الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حدود غير ملتهبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عانت مصر لعقود طويلة من التوترات السياسية والأمنية على طول حدودها الدولية، لا سيما حدودها الشرقية، وكان حجم هذه التوترات يختلف من لحين لآخر بين جميع الأطراف الحدودية، التي اتسمت بأنها حدود ملتهبة عقب ااندلاع ثورات الربيع العربى فى المنطقة العربيةعام ٢٠١٠. فبشكل غير مسبوق كانت جميع الحدود البرية لجمهورية مصر العربية مصدرًا للأزمات والقلاقل الداخلية سواء من الحدود الغربية أو الشرقية أو بشكل غير اعتيادى من الحدود الجنوبية.
غير أن نقطة التحول انطلقت شرارتها الأولى مع اندلاع ثورة الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣ وإسقاط نظام جماعة الإخوان المسلمين لتبدأ مصر عملية ضبط الحدود وفرض السيطرة عليها، لتصبح الحدود المصرية لأول مرة في الشهور الأخيرة حدودا غير ملتهبة، بل والأكثر هدوءا طوال العقود الأخيرة. فبفضل السياسة الخارجية الحكيمة التى انتهجتها القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي فى السنوات الأخيرة، والجهود الأمنية والاستخباراتية المصرية الحثيثة المبذولة على كل الأصعدة والمجالات، لم يعد التأثير المصرى مقصورًا فقط على حدودها البرية والبحرية، بل تجاوز الأمر مداه لتصل اليد المصرية للمرة الأولى منذ سنوات طويلة بالتأثير والتوجيه والنصح والإرشاد، من منطلق علاقات الصداقة والمصالح المشتركة فيما وراء تلك الحدود، بما يهدف إلى تحقيق الاستقرار والهدوء على كل الخطوط الحدودية الدولية لمصر. فنجد التأثير المصرى فى ليبيا والسودان وفلسطين، وهو ما عبر عنه الزيارات الخاصة التى قام بها قادة هذه الدول للقاهرة خلال الأسبوعين الماضيين مما يعكس التقدير للقاهرة ولمكانتها الإقليمية، فضلًا عن الرعاية المصرية للمصالحة الفلسطينية والمساعى لرأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين لاستعادة القضية الفلسطينية لزخمها السياسى وإعادتها لبؤرة الاهتمام الدولى بعد الخسائر الفادحة التى لحقت بها منذ اندلاع ثورات الربيع العربى.
الحدود غير الملتهبة...هذا الإنجاز الاستراتيجى غير المسبوق أراه أبرز إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ولايته الرئاسية الثانية، مما يجعله يدون اسمه من نور ضمن أسماء زعماء مصر الخالدين الذين صنعوا التاريخ والمجد لها، لأن الحفاظ على حياة كريمة المواطن المصرى، بات مرهونا بضبط حدود البلاد والسيطرة عليها، وكم من أمثلة سردها التاريخ سواء من الماضى أوالحاضر، عن أن انهيار حدود الدول أدى إلى تشرذم شعوبها وتشردهم بين دول العالم.