أول من أبرز فكرة التخطيط العالم النرويجي "كريستيان شونهيدر" في بحث نشره عام 1910 اعتمدت ألمانيا على أفكاره في التخطيط للحرب العالمية الأولى عام.
ثم تبعتها الاتحاد السوفيتي عام 1928 وكان هدفه تحويل الدولة من دولة زراعية إلى دولة صناعية متقدمة.لكن عام 1930 يعد الأهم ونقطة التحول في الاهتمام بالتخطيط بعد الأزمة الاقتصادية العالمية والتي تمثلت في الكساد الذي جعل العلماء الرأسماليين يطالبون دول العالم بالتدخل فبدأ استخدام التخطيط الاقتصادي.
أما ألمانيا وإيطاليا فكانتا مهتمتين بالتخطيط العسكري بينما عملت أمريكا وبريطانيا على تنمية البيئة الأساسية من حيث تنمية الموارد وحسن استثمارها.
بعد الحرب العالمية الثانية أقامت هولندا مكتب مركزي للتخطيط وبدأت بلجيكا في وضع الخطط الشاملة منذ عام 1950.
أما على مستوى قارة إفريقيا فقد قامت غانا وكانت وقتها مستعمرة بريطانية شبه مستقلة بوضع خطة تنمية ثلاثية شملت بناء المدارس وتوفير المواصلات والتعليم وتنمية الصادرات وخاصة الكاكاو وجذب المستثمرين.
أما مصر فقد بدأت التخطيط عام 1960 باعتماد خطة التنمية الشاملة وقد سبقتها خطوات بدأت مرحلتها الأولى في الفترة من 1952-1954 بإنشاء الإصلاح الزراعي.
أما المرحلة الثانية فكات في الفترة من 1955-1957 بإنشاء رعاية الشباب والهيئة العامة للتخطيط أما المرحلة الثالثة فقد تم فيها إنشاء لجان مشتركة في لجنة التخطيط القومي لإعداد البيانات عن المشروعات حتى أنشىء المعهد القومي للتخطيط عام ووضع خطة خمسية وتحويل مصر إلى الاقتصاد إلى الاشتراكي وإنشاء القطاع العام وإنشاء المجالس القروية ومجالس المدن.
وكان التخطيط من الستينيات حتى السبعينيات يخدم القطاع العسكري.
ثم تغير الأمر في السبعينيات والتوجه إلى سياسة الانفتاح الاقتصادي ثم التحول إلى خطة إصلاح القطاع العام والتحول إلى الاقتصاد الحر في الثمانينيات وصولا إلى برامج الاصلاح الاقتصادي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وتظهر أهمية التخطيط عندما يكون التغير في المجتمع سريعا أو في حالة كون الموارد الاقتصادية أقل من الاحتياجات.
لأن أي كيان مؤسسي بدون تخطيط سيكون مصيره الفشل الذريع لن الفوضى ستعمه والارتجال والعشوائية أيضا.
فالتخطيط يوفر الوقت الجهد والتكاليف ويوصلنا بشكل تدريجي منظم إلى تحقيق الأهداف ويسهم في تنمية الموارد البشرية واستثمار الموارد الطبيعية. وذلك في مختلف مستوياته الدولية والقومية والمحلية. مع مراعاة عدة مبادئ منها مراعاة السياق الثقافي لكل مجتمع ومرونة الخطيط وشموليته وواقعيته إلى جانب الالتزام بحاجة الأهالي وحاجات المجتمع المحلي عموما.
إن ما يحدث في مصر الآن من توسع في الظهير الصحراوي للمحافظات وبناء الكباري والمساكن وبناء المجتمعات الجديدة هو ثمرة التخطيط الجيد والتنفيذ الدقيق وفق خطة زمنية يشرف عليها السيد رئيس الجمهورية بنفسه.
أما ما يحدث على المستوى المحلي في القرى في المحافظات أعني المبادرة الرئاسية حياة كريمة فهي النبل بعينه والمحبة الحقيقية والعدالة الاجتماعية والترابط بين المؤسسة الحكومية وطبقات الشعب الحقيقية التي تعمل في صمت بإباء يستحق أن ننحني له احتراما.
أهلنا بالقرى أنتم قلب هذا الوطن وأكثر.