تعمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) مع الحكومة المصرية ممثلة في وزارتي الموارد لمائية والري والزراعة واستصلاح الأراضي لضمان جعل استخدام المياه في الزراعة أكثر كفاءة وإنتاجية ومواءمة للبيئة إلى جانب دعم قدرات مصر في تبني الطرق والمعايير العلمية والحديثة في المحاسبة المائية.
ويعد رسم خرائط المحاصيل الزراعية باستخدام صور الأقمار الصناعية أحد الطرق المهمة والمفيدة للمحاسبة المائية وتقييم إنتاجية المياه. حيث تم تدريب مهندسين من وزراتي الري والزراعة في سلسلة من التدريبات الأولية حول أساسيات رسم خرائط المحاصيل باستخدام الاستشعار عن بعد، وتضمن التدريب؛ طرق الاستشعار عن بعد، ونظام المعلومات الجغرافية، وجمع البيانات وتصنيف الصور.
وفي المرحلة الثانية والأخيرة من التدريب الذي يستمر لخمسة أيام، تم البدء في تدريب 22 مهندسًا من الوزارتين من محافظات المنيا والشرقية وكفر الشيخ على كيفية رسم خرائط التراكيب المحصولية باستخدام الأقمار الصناعية، بهدف تحديد الاحتياجات الدقيقة من المياه للمحاصيل الزراعية وتعظيم الاستفادة من كل قطرة ماء.
وكان 90 مهندس ري وزراعة من المحافظات الثلاث قد استفادوا من المرحلة الأولى من البرنامج التدريبي في إطار مشروع "تنفيذ أجندة 2030 لكفاءة وإنتاجية واستدامة المياه في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا" الذي تنفذه الفاو بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وبتمويل من الوكالة السويدية للتنمية الدولية (سيدا).
وقاد فريق من المتخصصين من الوزارتين التدريب بهدف تزويد المحافظات بأحدث الأدوات لرصد التغيرات في تراكيب المحاصيل وآثارها على استهلاك المياه.
وقال نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مصر، " الهدف من هذه التدريبات هو تشكيل فريق مشترك من وزارتي الري والزراعة ليكون قادرًا على إنتاج خريطة المحاصيل للمواقع المختلفة بمحافظات المنيا وكفر الشيخ والشرقية بالإضافة إلى تدريب المتخصصين في المحافظات الأخرى وتقديم الدعم المناسب لهم. على أن يتم تعميم هذه الطرق العلمية الحديثة في بقية المحافظات المصرية بما يسهم في تغيير كبير في استخدامات المياه للأغراض الزراعية".
وتم تنفيذ دورات دعم أنشطة رفع التراكيب المحصولية باستخدام صور الاقمار الصناعية على زمام 54 ألف فدان بمحافظة المنيا، وعلى زمام 58 ألف فدان بمحافظة كفر الشيخ، وعلى زمام 147 ألف فدان بمحافظة الشرقية، وقد تم رفع التراكيب المحصولية في المحافظات الثلاث للخمس مواسم السابقة (شتوي وصيفي).
من جانبها قالت إيمان السيد رئيس قطاع التخطيط، بوزارة الموارد المائية والري: "الحصول على خريطة محصولية رقمية من الأشياء الضرورية لعملية التحول الرقمي لوزارة الري، حيث تم إجراء جزء كبير من هذا التحول من خلال ميكنة شبكة الترع والمصارف والآبار، وكل عناصر الشبكة أصبحت حاليًا موجودة بشكل رقمي على قواعد بيانات وعلى موقع متاح لمتخذي القرار لمعرفة المؤشرات اللازمة لإدارة المياه، كما يخدم الجزء الخاص باستخدامات ورسم التراكيب المحصولية يخدم توجه الوزارة لوضع إستراتيجية للتحول للري الحديث من خلال وضع أولويات المناطق التي ستتحول من ري الغمر للري الحديث طبقًا للمحاصيل التي ستزرع.
ويأتي هذا المشروع في إطار مبادرة منظمة الأغذية والزراعة الإقليمية بشأن ندرة المياه والتي تهدف لدعم مصر وعدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوضع خطط إستراتيجية لإدارة موارد المياه وتوزيعها بشكل مستدام.
ويهدف المشروع إلى الجمع بين ثلاثة مجالات رئيسية هي إنشاء نظام محاسبي قوي للمياه يقدم المعلومات عن حالة موارد المياه واستخداماتها؛ تعزيز المعرفة بكفاءة المياه وحالة الإنتاجية وفرصة التحسين في النظم الزراعية المصرية المتنوعة؛ وضمان عائد أعلى لكل قطرة ماء بحلول عام 2030.