نعم قوية بشبابها، نعم قوية بتأثيرها، نعم قوية بأفكار أعضائها وتعليمهم وتفوقهم وتميزهم، نعم قوية بكيانها الجديد الذى خرج للنور ليضم أكفأ الشباب في الأحزاب وعددا من شباب السياسيين الذين درسوا السياسة وتعلموها على يد فطاحل السياسة، نعم قوية بقُدرة شبابها على طرح وجهات نظرهم بكل حرية وتنفيذها بكل جرأة مثلما حدث في اعتراضهم على بعض بنود قانون الشهر العقارى وطلبهم إجراء حوار مجتمعى قبل طرحه في البرلمان.
"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" وُلدت قوية ويرتفع مؤشر قوتها لأنها نابعة من نبض الرأى العام، هُم شباب واضح أنهم محترفون في العمل السياسى، لا ينفصلون عن المواطنين ولا يعيشون في كوكب عاج، هُم شباب يحلمون بالأفضل دائمًا ويسعون لتحقيق حلمهم بكل جسارة، هُم شباب لم تُتح لهم الفُرصة لكى يُعبروا عن أنفسهم، هُم شباب لم ينتظروا حتى تأتى لهم الفُرصة ولم يقفوا في طوابير حتى تأتى لهم الفُرصة على طبق من ذهب ولم يُساندهم أحد بل إنهم انتزعوا الفُرصة بشطارتهم وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم وسط أطياف مختلفة من الشباب، هُم شباب وُلدوا من رحم ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ العظيمة ومنهم من دخل التاريخ من أوسع أبوابه وكان حاضرًا وفاعلًا ومؤثرًا في بيان ( ٣ / ٧ / ٢٠١٣ )، ومنهم من نشأ في دروب أحزاب عريقة مشهود لها بالوطنية، ومنهم من نشأ في الأحزاب الجديدة التى ظهرت بعد طلوع شمس الثورة العظيمة التى أطاحت بالأشرار الخونة، ومنهم من نشأ في الجهاز الإدارى للدولة وأجاد وسُلطت عليه الأضواء وتقدم الصفوف بمجهوده وعقليته، ومنهم من تميز في مجاله وأصبح الكل يشهد له بالكفاءة
"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" فكرة رائعة تم تنفيذها، لذلك كان من الطبيعى أن يلمع نجم أعضاءها ويكون لهم دور لا يُمكن إغفاله في انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب، فقد كانوا محط أنظار الأحزاب، ومنهم من خاص الانتخابات على المقاعد الفردية ونجح، إذن هؤلاء الشباب لهم قواعد شعبية تؤازرهم وتستمع لهم.
يُخطئ من يعتقد - أو يظن - أن هؤلاء الشباب مؤيدون للدولة، ويُخطئ من يعتقد - أو يظن - أن هؤلاء الشباب مُعارضون للدولة، لكن من العقل والإنصاف أن نقول عليهم أنهم شباب وطنى حُر يؤمن بالدولة المصرية ومؤسساتها وأجهزتها، ومن العقل والإنصاف أيضًا أن نقول أنهم شباب لديه "بُوصلة" واحدة هى (بوصلة مصر) ولا يخافون ولا يهابون من قول كلمة الحق ولديهم الجرأة ليقولوا "للأعور إنت أعور في وِشه"، ومن العقل والإنصاف أن نقول عليهم إنهم شباب عاشقون تراب الوطن ولديهم من الثقافة لكى يدركوا جيدًا المخاطر والتحديات التى تواجه مصر في الوقت الراهن لذلك نجدهم في مُقدمة الصفوف يقومون بدورهم في توعية المواطنين حينما يتعلق الأمر بتهديد الأمن القومى للبلاد، ومن العقل أيضًا أن نقول عنهم إنهم شباب واع نعتبرهم عماد الحياة السياسية من الآن ولسنوات قادمة.
أرى أن "شباب تنسيقية الأحزاب والسياسيين" هُم (شباب إصلاحيين)، يرفعون شعار "الإصلاح" في كل المجالات، وسيكونون السبب في الإصلاح السياسى وهو مُطلب نادينا به منذ سنوات طويلة.. وأرى أنه لا بد من اتساع دورهم وتقوم الحكومة بتخصيص إدارة في كل وزارة تُسمى ( إدارة شباب التنسيقية ) للاستعانة بآرائهم ومقترحاتهم ومعرفة رؤيتهم، لأنهم شباب تخرجوا من أحزاب لديها برامج لإصلاح كل شىء في مصر، لذلك ستكون رؤية ( إدارة شباب التنسيقية ) هى نفسها رؤية مُجمعة للاحزاب في مصر حتى تستفيد بها الحكومة.