تستحق منح التفرغ للمبدعين أن يجرى حولها نقاش ثقافى شفاف، حول قيمتها المادية حاليا، ومدة تمديدها للمبدع، ومن يستحقها، وكيفية الاستفادة من نواتجها الإبداعية.
فإعادة النظر لقيمتها المادية واجب الآن بعد وعد السيد الرئيس أن يكون الحد الأدنى للأجور ٢٤٠٠ جنيه، وهو رقم ناتج بعد دراسة لسعر السوق الحالى وطبقا لدراسات المستقبل في ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وهو أمر يمكن لوزارة الثقافة تداركه مع وزارة المالية حاليا فالمبلغ لن يزيد على ٣ ملايين جنيه في العام، في ظل عدم وجود فرص عمل لكثير من المبدعين في ظل حالات البطالة، وأن يعاد النظر في اللوائح لتظل المنحة سارية بسريان عمل المبدع وإنجازه دون ارتباط بسنوات لمن لا عمل لهم إلا الإبداع من الكتاب والفنانين - طالما أن إنتاج المبدع متميز يستحق الرعاية الفعلية فتغنيهم عن الحاجة وتحفظ عليهم كرامتهم بشرط أن يتم تحديد مدة زمنية لا يتجاوزها المبدع في إنتاج كتابه أو عمله الفنى
أما الاستفادة من نواتج منح التفرغ فهو أمر ضرورى، تستفيد منه الحركة الثقافية عامة، وتقدم به الدولة نخبة من الأعمال المنتجة بهذه المنح، وفى نفس الوقت تكشف أى خلل في منح المنحة لمن لا يستحقونها، فنشر الكتب وإقامة المعارض والفعاليات الخاصة بالمنتج النهائى للمنحة هو كشف حساب ختامى إبداعى للمشروع كل عام، يجب أن تتابعة الحركة الثقافية متابعة فنية وجمالية ونقدية.
أثار في نفسى هذا الحديث حوارا مع أديب حقيقى كاتبنا الكبير طنطاوى عبد الحميد طنطاوى نائب رئيس اتحاد كتاب فرع المنيا ورئيس نادى الأدب بها وعضو نادى القصة
في البداية أؤكد أن الحركة الثقافية في المنيا حركة تتميز عن كثير من المحافظات بتجددها وفاعليتها من زمن بعيد، فقد أنجبت لنا طه حسين ويوسف ويعقوب الشارونى وعلى عبد الرازق ومصطفى عبد الرازق والخضرى عبد الحميد ليحمل الراية بعدهم أجيال متعاقبة من المبدعين منهم الدكتوران جمال ومحمد التلاوى، وأشرف عتريس، وطنطاوى عبد الحميد طنطاوى والدكتور منير فوزى والدكتور شعيب خلف والدكتور شعبان عبد الحكيم والدكتور عماد حسيب، والدكتور محمد عبد الله حسين والأدباء أسامة أبو النجا، وجمال أبو سمرة، ومنال الصناديقى وابتسام الدمشاوى، ورأفت السنوسى، ومختار عبد الفتاح، جعفر أحمد حمدى ومحمد سيد عمار ومحمد جمال الروح وعشرات لا يتسع المقال لذكرهم
أما الكاتب طنطاوى عبد الحميد طنطاوى صاحب الرصيد من الإصدارات الأدبية فقد نشر إحدى عشر مسرحية ابتداء من مسرحيته لن تسقط الأقنعة انتهاء بمسرحيته جيش من رحم المجهول ونشر ست مجموعات قصصية ابتداء من مجموعته " اقتلوا الموتي" انتهاء بمجموعته "آكلة الطيور المغردة كما نشر أربع عشرة رواية بدأها بروايته انتقام سرب الحمائم انتهاء بروايته نساء في حياة الفارس
العم طنطاوى عبد الحميد طنطاوى – كما يناديه الأدباء - يعتز بروايته "الطريق إلى الوادى المقدس" التى حصل بموجبها على منحة التفرغ ويعتبرها علامة فارقة في رحلة إبداعه، والتى سلمها لإدارة المنح من عام مضى والظروف لا تساعده للسفر بسبب مرضه الشديد الذى يقعده عن الحركة فكتب للسيد أمين المجلس الأعلى للثقافة ولكنه لم يرد عليه ولا يزال يناشد المجلس الأعلى للثقافة طباعة روايته لما تمثله من أهمية كبيرة في رصيده الفنى
طنطاوى عبد الحميد طنطاوى أشادت بإبداعه عشرات الدراسات الأكاديمية والبحثية والصحفية نذكر منها دراسات الباحثين الدكتورة زينب فرغلى حافظ والدكتور سعيد أحمد أبو ضيف والدكتور منير فوزى والدكتور ثروت عكاشة السنوسى والدكتور محمد سمير عبد السلام والدكتور عمر عبدالواحد ماهر والدكتور عصام خلف والدكتور شريف الجيار والدكتور أحمد عارف والدكتور عزوز اسماعيل والباحثة هبة جمال والباحث محمد رجب
إننى هنا أتوجه إلى الدكتورة أمانى الجندى دينامو العمل الثقافى بالمجلس الأعلى للثقافة والتى تهتم بالتعريف بإنتاج منح التفرغ، فقد افتتحت أمس السبت المعرض الجميل ( لمسات إبداعية) لتعرض فيه إبداعات الفنانيين التشكيليين الحاصلين على التفرغ بالهناجر على أمل أن تنال رواية عمنا الأديب طنطاوى عبد الحميد طنطاوى دورها في النشر خاصة في ظل أزمته الصحية التى أقعدته عن التردد على الإدارة العامة لمنح التفرغ لتحقيق أمنيته بطباعة روايته التى حصل بموجبها على المنحة.