كانت تطبق من قبل على الخارجين على القانون، كما منع أيضا تطبيق العقوبات في ميادين عامة حيث كان يرى فيها حرجا كبيرا للإنسان والإنسانية.
وتابع على أن أكبر شيء أود التركيز عليه هو مجموعة الأناشيد التي كتبها في تسبيح الإله "آتون " وسوف تنتقي منها مجموعة نصوص في حدود المساحة المتاحة من المقالة:-
إنت جميل وكبير تتألق وأنت فوق كل البلاد.
أن أشعتك تحيط البلاد بقدر ما خلقت بها.
أنت بعيد ولكن شعاعك وصل إلى الأرض..... نراك ورغم ذلك لا نعرف مسراك.
عندما تختفي في الأفق الغربي تصبح الأرض في ظلام كما لو كانت مائتة.
عندما يطلع النهار وتبزغ عند الأفق وتتألق في وضح النهار ككونك شمسا تطرد الظلام.
مصر كلها تفرح بك ؛ إنهم (أي سكان مصر ) يفرحون عندما يستيقظون من النوم ؛ فيغتسلون ثم يرتدون ملابسهم وترتفع أياديهم علامة على التعبد عندما تظهر ؛ ثم ينهمك سكان مصر كلها في أعمالهم.
أنت الذي تطعم الابن في بطن أمه وتهدئه حتى لا يبكي كمرضع في بطن الأم.
أنت الذي تعطي الروح لمن تخلقه حتى تحييه ؛وعندما يخرج من بطن أمه في يوم ولادته تفتح فمه للكلام وتقوم بما يلزمه.
كم عديدة هي أعمالك أيها الإله الوحيد الذي لا يوجد إله آخر إلى جواره.
أنت خلقت النيل ؛وتسيره كما تشاء لإطعام الشعوب.
أشعتك تغذي كل الحقول ؛أنت تخلق الفصول فتحفظ كل ما خلقت. الشتاء لترطبها والحرارة ليتذوقوك.
أنت في قلبي ولا يعرفك أحد إلا أبنك الملك. أنت تفهمه بطبيعتك وقوتك وكل ما يحدث للعالم يحث بإرشادك لأنك أنت خالقه.
واكمل: ولقد خص "أخناتون " في أناشيده جزءا كبيرا من أجل الحث على طلب العلم والمعرفة ؛نذكر منها:-
ربي زدني علما لأعلم وأتعلم وأعلم الناس بما علمتني حتى تنفتح أعينهم وقلوبهم على رؤيتك.
تعلموا لتتعلموا كيف تعملون. فإتقان العمل صلاة تقربكم إلى الإله وعين الإله لا تغفل عما تعملون.
تعلم ممن هو أكبر منك ؛وعلم من هو أصغر منك حتى لا تتفكك حلقات سلسلة المعرفة.
إذا أرت أن تورث أبنك ميراثا لا يفني ؛فورثه علما فالعلم هو الثروة التي تزداد كلما أخذت منها عكس المال فالمال هو الثروة التي تنقص كلما أخذت منها.
العلم أول أركان الإيمان والجهل كفر بالإله رب السماء ؛أنزل الإله القراءة والكتابة ليقرأ البشر رسائل الإله فالعلم وسيلة التخاطب بين السماء والأرض.
العلم هو الطريق إلى الدنيا والآخرة وبه تكسبهما معا.
ـأطلب العلم من يوم تفتح عينيك على الحياة إلى أن تغمضهما عند مفارقتها.
لا ينتهي ما يحصل عليه الإنسان من علوم المعرفة في الحياة بالموت بل هوذا الروح والثروة الوحيدة التي يحملها معه إلى العالم الآخر.
العلم يضيء كل طريق مظلم والجهل ظلام لكل طريق
القلب يحيا بنور العلم كما يحيا النبات بماء المطر.
أملأ قلبك بالإيمان وأملأ عقلك بالعلم.
واختتم: العلم هبة السماء إلى المؤمنين ليرد البصر إلى عيونهم وقلوبهم ليروا الإله في آيات مخلوقاته فيزدادون علما وتقربا من الإله.
العلم قوة والجهل ضعف.