أصبح فيروس كورونا ظاهرة عالمية مستحدثة أثارت ذعر العالم بأسره منذ ظهوره أواخر العام ٢٠١٩ في ظل عدم وجود لقاح له وزيادة عدد الإصابات والوفيات، مما جعل للصحف الإلكترونية دورًا مهمًا في توعية المواطنين بالإجراءات الاحترازية للوقاية منه.
في هذا السياق أجرى الباحث د. محمد سامي صبري المدرس بقسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة دمياط دراسة مهمة استهدفت التعرف على مدى تغطية الصحف الإلكترونية المصرية لجائحة كورونا (كوفيد ١٩)، وكذلك الأطر الخبرية المستخدمة فيها، ودورها في نشر التوعية الصحية للمواطنين، وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التى استخدمت منهج المسح. وتمثلت عينة الدراسة التحليلية في موقع صحيفتيْ "البوابة نيوز" و"اليوم السابع" باعتبارهما من أكثر المواقع الإخبارية التي تلقى إقبالًا من الجمهور المصري وفقًا لترتيب موقع "أليكسا" Alexa العالمي، الذي يقوم بترتيب المواقع وفقًا لعدد زيارات المستدمين لها؛ حيث تم تحليل الموضوعات المتعلقة بفيروس كورونا لمدة ثلاثة أشهر في الفترة من نهاية شهر أبريل وحتى أوائل شهر يوليو ٢٠٢٠.
واستطاع الباحث استخلاص عدة مؤشرات ومناقشتها ومقارنتها مع نتائج ما قدمته الدراسات السابقة، وتمثلت أهم نتائج الدراسة في أن الخبر الصحفى جاء في مقدمة القوالب الصحفية في التغطية الصحفية لفيروس كورونا، واتفقت هذه النتيجة مع دراسة إبراهيم بسيونى (٢٠٢٠) في أن المواد الإخبارية كانت أكثر المواد الاستقصائية في تناولها لجائحة كورونا.
كما جاءت النصائح والإجراءات الاحترازية في مقدمة المضامين التى تناولتها الصحف الإلكترونية حول فيروس كورونا بنسبة (٣٩.٧٪)، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة ريهام مرزوق (٢٠٢٠) في مجئ الإجراءات الاحترازية في المرتبة الأولى، كما أن غالبية المضامين استخدمت إستراتيجية توضيح الإجراءات الحكومية ودور الدولة في إدارة الأزمة.
واعتمدت الصحف الإلكترونية على (الصحفى)، ثم (مصادر حكومية رسمية)، ثم (القنوات التليفزيونية) و(الصحف أجنبية) في الحصول على المعلومات حول فيروس كورونا من أجل تحقيق المصداقية لدى القارئ، وكسب ثقته حول المضامين المقدمة.
جاءت شخصية (مسئول حكومى) في المركز الأول بنسبة (٤١.٦٪) بالنسبة للأشخاص الفاعلين بالأخبار المتعلقة بهذه الجائحة، وتتفق مع دراسة Bonander، ٢٠٢٠ في مجئ (المسئولين الحكوميين والباحثين)، يليهم المهنيون كالأطباء بالنسبة للمصادر المستخدمة في التغطية الصحفية للموضوعات الصحية.
وكان (الجمهور العام) هو الجمهور المستهدف من خلال الموضوعات المنشورة بالصحف الإلكترونية المتعلقة بفيروس كورونا بنسبة عالية بلغت (٧٦.٣٪) مقارنة بالجمهور المتخصص.
واعتمدت الصحف الإلكترونية على (الأساليب المنطقية)؛ حيث احتلت المركز الأول مقارنة بالأساليب الإقناعية الأخرى، وهذا يدل على أن الصحف الإلكترونية تخاطب العقل كى تقنعه، وإقناع العقل يعتمد على حجج وبراهين.
وجاءت الطريقة (النصية المصاحبة بصورة) في مقدمة طرق عرض الموضوعات المنشورة بالصحف الإلكترونية، يليها الطريقة (النصية المصاحبة بصورة وفيديو)، ثم الطريقة (النصية المصاحبة بفيديو).
وتعددت أساليب وأنماط التفاعلية الموجودة في موقع "البوابة نيوز" و"اليوم السابع" وتمثلت في: (خدمة البريد الإلكترونى، الأرشيف الإلكترونى، الارتباط بوسائل التواصل الاجتماعي، خدمة الربط بموضوعات متعلقة بالموضوع الأساسى، كذلك خدمة الإعلانات الإلكترونية، وخدمة شريط الأخبار).
احتل نمط (عدد المشاركات) المركز الأول بنسبة (٨.١٪) من بين أساليب تفاعل القراء مع الموضوعات المتعلقة بجائحة كورونا من خلال الصحف الإلكترونية، وتمثلت المشاركات من خلال "جوجل بلس" Google plusو"تويتر" Twitter و"فيس بوك" Facebook، وأكدت النتائج أيضًا مدى اهتمام قراء موقع "البوابة نيوز" بمشاركة الموضوعات على صفحاتهم الشخصية، كما لم تظهر هذه المشاركات بموقع "اليوم السابع".. جاء هدف (إعطاء معلومات) في المركز الأول، يليه هدف (تأييد جهود الدولة) بنسبة (٤٣.٧٪)، ثم هدف (إرشادى توجيهى)، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة ريهام مرزوق (٢٠٢٠) في مجئ هدف التوجيه والإرشاد في الترتيب الثالث بنسبة (١٠.٤٪).
جاء (إطار المسئولية) في المركز الأول بنسبة (٦١.١٪)، وهذا يدل على حرص موقعيْ "البوابة نيوز" و"اليوم السابع" عينة الدراسة على إظهار دور ومسئولية الدولة في مواجهة أزمة كورونا، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة مها مختار(٢٠٢٠) في مجئ (أطر رسمية وإطار المسئولية) في موقع "مصراوي" بنسبة ١٠٠٪، ثم (إطار المصلحة العامة)، ثم (إطار التأييد للحكومة) بنسبة (٤١.٤٪)، وجاء في المرتبة الأخيرة (إطار التهكم والسخرية) بنسبة (١.٧٪).
وقد انتهت الدراسة إلى أن توظيف موقعيْ "البوابة نيوز" و"اليوم السابع" لأساليب الإقناع المستخدمة في تغطية الصحف الإلكترونية للأخبار والمضامين المتعلقة بفيروس كورونا قد حقق الأهداف التى يسعى إليها الموقعان لتحقيق التوعية الصحية للمواطنين.