صدق من قال: إن التاريخ يعيد نفسه مرتين الأولى مأساة والثانية مسخرة.
لم يتعظ الشعب المصرى من تجربته مع شركات توظيف الأموال الريان والسعد وغيرهما، وقبل أن يضع أمواله مرة أخرى في يد حرامية جدد تداولت الصحف أسماءهم تحت اسم "المستريح" !!!
والجديد أن تدخل المرأة الميدان فمنذ عدة أسابيع تم القبض على مستريحة بالغربية جمعت ١٧ مليونا من المواطنين بزعم توظيفها !؟
أما مستريح مغاغة وبنى مزار بمحافظة المنيا، فقد نصب على الناس وجمع منهم مليارا ونص بحجة تشغيلها !!
أما كيف استطاع إقناع كل هذا العدد ده من الناس؟ أول خطوة عملها إنه جند شيوخ المساجد وأصحاب اللحى الأتقياء الأنقياء الطيبين بتوع ربنا الغيورين على الإسلام.. وبعد كده أخد هؤلاء الشيوخ كلهم بربطة المعلم وراح بيهم زيارة للصين.. وهناك أكلهم وشربهم ووداهم لمصانع الرخام والإزاز والجرانيت، وقالهم إحنا عملنا اتفاقية مع الصينيين نورد لهم الرخام لمدة تلاتين سنة !!
ورجع أصحاب الفضيلة اللى دقنهم واصلة لركبتهم، وأقنعوا الناس أن فوايد البنوك ربا وحرام، واستجاب الناس وقدموا طلبات للحصول قروض من البنك الحرام، ورموا الفلوس في حجر مستريح عشان ربحه حلال !!
يعنى بالظبط نفس طريقة الريان والسعد في جمع الأموال وتحويشة العمر من السذج والحمقى، تحت مظلة دينية لقديس الأمة عبد الصبور شاهين..
ياترى فاكرين كشوف البركة اللى كان العائد فيها ١٠٠٪ ؟
ورغم الحكمة الشهيرة اللى بتقول "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، لكن شعبنا لا يتعلم من تجاربه أبدا، ومستعد يتلدغ من نفس الجحر ألف مرة..
هذا الشعب يستاهل اللى حصل له، والقانون لا يحمى المغفلين.
أما مستريح أسيوط فقد ربح ٣٠ مليون جنيه من قريته وهرب.. وما زال الأهالى يبحثون عنه.
أما «مستريح الجيزة» فقد جمع ٢٠٠ مليون جنيه قطاعى وترك ضحايا بالجملة.
كانت البداية عام ٢٠١٠، في محافظة الجيزة، حيث قام "المستريح" بجمع الأموال من الأهالى، مقابل استثمارها في عمليات تجارية مختلفة، مثل كروت الشحن أو الأدوية، مقابل منحهم أرباح تصل إلى ٣٠٪.
مرت أول ٥ سنوات طبيعية، يحصل من الأهالى على أموال بسيطة ويدفع لهم الأرباح بطريقة تعزز ثقتهم فيه. لكن بعد عام ٢٠١٥ بدأت الأموال تكبر إلى أن وصلت ملايين الجنيهات، وكان وقتها يحوز على ثقة عشرات المواطنين الذين أعطوا له ملايين الجنيهات، ولكنهم فوجئوا منذ شهر بغلق مقر المحاماة الذى يتواجد فيه «النصاب» وغلق هاتفه المحمول واختفى نهائيًا.
ومن الوطن نقرأ أن الصدفة وحدها تكشف عملية نصب باسم «البيتكوين» حيث قام عاطل بخداع الناس تحت وهم العملة الافتراضية وحصل على نصف مليون جنيه.
ومن خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بدأت وقائع تلك الجريمة تتشكل، كان أحد الطرفين طالب والآخر عاطل قدم نفسه للطالب على أنه مهندس اتصالات، وحاصل على الدكتوراة، دار بينهما حديث طويل حول عملة البيتكوين، وأخبر العاطل ضحيته أنه قادر على تعدين تلك العملات والعكس، انبهر الطالب بمعلومات العاطل، ولذلك لم يفكر أو يقاوم الإغراء عندما طلب منه العاطل إحضار ٥٠٠ ألف جنيه عملات مختلفة، يورو ودولار وجنيه إسترلينى، حتى يقوم بتحويلها لعملة بيتكوين، باهظة القيمة المالية.
وصل الطالب إلى المكان المتفق عليه، حسب ما كشفته التحريات، حيث كان الاتفاق أن يحضر الطالب بحقيبة الأموال أمام مقهى في منطقة الزيتون بالقاهرة، ووقف الطالب بالفعل في الشارع حاملا حقيبة النقود، كان يعتقد أنه على بعد خطوات قليلة من الثراء الفاحش، لكن فجأة توقفت أمامه سيارة ميكروباص نزل منها ٦ أشخاص وحاولوا خطفه وإدخاله السيارة بالقوة بعد أن ادعوا أنهم قوة من مباحث القاهرة.
كادت الجريمة أن تتم كاملة، لولا تصادف مرور قوة أمنية تابعة لقسم شرطة الزيتون بمديرية أمن القاهرة، لتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم، فقامت القوة بإبلاغ شرطة النجدة عبر جهاز اللاسلكى بتواجد مجموعة من الأشخاص داخل سيارة ميكروباص أمام أحد المقاهى ومحاولتهم اصطحاب أحد الأشخاص داخل السيارة، عقب ادعائهم كونهم رجال شرطة من مباحث القاهرة.
تحركت قوة أمنية على الفور وتمكنت من ضبط ٦ أشخاص، مقيمين بنطاق محافظات القاهرة وبنى سويف والقليوبية، لأحدهم معلومات جنائية، وذلك أثناء استقلالهم سيارة أجرة ميكروباص قيادة سائق مقيم بالمنوفية، وقيامهم باستيقاف طالب مقيم بالقليوبية والاستيلاء منه على حقيبة بداخلها مبالغ مالية عملات محلية وأجنبية، ومحاولة اقتياده داخل السيارة.
قال المجنى عليه، إنه تعرف على أحد الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث أوهمه الأخير بقدرته على توفير عملة (البيتكوين) نظير المبالغ المالية، واتفق معه على التقابل أمام المقهى لإتمام عملية البيع.
وأضاف الطالب المجنى عليه أنه عقب وصوله فوجئ بحضور باقى المتهمين منتحلين صفة رجال الشرطة وقاموا بالاستيلاء منه على المبالغ المالية المضبوطة بحوزتهم
واعترف المتهمون بارتكابهم الواقعة بأسلوب انتحال صفة رجال شرطة، بينما نفى قائد السيارة صلته بالواقعة حيث قرر بقيام المتهمين باستيقافه واستقلال السيارة صحبته من القليوبية عقب إيهامه بأنهم رجال شرطة.
وقال المتهمون إنهم كانوا يخططون لخطف الحقيبة لكنهم وجدوا الشاب صغير السن فقرروا خطفه لإجبار أسرته على دفع الفدية.
وما زلنا نعيش الوهم.