الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

عادل نصيف.. جاء دور القديسين لرسم "أيقونتك"

عادل نصيف
عادل نصيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرثاء ليس مهنتي؛ يا من جعلت "الخلود" مهنتك..
تماهي عادل نصيف مع الأيقونات؛ ليصبح هو ذاته ايقونة سماوية، ألوانها نقية تشع من روحه الشفافة وأحلامه الطاهرة. واذا كان الإنسان العادي انقص قليلا عن "الملائكة" بالمجد والكرامة "توج". فالفنان المبدع انقص قليلا عن "الكاروبيم" ونال من الاكليل سبعة.. هي تيجان الكمال التى وضعت بكل إجلال على رأسك. وسط تسبيحات "الغلبة" بالريشة وبزيت الالوان قدست أخشاب فنطقت قلوبها بشخوص جلبتها من السماء مباشرة..
فالفن عمل إلهي لأنك تخلق رسومًا، وتجعلنا نقف أمامها بكل خشوع، نغمض العين ونفتح الوجدان والعقل لنراها أكثر. هكذا صنعت لنا فراديس من القديسين، نتطلع لهم وفي أيدينا نور من شموع تبكي مندهشة ممجدة ببراعة يديك، حيث يخرج من الأيقونة نور أقوي، يجسد التاريخ والسيرة والعيون المفتوحة على الأبدية. وبين الواقف على الأرض والواقف في الايقونة. حاضر أنت دائما. تعزف بألحان لاترى. وتغني ترنيمة ملونة، رابطًا بين الزمنى وغير الزمني بالفن الجميل. وهكذا في كل كنيسة ودير "موجود" أنت يا "عادل" إلى جوار أيقونتك التى تحمل من روحك وفكرك وموهبتك.. لذلك خيط صلاتك "الفنية" دائم "الهذيذ" بلا انقطاع. حتى لو الكنائس مغلقة و"الجمهور" غائب. فالأيقونة "صلاة" عميقة و"إنجيل" مرسوم، مدشنة بزيت الروح. هي قداس متكامل الأركان. ومديحة بارة وصادقة. صنعتها يداك المرفوعتان "باكر وعشية" ببلته الألوان.
وهكذا يتجلي حضورك بين القباب وعلي الجدران شريكًا للقديسين، الذين تحرص على وجودهم بما هو فوق "الحرفية " بل بالمعايشة الحقيقة لتفاصيل صغيرة وغنية بالسيرة الزاهية. وعمق "الهوية القبطية" الموصولة إلى أجدادك الفنانين العظماء في مصر القديمة.
وهكذا وثقت الصلات بين قديسين الكنيسة المنتصرة، الذين جاءوا في موكب ضخم من كل القبائل والأمم والشعوب، جلسوا فوق ريشتك التى شكلت ملامحهم وطردت عنهم غربة التاريخ وبعد الزمن. ولكن –وما أقسي لكن– فبعد هذه العشرة الممتدة بينك وبينهم التى كتبتها في الأيقونات الرائعة، رغبوا أن تذهب إليهم هذه المرة. حيث أرادوا هولاء القديسين أن يرسموك أنت هذه المرة. أرادوا أن تكون أنت "أيقونتهم" كما كانوا كثيرين أيقونتك. فأخذواك معهم مرنمين مبتهجين بصحبة الفنان الذي خلدتهم ريشته، حيث جاءتهم الفرصة المؤلمة لنا والقاسية علينا لتخليدك، وما أجمل القديسين عندما يمارسون "الفن" فمن المؤكد أن ريشة العذراء مريم والأنبا بولا أول السواح والشهيد مارجرجس وغيرهم ممن رسمتهم لنا سوف يبدعون لرسم أيقونتك في سماء المجد "يا عادل".