لم تجد في حنانها ولا في عطائها الذي ليس له حدود ،مثيل ، أنها الأم الغالية التي تعطي دون أن تنتظر المقابل وتحتويك حتي تبلغ من العمر أرذله وتبقى حاملة همومك وهموم أولادك . ولن تجد مثيلا للأم المصرية على وجه التحديد في أي مكان بالعالم ، في إخلاصها وتضحيتها وقوتها وصبرها وعزيمتها ، فهن بحق عظيمات مصر الذين تحملوا ، ولا يزالون، الكثير لأجل الأبناء وربما الأحفاد من منطلق أعز الولد ولد الولد !.
وفي يوم 3/21 من كل عام يحتفل المصريون والعرب بعيد الأم ، اعترافا منهم بفضلها ومكانتها ودورها الذي يمثل الحياة والمستقبل معا ،فكما قال الشاعر بأن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق . وهي مناسبة عظيمة تنتظرها الأسر المصرية والعربية للاحتفال بها كل عام ،بعدما أكد عليها وطالب بها الأخوان الصحفيان علي ومصطفي أمين مؤسسي أخبار اليوم بأن يكون يوم الواحد والعشرين من كل عام هو الاحتفال بالأم المصرية وأصبح شهر مارس تباعا هو عيد المرأة المصرية ويتم عمل احتفال كبير يحضره رئيس الجمهورية وحرمه من أجل تكريم عدد من عظيمات مصر والأمهات المثاليات ،وهذا شيء جميل بالطبع ومنوع من رد الجميل للأم العظيمة التي تعيش حالة من التوتر والخوف والقلق على أبنائها حتى بعد الزواج والاستقرار !
ونعلم جميعا أن القرآن العظيم طالبنا بالإحسان إلى الوالدين ولا نقل لهما أف ولا ننهرهما وأن نخفض لهما جناح الذل من الرحمة ونقول لهم ربي ارحمهما كما ربياني صغير .. وعندما سئل رسول الله عليه الصلاة والسلام بأنه من أكثر الناس بحسن صاحبتي فأجابه : أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.
والأم مقدارها عظيم عند كل مؤمن بالله واليوم الآخر .
وعندما تحتاجني أمي تجدني دوما أمامها وتحت قدميها واستمتع بالجلوس معها فترات طويلة وحتى اطمئن أنها سعيدة.
وكم كنت أتمنى أن تنظر الدولة لمثل حالة أمي التي ظلت تعمل طوال حياتها لأجل تنفق على أسرة فقيرة فقدت عائلتها الوحيد في حادث سيارة وهي ابنة الـ٢٥ عاما ، بينما والدي المتوفي كان عمره الـ٣٠ وعندما توفي عرض على أمي الزواج من آخر حتى يتحمل الزوج الجديد نفقات الأسرة والأطفال اليتامى ولكنها رفضت هذه الزيجة بالرغم من احتياجها الشديد للمال والزواج إلا أنها قالت بأنها تزوجت أولادها وسوف تشتغل وتعمل طوال الليل والنهار لأجل الإنفاق عليهم وقد حدث لها ما أرادت وبعد أن كسبت المال أنفقت على دراستهم حتي تخرجت انا من الجامعة وحصلت على درجة الدكتوراه ..وتبوء اخواتي مناصب تجارية أكثر منها ثقافية ،بينما زملائي لم ينجح في المدرسة بل انتقلوا والعمل براتب !!
أمي أعظم انسانة في الوجود وهي وطني الحقيقي وسبب وجودي في هذه الحياة وهي المكان الذي ارتاح فيه ، فلا تتركيني يا أمي ، فأنت الحضن الدافئ والحنان المتدفق والعطاء الذي ليس له حدود، فاذا كانت الزوجة تحبك ،فليس الحب لمجرد الحب الصافي، وأنما لأنها على استعداد لأن تأخذ عمرك وأموالك كمان مقابلك اسعادها واسعادك ، بعكس الأم الأب تعطي ولا أطلب منك مقابل !
الاحتفال بعيد الأم هو اسمي معاني التكريم لابد أن يكون نبراس لكل المصريين لكي يقدروا الأم الحقيقية وتنعكس على احوالك فيما بعد!
أتذكر دوما أغنية المطرب الكبير والفنان محمد عبد الوهاب ، ست الحبايب يا حبيبة ياأغلى من روحي ودمي ،يا حنيينا وكلك طيبة يارب يخليكي يا أمي !