السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بكاء الأيقونة على صدر الجدارية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رائحة البخور وألوان النعمة تسبق روح عادل نصيف إلى الملكوت
أمام إحدي أيقوناته تصلي له الملائكة طالبة تتويجه أيقونة للفن الملكوتي لأن مئات الكنائس تبكي فرشاته وروحانية ألوانه

حملنا الحزن أعوامًا وما طلع الصباحْ
والحزن نارٌ تُخْمِدُ الأيامُ شهوتَها،
وتوقظها الرياحْ
والريح عندكَ، كيف تُلْجِمُها ؟
وما لكَ من سلاحْ..
إلاّ لقاءُ الريحِ والنيرانِ...
في وطنٍ مُباحْ؟
محمود درويش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولد عادل نصيف في 20 أكتوبر 1962 في قريه أبوحنا – محافظة البحيرة – مصر وحاصل على بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية قسم التصوير بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف عام 1985 وأتم دراسة حرة للفن القبطي والأيقونة بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة وعضو جمعية فنانى الموزاييك الدولية (AIMC) رافنا – إيطاليا International Association of Contemporary Mosaicists –Ravenna- ومتفرغ للفن ويعمل.
عاش بالإسكندرية وعمل رسامًا حرًا منذ تخرجه وحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير وعام 2012 أدرجت وزارة الثقافة الفرنسية أعماله من الموزاييك والأيقونات القبطية والفريسك كتراث ثقافى مميز يستحق الزيارة السياحية، بكنيسة الملاك ميخائيل بفيلجويف- باريس.
• متميز في تنفيذ الأعمال الجدارية الكبيرة بالموزاييك والفريسك وتصميم أغلفة الكتب والمطبوعات.
• كتب عن أعماله العديد من المقالات بالمجلات والجرائد بمصر وهولندا وأمريكا وله مشاركات بالبرامج التليفزيونية.
• 2017 اختير لتحكيم المسابقة العالمية لفن الأيقونة الأرثوذكسية بمشاركة 18 دولة و70 فنانًا بأثينا – اليونان.
• قدم العديد من الجداريات لهروب العائلة المقدسة لمصر ( بالزقازيق 38 مترا مربعا، بمرسى مطروح 12 مترا وبارتفاع 4 أمتار) وبالخارج (بباريس 10 أمتار وبارتفاع 3.5 متر-، بنيويورك 13 مترا وبارتفاع 2 متر – وبكندا بميسوساجا 6 أمتار وارتفاع 4 أمتار – بأمستردام 5 أمتار وبارتفاع 4 أمتار هولندا)، وأيضا بالأيقونات لتقديم واجهة مصر وحضارتها لمصر.
عادل نصيف الذي رسمت فرشاته على جدار الزمن، أن الفن القبطي هو فن شعبى، أنتجه الشعب بعيدا عن السلطة الحاكمة، لذلك يتميز بالبساطة وقوة التعبير، يحاور المصلى بملامح جذابة وبسيطة ويعلمه الطقس والعقيدة والرمزية، وأهم شيء على الإطلاق كان عادل امتدادا لذلك الفن في التعبير عن الروح، كل ما كان يرسمه يمثل الكنيسة المنتصرة بالقديسين المتحررين من الجسد، ولذلك فالأيقونة ورسوم عادل كانت تترك نورا على الأرض وليس ظلا، وباختصار هو فن البعد عن الواقع لأن الواقع مادى، ولم يتحرر من مادته. وليس كما الفن الغربي يجسد الموضوع كمشهد مسرحي واقعي مادي لا يركز على الروحانية في فنوننا القبطية…وليست البساطة تشويهًا أو قبحًا لأننا نرسم شخصيات مجمدة نتشفع بها. ويعبر عن روح الفرح والغلبة والانتصار والذي أثبت أن الأيقونة القبطية فيها ملامح ترتبط بالأرض والمكان والموروث الحضاري، وتكون مفرحة حتى في صور الاستشهاد لا تمثل مشاهد دموية، وتبعد تماما عن العنف لأنها تدعو المصلى إلى الأمل والرجاء، حتى في تصوير السيد المسيح، وهو على عود الصليب تكون عيناه مفتوحتين، فعلي الرغم من أن الكنيسة القبطية هى كنيسة شهداء، وعانت من آلام وعذابات كثيرة، إلا أن شخصية القبطى شخصية روحية تميل إلى الفرح في الله والتمسك به، لذا ينعكس هذا الفكر في الفن القبطى وينفذ فيها الرسم بالمواجهة وليس بالجنب، ويتم الاهتمام بالهالة الروحانية والتى دائما ما تكون دائرية، ولا يمثل فيها إلا شخصيات مقدسة بالنسبة لفكر الفن القبطى، ويتميز التجسيد فيها بالبساطة والاختزال والاختصار في الألوان، والتعبير الفنى بها مرتبط بتجسيد البيئة النابع منها، فكان الفنان القبطى يمثل موضوعا روحانيا من وجهة نظر مصرية، وموضوعات لم يتناولها فنانون في كنائس أخرى، فالكنيسة القبطية برغم الصعوبات التي مرت بها إلا أنها كانت سباقة في تفسير الموضوعات اللاهوتية وتقديمها في إطار فنى للمصلى، وتؤكد فرشاة عادل نصيف أن الفن القبطي يتميز بأنه فن شعبى، يمارسه الشعب بعيدا عن السلطة وبأموال بسيطة، دون دعم منها، ولذلك تميز بالبساطة والزهد في التكاليف، والأقباط لم يمارسوا سلطة سياسية طوال تاريخهم. الفن القبطي لا يبالي بقواعد الواقعية والمنظور، بل إنه يرسم روح الشخصية ويبتعد تماما عن الواقعية. وتحتفظ الأيقونة القبطية بالحجم الأكبر في النسب للشخصية الأساسية مثل المسيح والقديسين وباقي الشخصيات أصغر حجما، وهذا امتداد للفن المصري، ويجسد عادل نصيف كل ملامح الأيقونة في رسومه لها حيث ترسم الأيقونة على بعدين هما الطول والعرض ولا يهتم بالمنظور مثل الفنان المصري القديم. الأيقونة القبطية مفرحة ولا ترسم أبدا أشكال العذاب – لإعطاء رجاء للمؤمنين- رغم أن الكنيسة القبطية عانت كل أشكال الاضطهاد طوال تاريخها لايوجد اتجاه للضوء في الأيقونة القبطية بل الضوء يشع من الشخصيات المقدسة، ولا ترسم ظلالًا أسفل القديسين بل نور على الأرض لايرسم أشخاصًا على قيد الحياة في الأيقونة القبطية. بل تخلد وترسم القديسين فقط ليكونوا مثالا لأنهم الكنيسة المنتصرة وتقتدى بهم وتتشفع الكنيسة المجاهدة. هكذا نطلب نحن شفاعة قديسين أيقونات وجداريات عادل نصيف لكي يلمسه الرب قائلا له:" قم احمل فرشاتك وألوانك وامش نحو الملكوت لترسم أيقونة لجموع القديسين في الفردوس.