اختتمت اليوم الأحد، فعاليات مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في نسخته الـ31، تحت عنوان "حوار الأديان والثقافات"، والذي انعقد على مدى يومين تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أقرت الأوقاف جملة من التوصيات كان أبرزها إصدار وثيقة القاهرة للحوار وإنشاء مركز دولي للحوار.
إعلاء قيمة الحوار
أعلن الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، في ختام مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إصدار "وثيقة القاهرة للحوار" وتأسيس مركز حوار الأديان والثقافات بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، ليكون منارة إشعاع في ترسيخ أسس الحوار والتعايش السلمي بين البشر جميعا، لافتًا أنه سيتم التنسيق لاحقًا مع وزارة الخارجية المصرية للتنسيق مع نظيراتها بمختلف دول العالم بشأن عضوية هذا المركز.
وشددت وثيقة القاهرة على أن الحوار البناء يَهدِف إلى التفاهم والتلاقي على مساحات مشتركة وأهداف إنسانية عامة، لا تمييز فيها على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو القبلية، إلى جانب إعلاء قيمة الحوار كمطلبٌ أكدت عليه جميعُ الشرائع السماوية، وجميعُ الحضارات والثقافات الرشيدة باعتباره صمام أمان للجميع.
فيما لفت الوزير خلال جولته بمنطقة الأهرامات ومقر أكاديمية التدريب بمدينة السادس من أكتوبر، إلى أن الهدف هو التدريب التراكمي النوعي فهو تراكمي مأخوذ من تراثنا الذي يجعل طلب العلم من المهد للحد، فلم يعف أحد من هذا التدريب أيًا كان موقعه الوظيفي، موضحًا أن أبرز المشكلات التي تواجهنا هي ضيق الأفق الثقافي وانعدامه بصيغة أو بأخرى، فكان لا بد من عقد دورات متخصصة مع عدد من الجامعات المتخصصة منها 22 جامعة لتأهيل الأئمة والواعظات في علمي النفس والاجتماع، إلى جانب دورات الإعلام وذلك من خلال نخبة متخصصة في مجال الإعلام، ودورات أخرى في اللغات الأجنبية بخاصة الإنجليزية والفرنسية والألمانية على أن تكون هناك بعثات إلى أوطان تلك الجامعات الأم.
وشدد على أن الأكاديمية ليست فقط للأئمة والواعظات المصريين بل تفتح ذراعيها لأي مجموعة تريد التأهيل من كافة الدول وكان هناك تدريب منذ أشهر لأئمة السودان، على أن تكون دراسة مكفولة تمامًا وبالمجان، وفق هدف واحد هو نشر سماحة الإسلام.
تفعيل تشريعي
فيما قال عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، إن البرلمان العربي عليه دور مهم على المستوى التشريعي، حيث سيعمل على تبني توصيات مؤتمر "حوار الأديان والثقافات"، مشيدًا بالتنظيم الرائع الذي يبرز قدرة مصر على إقامة تلك الفعاليات الكبرى.
وأشاد العسومي بجهود وزارة الأوقاف ووزيرها الدكتور محمد مختار جمعة، مقدما في الوقت ذاته خالص تحيته للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كقائد عربي معني ومهموم بالقضايا العربية.
مشتركات بشرية
في سياق متصل، قال الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف بالسودان، إن هناك مشتركات بشرية ينبغي أن نبني عليها الحوار بين عموم البشر، وهي أننا أبناء آدم وحواء، هذان الشخصان اللذان جعلنا الله تبارك وتعالى من نسلهما العظيم.
وتابع، إن كافة الأديان لديها مبدائية واحدة وهي الدعوة لله تبارك وتعالى، مؤكدًا أنه ينبغي علينا أن نبني على هذه المشتركات وأننا جميعا مكرمون، وكذلك ينبغي أن نبني حوارنا على الحرية وأنه لا إكراه في الدين، والبناء أيضًا على مشترك العدل، والعلمية.
وشدد وزير الأوقاف السوداني على أن التنوع بينا في السودان كان ميزة عظيمة تأخرت في الظهور نتيجة ممارسات جماعة الإخوان التي لعبت خلال الفترة الماضية على الفرقة والتشرذم.
مصر رائدة في استثمار التنوع
فيما أكد الدكتور محمد البشاري الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن مصر استطاعت عبر تاريخها أن تجعل التنوع والتعددية قوة ينبغي على العالم أن يحذو حذوها، معربا عن سعادته بالحضور إلى مصر والمشاركة في هذا المؤتمر، لافتًا إلى أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية كان له دوره في البناء الحضاري والتأسيس لمنهجية تواجه تحديات العصر، فكان له دوره في تصحيح صورة الإسلام أو ما يسمى بظاهرة "الإسلام فوبيا"، وتوجت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بمشروع قانون تجريم ازدراء الأديان.
وشدد البشاري على أن المجلس وضع أدلة علمية تواجه الكراهيات والعدميات، واستطاع أن يكشف عن نفسه في فترة ظهور داعش فانكب مع مجامعنا ومجالسنا على تفكيك الخطاب المؤسس للفكر المتطرف والقتالي، مستعرضا تاريخ مشاركاته في ملتقيات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية منذ انعقاد مؤتمره السابع وحتى اليوم.
الإرهاب خطر على المسلمين وغيرهم
قدم الدكتور محمد العريفي وكيل وزارة الدعوة والإرشاد الديني بالمملكة العربية السعودية، التحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية رغم الظروف التي يمر بها العالم أجمع، ومهنئا وزير الأوقاف على التنظيم الجيد والنجاح الكبير لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية حوار الأديان والثقافات.
وقال العريفي خلال كلمته بمقر أكاديمية الأوقاف بمدينة السادس من أكتوبر اليوم الأحد، إن الحوار مهم جدًا خاصة في ظل وجود أعداء مشتركة وعلى رأسها الإرهاب الذي يبيح دم المسلمين وأموالهم، لافتًا إلى أن
الإرهاب خطر على المسلمين وغيرهم لكنه الأخطر على المسلمين لأنه يحاربهم باسم إسلامهم، مشيرًا إلى أن المملكة منذ نشأتها وهي تعمل على نشر ثقافة الحوار، ورحلة الملك فيصل رحمه الله لحمل رسالة الإسلام والنقاء المسئولين في الفاتيكان.
واستعرض وكيل الدعوة والإرشاد السعودي
جهود المملكة المستمرة سنة تلو الأخرى في مجال الحوار وتعزيز السلام بين كافة دول العالم، ومحاربة الإرهاب في كافة صوره.
دورات دبلوماسية
كما طالبت الدكتور فوزية عبد المنعم العشماوي، رئيس منتدى المرأة الأوربية بسويسرا، بضرورة إعداد دورات من وزارة الأوقاف للدبلوماسيين في الخارج حتى يتمكنوا من الحوار مع الآخر خاصة فيما يتعلق بالجانب الديني.
وقالت "عشماوي": " تلك الآية اعتبرها مدخل مهم جدا للحوار بين الأديان بسم الله الرحمن الرحيم 'قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ'.
وطالبت عشماوي، بالضرورة التواجد في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ومنظمة اليونيسكو، مشيدة بوثيقة الأخوة الإنسانية والتي تم اعتمادها في الأمم المتحددة، واعتماد يوم ٤ فبراير ليوم الأخوة الإنسانية.
وقالت رئيس منتدى المرأة الأوربية بسويسرا، يجب الاهتمام بوسائل الإعلام الغربي، مشيدة بزيارة بابا الفاتيكان، للعراق مضيفة:" بابا الفاتيكان جاء للعراق لاحترام الآخر، وهناك فرق بين الاختلاف والخلاف".