الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فى الفرق بين "الفاحشة" و"الفحشاء" في عربية القرآن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* بداية نؤكد مجددا" على اختلاف عربية المصحف عن عربية العرب، عربية القرآن عن عربية الناس ، كما نشير دوما إلى دقتها الحصرية وعلى دقة الله المعجزة في كلام المصحف فلقد خلص الله العربية من عيوبها وفي مقدمتها (عدم قدرتها على الإيجاز) (وإسهابها فى استخدام المجاز).

* كذلك فقد وظفها الله وتعامل معها تعامل غير تعامل البشر المترهل غير الدقيق القائم على الترادف والتشابه بين الألفاظ حيث استخدم الله العربية على اساس (عدم الترادف) فأصبح لكل لفظ معنى مختلف ودلالة مختلفة عن الآخر.

* ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل إمعانا فى دقة دلالات الألفاظ غير الله فى حروف اللفظ نفسه حرفا واحدا ليشير إلى دلالتين مختلفتين للفظ كما فعل فى لفظ امرأة فأصبح لفظين بدلالتين مختلفتين ( امرأة) و ( إمرأت) ليدل الأول على المرأة بذاتها ويدل الثانى على المرآة كزوجه لنوح أو للوط أو...قال تعالى ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (10) التحريم

* وكما فعل فى لفظ (رحمة) و(رحمت) فأغلق التاء مره وبسط التاء اخرى ليفرق بين نوعين من الرحمة وليدل الثانى على رحمة مبسوطة مركبة أو أكثر من رحمة فى وقت واحد للشخص نفسه مثلما فعل مع نبى الله زكريا وزوجته فأعطاهما رحمتين لا واحدة أصلح لزكريا زوجه العاقر +رزقه بغلام فبسط رحمته فجاءت رحمة بالتاء المبسوطة
قال تعالى (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (2) مريم

ونعمة و(نعمت) أيضا ليفرق بين النعم العادية ونعمت إرسال الأنبياء والرسل للناس لهدايتهم.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) ابراهيم

وامعانا فى الدقه ايضا استخدم الله آلية زياده الكلمه حرفا او اكثر لتعبر عن مدلول مختلف عن مدلولها الاول او تغيير حرف منها او حذف حرف منها، مثل( صوم) و(صيام) فالاول امتناع عن الكلام والثانى امتناع عن الطعام والجماع وكذلك (فاحشة) و(الفحشاء)

وعليه علينا ونحن نقرأ القرآن ان نلتفت بشده الى دقه وحصريه ألفاظه وان نقف عندها ولا نهملها او نتجاوزها فأى تغيير فى الحروف اضافه او حذف يستتبعه طبعا تغيير فى دلالات كل لفظ عن الاخر
وكما نعلم فلقد جاء المصحف على اللاترادف ف (جاء) فى عربيه المصحف غير (أتى) والفقراء ليسوا هم المساكين والكتاب ليس هو القرآن والاسلام ليس هو الايمان والعدل ليس هو القسط والمتقين ليسوا هم المحسنين وليسوا هم الابرار والسؤ غير الفحشاء غير المنكر والبر غير التقوى والاثم غير العدوان والعدل غير الاحسان والمنكر غير البغى
ونأتى للفرق بين دلالات( فاحشة) و(الفحشاء)
هناك اولا لفظ ( فواحش) وهى جمع ل (فاحشه) ولل (الفحشاء)
والفواحش طبعا كلها حرام كما جاء بالمصحف قال تعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) ( الاعراف 33)
والفواحش من ( الفحش) لكن اراد الله ان يفرق بين الفواحش وهى عديده تبدأ بالبخل وقذف المحصنات وتنتهى بتقول على الله وتحريم مالم يحرمه الله والتشديد على الناس ففصل كل الفواحش الجنسيه مثل الجنس العلنى فى الشارع والسحاق العلنى فى الشارع واللواط واطلق عليها (فاحشة) بينما باقى الفواحش اطلق عليها (الفحشاء)
والفحشاء هى حسب المصحف كل شئ جاوز قدره فهو (فحشاء) وكل مافيه مبالغه فى السوء هو (فحشاء) ، فكل شئ جاوز قدره (سلبا) فهو فحشاء، فالبخل مثلا فى لغه المصحف فحشاء وليس فاحشه والتشدد فى الدين وتحريم مااحل الله والتطييق على الناس فحشاءايضا
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173) البقره
البخل =الفحشاء
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (267) (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (268) البقره
واتهام المتزوجات بممارسه الجنس مع غريب عنها بغرض الفضيحه وخراب البيوت وشيوع الفاحشه فحشاء
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) النور
وعليه الفحشاء : هى المبالغه فى السوء
كل سؤ جاوز قدره سلبا فهو فاحش وستجد( الفحشاء) فى المصحف عكس( العدل) او مقابله له
يقول تعالى ۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل
لاحظ ان الله ذكر 3 اشياء فى مواجهه 3 اشياء
ذكر الله( الفحشاء) التى هى كل سئ جاوز قدره وذهب الى اقصى الطرف الايسر كمقابل( للعدل) الذى هو الوقوف فى المنتصف وعدم التطرف يمينا او يسارا قال تعالى (وجعلناكم امة وسطا)
وذكر( المنكر) الذي هو من الانكار للتعليمات الدينيه والذى هو كل فعل قبيح، كمقابل( للاحسان) الذى هو قدرتك على كظم غيظك اذا اعتدى عليك احد او تطاول وعفوك عن من يخطأ بحقك ويعطى السائلين والمحرومين
و(البغى) الذى هو الجور على حقوق اخوتك واقاربك فى الميراث وغيره كمقابل لايتائك ذي القربى حقوقهم المشتركه معك عند الميراث وغيره وعليه
وعليه
فاحشة : هى الممارسه الجنسيه غير الشرعيه مع غير محارمك
الفحشاء : هى المبالغه فى اراده السوء وهى كل ماجوز قدره سلبا وليس ايجابا
ففرق كبير بين رغبتى فى ممارسه علاقه جنسيه مع عشيقتى او افكر فى ممارستها مع امى او اختى
او خالتى او عمتى او امى التى ربتنى قال تعالى( حرمت عليكم امهاتكم)

والشيطان فى المصحف يأمرنا بثلاثة امور( السوء) و(الفحشاء) و(المنكر)، لاحظ أن (الفاحشه) لاترضى غرور الشيطان فهو لايأمرنا بالفاحشه ولكن يأمرنا بالفحشاء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ (21) النور
( إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)
الشيطان فى المصحف يأمرنا
بالسوء ، فما هو السوء ؟!
الشيطان فى المصحف يأمرنا بالفحشاء فما هى الفحشاء؟!
الشيطان فى المصحف يأمرنا بالمنكر فما هو المنكر؟!
والفحشاء فى هذه الحاله هى المبالغه فى الفاحشه هى الفاحشه الفظيعه الخطيره وليست الفاحشه العاديه كأن ترغب فى ممارسه جنسيه ليس مع حبيبتك او عشيقتك بل مع امك او اختك او عمتك او خالتك او... وفى قصه سيدنا يوسف يصف الله الفاحشه التى كانت ستحدث بين يوسف و(الام التى ربته) بالفحشاء ليميز الله بين الفاحشه العاديه، والفاحشه الفظيعه (الفحشاء) المبالغه فى الفاحشه لكن لايفوتنا ان ننبه ان الله اشار الى ان العنايه الالهيه انقذت يوسف من خطئين وليس خطأ واحد، يقول تعالى (كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)يوسف
والسوء والفحشاء ليستا شيئا واحدا"
فيوسف كان سيرتكب خطئين
خيانه الاب الذي رباه ورعاه
ممارسه الفاحشه مع الام التى ربته
وعليه انقذه الله من (السوء) الذى هو الخيانه والغدر والخسه و(الفحشاء) التى هى الفاحشه المبالغ فيها والفظيعه مع امه وليس مع حبيبته او عشيقته، عربيه المصحف مختلفه ودقيقه وفارقه بين الدلالات للالفاظ نرجو الادراك
وفى المصحف لاحظنا ان هناك 4 جرائم اخطر من الزنا الذى هو (فاحشه)
البخل والخيانه وقذف المحصنات والتشديد على الناس
فالزنا مجرد فاحشه اما هؤلاء الاربعة ف ( فحشاء) والشيطان يأمرنا وفقا للمصحف بالفحشاء ولا يأمرنا بالفاحشه
واخيرا ملاحظتان على حالات( الفحشاء) الاربعه التى وردت فى المصحف
لاحظت ان الشيطان يأمرنا بالفحشاء ولا يأمرنا بالفاحشه فالفاحشه لاترضى غروره، كما لاحظت اقتران( السوء) مرتان مع الفحشاء فى موضعين حاله يوسف وحاله التشدد الدينى واقتران( المنكر) مره واحده مع الفحشاء فى حاله قذف المحصنه دون دليل وفى البخل لاحظت ان جاءت الفحشاء منفرده
ففى حاله يوسف قال تعالى (السوء) و( الفحشاء)
السؤ: خيانه الامانه
الفحشاء : ممارسه الجنس مع المحارم
- وفى التشدد الدينى وتحريم مالم يحرم الله قال تعالى (السوء)
و (الفحشاء)
السؤ : تحريم مااحل الله
الفحشاء : تجاوز الشئ لقدره
-فى حاله حادثه الافك قال تعالى( الفحشاء) و(المنكر)
الفحشاء : قذف المحصنات دون دليل
المنكر : ارتكاب فعل قبيح
-فى البخل قال تعالى (الفحشاء) فقط