الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

لماذا تخشى إثيوبيا الوساطة الدولية لحل أزمة سد النهضة؟.. خبراء: تدخل أوروبا وأمريكا يضمن حقوق مصر والسودان.. أديس أبابا تتبع سياسة تضييع الوقت ولا بديل عن شكوى رسمية لمجلس الأمن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بات صدور بيان مشترك « مصري - سوداني» على أعلى المستويات، أمرا في غاية الأهمية، يتضمن شرحًا كاملا للمفاوضات التى تعتبر من طرف واحد وتجاهل إثيوبيا لكل مساعي الوصول لاتفاق قانوني يلزم الجميع بقواعد ملء وتشغيل السد وأنها أفشلت مسيرة التفاوض بل وترفض مجددا أى وساطات دولية لحفظ حقوق الدول الثلاث، ما يهدد سلم وأمن المنطقة ويحولها لمنطقة غير مستقرة وبات خيار تدويل القضية عبر مجلس الأمن أمرا محتوما بحسب الخبراء الذين ناقشناهم.


هنا يقول السفير حسين هريدي، إن إثيوبيا تحاول دائما أن تجعل المحادثات داخل الاتحاد الأفريقي، لأنها ترى أن لها تأثير أكبر بداخله وتحاول التنصل أو المماطلة والخروج من دائرة الوساطة الرباعية الدولية لأن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يضمن حقوق الأطراف الثلاثة.
ويواصل "هريدي"، حتى الآن الدور الذى يقوم به الاتحاد الأفريقي من دولة جنوب أفريقيا حتى الكونغو الديمقراطية لم يأتى ثماره بسبب التعنت الإثيوبي فهى تريد الحفاظ على هذا الإطار على التفاوض الذى يخدم مصالحها ورؤيتها.
ويضيف "هريدي": حاليا التنسيق بين "القاهرة" و"الخرطوم" على أعلى مستوى في جميع المجالات على رأسها الجانب العسكرى والأمن ولابد أن يصر المفاوض المصري والسوداني على أنه لا بداية لملء الثاني للسد إلا بعد الاتفاق بشكل قانونى ملزم على قواعد الملء والتشغيل وأن تكون هناك آلية لتسوية المنازعات وحتى الآن إثيوبيا تحاول عدم الالتزام بأى مواثيق أو اتفاقيات وتحاول التصرف بالنيل الأزرق كيفما تشاء.
جدير بالذكر أن الخارجية الإثيوبية صرحت باستعدادها للعودة لطاولة المفاوضات مع مصر والسودان بشأن سد النهضة، ولكن دون وسطاء دوليين. بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي.. وتأتي تلك التصريحات عقب تقدم السودان بطلب رسمي لوساطة رباعية دولية مكونة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحل الخلاف حول ملء وتشغيل سد النهضة.


وهنا يفسر ضياء القوصي، مستشار وزير الري، إنه منذ بداية التفاوض وتثبت إثيوبيا أسلوب المماطلة والتعنت وهنا نسأل، إذا كانت ترفض الوساطة الدولية فلماذا ذهبت إلى واشنطن أمام البيت الأبيض ووزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولى واللجنة الدولية التى ضمت أعضاء من الاتحاد الأفريقي وألمانيا؟.
ويضيف "القوصي": إثيوبيا تتبع سياسية واحدة ظهرت بشكل واحد أمام العالم هو التتطويل والحركة في مكان واحد بمعنى لا تريد تقدم أو تأخر وإنما هو تضييع وقت ومماطلة ولا بد أن يفهم هؤلاء أن للصبر حدود، وبدا ذلك من خلال تقارب "القاهرة والخرطوم" وأن الصبر أوشك على النفاذ، ويجب أن نحذر بعدم البداية في الملء الثانى من الخزان إلا بعد الوصول لاتفاق قانوني ملزم للأطراف الثلاثة.
وجاء المقترح بإنشاء رباعية دولية بعد أن تعثرت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا العام الماضي، وفشل وزراء الري في الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق حول منهجية استكمال المفاوضات الخاصة بقواعد ملء وتشغيل السد.


ومن ناحية القانون الدولي، يشرح مساعد عبدالعاطي، أستاذ القانون الدولي العام، أن إثيوبيا مستمرة في حالة التعنت ورفضت الوساطة الرباعية وأعلن وزير الرى الإثيوبي أنهم لن يأجلوا المرحلة الثانية من تخزين المياه بالسد؛ بما يعنى أن اثوبيا لا تحترم المطالب المصرية السودانية وتسير في مخططها وبات الأمر يتطلب أن تتوجه مصر والسودان بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن، عملًا بالفصل السابع باعتبار أن المواقف الإثيوبية الأخيرة تسير بالإقليم إلى حالة من التصارع والتنازع وتهديد السلم والأمن الدوليين وأن مصر والسودان يضعان المجتمع الدولى أمام مسئولياته ويطلبان التحرك من المجتمع الدولى لإثناء إثيوبيا على الملء القادم. وبات صوغ بيان مصرى سودانى أمرًا في غاية الأهمية لشرح الموقف للعالم كله.