كما أن الجسم يتكون من مجموعة من الخلايا فإن المخ يتكون من النيورونات وهي أنواع مختلفة في كل جزء من أجزاء المخ ولكنها جميعا متشابهة وكما هو الحال في معظم خلايا الجسم تتكون كل خلية من جسم نواة ويحيط جسم الخلية بزوائد شجرية تسمى أهداب ولعل مما يجعل النيورونات تبدو غير عادية الطريقة التي بها تتصل وتتواصل بعضها البعض على خلاف ما يحدث للخلايا الأخرى فإن النيرونات لا يلمس بعضها بعضا حيث يفصل بينها مسافات تسمى مشابك وتتواصل فيما بينها عن طريق مواد كيميائية تنطلق من خلية إلى أخرى حيث كان الاعتقاد السائد أن الاتصال بين نيوترونات المخ يتم بالكهرباء وحدها والذي اكتشف ذلك هو عالم نمساوي يدعى " أوتو لوفي " وكان يجري دراسات عن أعصاب الضفادع وقد اكتشف أن قلب الضفدع يحكمه عصبان مختلفان يقوم أحدهما بإبطائه ويقوم الآخر بإسراعه واكتشف أن كل عصب يستهلك نفس القدرة من الكهرباء لكى يقوم بعمله ولم يكن هذا الأمر مفهوما لكن لوفي كان على يقين أن هناك شئ ما مسئول عن الإسراع والإبطاء وذات ليلة حلم - لوفي - أثناء نومه بأن المواد الكيميائية مسئولة عن عملية إسراع وإبطاء قلب الضفدع ومن خلال التجارب المعملية توصل - لوفي - أن المواد الكيميائية مسئوله عن ذلك فعلا ومن ثم كانت بداية فكرة أن المخ يعمل عن طريق دمج الكهرباء والكيميائيات فيما يسمى بالتفاعل الكهروكيميائي .
وبينما خلايا الجسم تموت ويتم استبدالها بشكل منتظم وهكذا تنمو أما النيورونات فأمرها مختلف فهى تظل مع الإنسان طوال حياته وهى تموت مع الزمن ويتسارع معدل موتها مع تقدم الإنسان في العمر على أنها لا تتجدد أو تستبدل فإذا ما ماتت النيورونات فإنها تذهب بغير رجعة .
وقد حدد العلم حتى الآن نحو ٥٠ من المواد الكيميائية والتي تمثل الناقلات العصبية منها مادة الدوبامين التي تحتوي على معلومات حول الحركة والمتعة ومادة السيروتونين التي تحتوي على معلومات عن اليقظة والنوم ومادة البراديكينين التي تحتوي على معلومات حول الألم ومادة الإبينفرين والتي تستطيع تعجيل أو إبطاء مختلف الأعصاب والأجهزة داخل جسمك .
ولا يتم النقل العصبي داخل المخ فحسب ولكن على امتداد جميع الأعصاب داخل الجسم ومن المثير للاهتمام أن كل هذه الرسائل تسير في طرقات ذات اتجاه واحد بمعنى وجود مسارين للمعلومات بمعنى أن مجموعة واحدة من الأعصاب تنقل المعلومات إلى داخل المخ ثم تعمل مجموعة ثانية أخرى في إرسال المعلومات خارج المخ فالمجموعة الأولى للأعصاب وهي التي تنقل المعلومات الحسيه إلى داخل المخ تسمى الأعصاب الحسيه أما المجموعة الثانية وهي التي تبعث الأوامر الصادرة من المخ إلى الجسم فتسمى الأعصاب المحركة ولذلك فعندما يقترب أصبعك من موقد النار فإن الأعصاب الحسية تنقل المعلومة صاعده إلى المخ لتخبره بما حدث فيقوم المخ بإرسال التعليمات هابطه فيقوم العصب الحركي بتنبيه أصابعك تتحرك بعيدا عن النار فوجود مسارين مختلفين للمجموعات العصبيه كفيل بعدم تصادم الإشارات الصادرة والواردة من وإلى المخ و حتى لا تختلط الرسائل .
في كل هذا نبحث عن ماذا نبحث عن قدرة الخالق عز وجل إقرأ وتأمل و لن تملك إلا أن تقول سبحان الله سبحان الله العظيم