الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عالم الموسيقى «10».. فوائد العلاج بالموسيقى لمرضى الأرق والصم والبكم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


في الحلقة العاشرة من تناولنا عالم الموسيقى وآليات العلاج بها نستكمل الحديث عن الفوائد العلاجية لها ونبدأ بالحديث عن طريقة «دالكروز» وهى:

 

* تعمل على تنمية حاسة اللمس عند الأصم وحاستى السمع واللمس عند الأعمى، وتقوية أجهزته العضلية، وإحساسه بالتعبير.

 

* تزايد من الترابط والتنسيق بين العضلات والأعصاب، والتجاوب السريع بين العقل والجسم، خصوصا عند المصابين بالقصور الحركى.

 

* تزيد من القدرة على اليقظة والتركيز، وتعمل على تنمية الشخصية والإحساس بالمسئولية، فضلا عن تقويتها لروح التعاون بتأثير الحركات الإيقاعية الجماعية فيما بينهم.

 

* تساعد الطبيب على معالجة مرضاه النفسيين، عن طريق تصريف على معالجة مرضاه النفسيين، عن طريق تصريف الطاقة العصبية، ومن ثم اكتساب الراحة، والاتزان والهدوء النفسى.

 

* تعمل على تدريب الحواس بواسطة تمرينات الإقدام والإحجام، والتدريب على تقليد الأصوات بالغناء.. كل هذه الوسائل تفيد المتخلفين عقليا.

 

* بالنسبة للأطفال العميان، والذين يتمتعون عادة بحاسة سمع قوية، فإنهم يستفيدون من ترجمة الأصوات الموسيقية إلى تعبيرات جسمانية عن طريق التحرك في الفراغ.

 

* مساعدة المشلولين على الحركة وتمكينهم من تحقيق أعمال لم يكن في استطاعتهم عملها من قبل.

 

* وتمتد قائمة الفوائد إلى آفاق أبعد، سواء في مساندة المتخلفين عقليا، أو في بعث الأمل في شفاء المرض ورفع روحهم المعنوية.

 

الموسيقى في علاج ضعف مقاومة الجلد:

 

أجريت تجارب للقياس الكهربى لمقاومة الجلد، فعزفت ثلاث مقطوعات كل منها دقيقة واحدة.. الأولى سيمفونية، والثانية إيقاعية، والثالثة موسيقى خفيفة راقصة.

 

أثبت جهاز الجلفانومتر أن الموسيقى الإيقاعية سجلت أكثر رد فعل، تليها الموسيقى الخفيفة الراقصة، وأما السيمفونية فكانت أقلها. وبالعود والتكرار بدأت رودود الفعل عموما تقل.

 

الموسيقى في علاج الأرق:

 

أثبتت نتيجة التجارب أنه بعد جلستين أو ثلاثا من موسيقى معينة زال الأرق بنسبة ٧٥٪ إلى ٨٠٪ من عدد المرضى، هذا إلى جانب نوعية أخرى من الموسيقى عملت على اليقظة والتركيز.

 

الموسيقى في علاج الاسنان:

 

في مجال الفم والأسنان نستطيع أن نؤكد أهمية الآثار النفسية الفسيولوجية.. فالعنصر الرئيسى يسمح بوجود هذه الظاهرة وهو عدم اتصال الجهازين العصبيين الكبيرين: اللاارادى والمخى النخاعى.

 

نستطيع أيضا الحصول على هذا الانفصال ذاته بأسلوب التحكم الداخلى (Training Auogene) لشولز (Shultz) المفضلة على الاسترخاء بالموسيقي (Détente Psycho-Musicale) الذى يهدى المريض، وقد استفاد أطباء الأسنان من الموسيقى للتواصل إلى إحساس المريض بالاسترخاء والراحة، وتوجيه انتباه المريض نحو الموسيقى بعيدا عن الألم، وتهدئة المشاعر والأحاسيس.

 

وفى بعض عمليات الأسنان للأطفال يخدر المريض بواسطة الموسيقى المنومة مع المخدر الموضعى فقط، عوضا عن التخدير العمومى، وبعد عمل اللازم تجري عملية الإيقاظ بواسطة أغانى العصافير للفلوت أو للأصوات الغنائية المشابهة.

 

واستخدمت الموسيقى أثناء عمليات حشو الضروس وغيرها، فتنطلق الموسيقي مع جهاز في متناول يد المريض، بنغمات تشبه خرير المياه، أو أصوات الشلالات. فإذا شعر المريض بألم شديد، يعمل على رفع الصوت، ويخفضه في حالة تناقص الألم، على أن تكون الموسيقي – بشكل عام – أعلى من صوت الجهاز الذى يستخدمه الطبيب لتنظيف الأسنان. هذه الطريقة تدفع المريض بعيدا عن خوفه، وتخفف الألم بسبب جذبها لانتباهه بعيدا عن ألمه، كما تسهل عمل الطبيب نتيجة لتعاون المريض معه.

 


 

 

الموسيقى مع ضعف الكلام:

 

ضعف الكلام ينبع من أسباب مختلفة.. من بينها القصور الخلقى الذى ينتج عنه إضعاف الوظائف العضوية المختصة بالكلام، وأعراضه تتخذ صورة التهتهة أو التأخر في الكلام.

 

ولقد امتد المتخصصون في العلاج بالموسيقى إلى هذا الميدان.. وابتكروا وسائل فعالة لعلاجه.. أهمها تدريب اللسان والشفتين بواسطة الأغانى، بمعاونة أنشطة موسيقية وإيقاعية أخرى.. فالغناء يعتبر إحدى الوسائل الأساسية لمساعدة العاجزين عن الكلام، بل ويعتبر الأسلوب الموسيقى الرئيسى لمساعدة البكم.

 


 

 

الموسيقى مع ضعف الإبصار:

 

في بحث هام لديزرنز (Diserens) يتعلق باختبار تأثير الصوت على مراكز الحواس في المخ، تبين أن الموسيقى تستطيع تطوير إدراك الحواس في المخ، كذلك اكتشف كرافكوف (kravkov) أن الموسيقى والأصوات الإيقاعية يمكنها تحسين قوة إبصار المستمع بدرجة تصل إلى ٢٥٪.. بل إن بعض الأصوات التى لا نلتفت إليها، مثل دقات الساعة، تثبت أنها تؤثر على الإبصار وتقويه.

 

وأما في مجال فاقدى البصر، فيعتقد المربون والمعالجون بالموسيقى أن العميان يحصلون على فوائد إيجابية من الموسيقى أكثر بكثير مما يحصل عليه المبصرون.

 

تؤكد كروكر (Crocker) أهمية استخدام الموسيقى مع العميان كوسيلة للتعبير العاطى المقبول اجتماعيا، علاوة على الإشباع الداخلى، مع كون هذه الفائدة الموسيقية بالذات متوفرة للمبصرين، إلا أنها تأخذ اعتبارا علاجيا للعميان، وتضيف كروكر أن عزف البيانو له فوائد خاصة بالنسبة للعميان كوسيلة لتكامل الأساليب السمعية والإحساس بالحركة في التعليم.

 

كما يضيف ستولتر Stoltz أن البيانو هو أفضل الآلات الموسيقية بالنسبة للعميان.

 

وحول نفس الموضوع أكد جيليلاند (Gilliland) وبولدين (Baldwin) فوائد الإيقاع الحركى بالنسبة للعميان، لأنه يمنحهم الشعور بالراحة الجسمانية.. كما يساعدهم على تنمية مشاعر الاستقلال. أما بوليدن فتعتقد أن الحركة مع الإيقاع تمنح الأعمى انطلاقا مشبعا لتحريك الجسم بحرية كما يفعل الأطفال المبصرون، وقد توصلت هالديمان (Haldiman) إلى إضافة نقاط للبرامج الموسيقية التربوية المنتظمة:

 

• استخدام الموسيقى الصوتية بهدف مرونة وإرخاء عضلات الحلق والصدر والحجاب الحاجز (ويعتبر هذا هاما لأن العميان يميلون إلى أن يكونوا مشدودين، فيجدون صعوبة في الحصول على الراحة والاسترخاء البدنيين).

 

•تعليم التاريخ الموسيقى والتذوق كبديل لحضور الحفلات الموسيقية والأوبرا.

 

•دراسة الهارمونى من أجل تفهم الموسيقى بطريق "برايل".

 

•تستنتج "هالديمان" أن الموسيقى تعطى تركيزا خاصا في مدارس العميان. لما يبدو لها من فوائد ذاتية بالنسبة لتلك المجالات ذات الاهتمام الأساسى في تعليم العميان، وهى الانضباط الشخصى والاجتماعي والنمو النفسى والاستقلال الاقتصادى.

 

• ويركز ستولتز (Stoltz) في دراساته على الحاجة إلى تحقيق هدفين في مساعدة الطفل الأعمى:

 

• تمكينه من اتخاذ مكان مستقل لنفسه في دنيا المبصرين من خلال تنمية طاقته وثقته في النفس والتعاون.

 

• دفعه إلى تحقيق امتلاك قدرات وطاقات تضعه على نفس مستوى المبصرين.

 

• ويرى هارتلى (Hartley) أن الموسيقى تسهل الحركة، مما يؤدى إلى اتساع مجال الطاقة الجسمانية للطفل الأعمي.

 

الموسيقى مع ضعف السمع والصمم:

 

المقصود هنا هو صعوبة السمع أو الصمم الكامل، ويمكن أن يكون خلقيا أو مكتسبا.

 

بعض المعالجين والمدرسين وجدوا أن للموسيقى قيمة للمعوقين سمعيا، إذ أن استخدام الإيقاع يعطى أعظم فائدة للمصابين بالصمم وضعف السمع.

 

** قررت لين (Lane) أن استخدام الإيقاع هو العامل الحاسم وراء تحقيق الأهداف الآتية للطف الأصم:

 

• تحسين التوافق الجسمانى.

 

• تحسين الكلام عن طريق إيقاعات كلامية أفضل ونطق سليم.

 

• تأهيل اجتماعي بواسطة تحقيق مهارة ورشاقة في الرقص الجماعى.

 

ويرى البعض أن استقبال وتمييز الطفل الأصم للموسيقى يرتكز أساسًا، ويكاد يكون كليا، على حاسة اللمس.. فإذا ما أعطى الفرصة والتوجيه الكافيين في هذا الشأن فإنه في إمكانه تمييز الذبذبات الموسيقية في صورة إيقاع وضغط النبر (Accent)، ولكن الاختلاف الكبير يكون فقط في الدرجة الصوتية (Pitch).

 

ويرى آخرون أن الأصم لا يقتصر تمييزه على الإيقاع وضغط النبر، بل يمكنه أيضا تمييز الدرجة الصوتية، ذلك عن طريق انتقال ذبذبات الهواء الت تحدثها الأصوات إلى مخ الإنسان بغير طريق طبلة الأذن.. فإما عن طريق الجلد أو عن طريق عظام الإنسان.. وتتضع هذه الصورة من حالة الثعابين.. فهى تتلوى على أنغام الموسيقى رغم عدم وجود آذان لها.. إذ إن الموسيقى بإيقاعها وذبذباتها تصل للثعابين عن طريق الجلد، حيث إن حاسة اللمس كثيرا ما تقوى عند الأصم، أو بالأخرى عند افتقاد غيرها من الحواس.

 

وتعتقد الأخت جيوفانى (Sister Giovanni) أن الطفل الأصم يمكنه التعرف على مفاهيم الأصوات المرتفعة والمنخفضة بطريقة أوقع إذا ما عزف على البيانو بنفسه.

 

سرد ويكر (Wecker) تجربة أجريت في مدارس عامة بهدف تقدير التذوق والتعبير الموسيقى لدى الطفل الأصم:

 

اختير ١٢ طفلا مصابين بالصمم الكامل، وأسمعوا موسيقى من خلال سماعات مثبتة على الرأس، وكل منها مزود بمنظم للصوت.. بعد فترة من الاستماع، طلب إليهم أن يقوموا بالطرق على مؤثرات ذبذبية.. وقد تمكنوا من الاستجابة، متدرجين من ارتفاع بسيط، إلى ثنائى، إلى ثلاثى، وفى النهاية تمكنت مجموعة مختارة مكونة من أربعة أطفال من الطرق بإيقاع مضبوط على طبلة بالعصى، مع موسيقى أوركسترا، وبذلك أعطوا دليلا على الاستجابة والتعبير للمؤثرات الإيقاعية.

 

أما "أميل جاك دالكروز"، فقد واجه هذه العملية من حقيقة علمية معروفة، وهي أن الصوت هو أحد الأعمدة الرئيسية للموسيقى.. وأن الصوت بشكل عام يحدث نتيجة لذبذبات تنتقل من الأذن إلى المخ.. ومن حسن الحط أن الأصم يمكن أن يحس بهذه الذبذبات، رغم افتقاده لحاسة السمع.

 

واهتمام دالكروز بتوصيل الموسيقى للأصم ينطوى على أهمية كبرى. فالصمم يؤدي إلى آثار تتجاوز مجرد فقدان حاسة أساسية.. فالطفل الأصم – بغض النظر عن أسباب الصمم – لا يستطيع التكيف أو التجاوب مع بيئته، فيميل إلى الانعزال، وبالتالى اضطراب نشاطه الحركى.. كما يؤثر الصمم على ضعف قدراته العقلية، لأن النمو العقلى لا ينفصل عن التجاوب مع العالم المسموع الذى يفتقده الأصم.

 

ومن هنا يشترك الأصم مع المتخلف عقليا، في عدم القدرة على التركيز اللازم للفهم الكامل لموضوع بعينه، واستخلاص النتائج المترتبة على هذا الفهم.

 

ولذلك اهتم دالكروز بمساعدة الأصم على الإحساس بالإيقاع وتمكين من تكوين مفهوم داخلى عن الصوت، مؤمنا بأن القدرات الموسيقية قد تكون موجودة وكامنة عند الأصم وأنها ستظل مختفية ما لم يمنح الفرصة الكاملة.

 

ووفقا لتقسيم دالكروز للإيقاع فإن توصيل الإيقاع إلى الأصم عن طريق نقر الإيقاعات المختلفة على أجزاء جسمه، ولتكن يديه، تمكنه من الإحساس بها، ثم تأديتها جسمانيا، وبذا يمكن أن تكون أحد جوانبه تنشيط عقله.

 

اعتمد دالكروز على النظرية التى أثبتها، وهى الارتباط والتفاعل بين الإيقاع العضلى والبصرى والسمعى، وتأثير كل منهم على الآخر.

 

فتدريب العميان على قراءة الموسيقى لا يفترض أو يشترط الرؤية البصرية لتحقيق هذه القراءة، إنما يمكن الوصول إلى هذا الهدف عن طريق الاعتماد على اللمس، مثل نقر الحروف الإيقاعىش، ولتكن على أيدى الأعمى، فينتقل الإحساس إلى المخ، وبذا يتمكن من قراءة هذه الحروف وفهمها.