كما كانت عظيمة وهى تحكم كانت عظيمة وهى تترك الحكم راضية وهي فى أوج إنجازاتها فقد صنعت أنجليا ميركل التاريخ عبر قيادتها طوال ١٦ عاما ألمانيا فكانت أول امرأة تحكم جمهورية ألمانيا الاتحادية أو اتخاذها قرارات قوية مثل إلغاء التجنيد الإجبارى واستقبال مليون لاجئ فى أزمة اللاجئين فى 2015، وإنهاء اعتماد بلادها على الطاقة النووية.كما حولت ميركل عجز الموازنة من 3.5%، عند استلامها السلطة، إلى فائض بلغ 3% من الناتج المحلى، كما نجحت فى تحويل 85% من طاقة ألمانيا إلى طاقة نظيفة.وخفضت ميركل مستوى البطالة من 12.9% إلى 4.9%، حتى إن بعض الشركات مهددة بالإغلاق لعدم توافر موظفين، لتصل نسبة رضى الألمان عن أدائها فى آخر استفتاء لـ 72%. وسترحل بعدما سطرت تاريخًا حافلًا على مدى 4 دورات حافلة بالنجاحات المحلية والأوروبية، قادت خلالها القارة العجوز لعبور منحنيات شائكة آخرها جائحة «كورونا»، إذ قادت ميركل ألمانيا والاتحاد الأوروبى خلال أزمات منها الأزمة المالية فى عام 2008 وأزمة الديون اليونانية في العام التالى ورغم ذلك سترحل بدون ضجة إعلامية، ودّعت أنجيلا ميركل منصبها وذلك إيذانًا بعدم ترشحها مرة أخرى لمنصب المستشارة الألمانية. انتخبها الألمان لقيادتهم فقادت 80 مليون ألمانى قرابة 18 سنة بكفاءة ومهارة وتفانٍ وإخلاص، ولم يُسجل ضدها خلال هذه الفترة أيّة تجاوزات. لم تكلّف أحد أقاربها أبدًا ولم تدع أنها المجد والعلا ولا أنها صانعة الأمجاد ولم يهتف بحياتها أحد ولم تتلق المواثيق والمبايعات ولم تحارب من سبقوها وبكل تواضع،تركت رئاسة الحزب وسلمته لمن بعدها عبر عملية انتقال ديموقراطى سلس ثمّ أنها تركت اقتصاد بلدها وحال شعبها على أفضل حال بعد سنين عجاف وتحديات عارمة مرّت عليهم في قضية احتواء الجزء الشرقي ومرارات ماض لن ينسى خلفته أيضًا الحرب العالمية الثانية وحكم النازية الغاشم وربما يكون الفضل الأكبر للشعب الألمانى الذي انتفض ليعيد بناء الدولة المهزومة والمستسلمة بلا شروط
من أشلاء دولة لأقوى دول أوروبا التى حاصرتها وجرعاتها مرارة التقسيم والتدمير حتى أن سفير مالطة فى برلين كتب يقول: «منذ 75 عامًا أوقفنا هتلر. فمن سيوقف أنجيلا ميركل؟ بعد أن أنجزت حلم هتلر! بالسيطرة على أوروبا».
وهي قد فعلت ذلك بدون طلقة رصاص واحدة.
كانت دائما فى الوقت والمكان المناسب لا سيما عندما جاءت فضائح تمويل خفى مست الحزب الاتحادى المسيحى الديمقراطى وتمكنت من أن ترأس الحزب بدلًا عن معلمها هلموت كول وكان ذلك فى عام 2000. ورغم أنها فى نشأتها وسليقتها بروتستانتية التوجه، فقد فرضت نفسها على رأس حزب كاثوليكى معظم قياداته من ألمانيا الغربية، ومنذ ذلك الحين تمكنت من إزالة جميع خصومها المحتملين وهذا هو سر قوة ميركل فى التعايش مع الأزمات فقد كانت خلال مرحلة المراهقة الطالبة الأولى على مدرستها وكانت ترغب فى أن تصبح معلمة، لكن هذا الحلم تبدد بعدما اعتبرت الحكومة الشيوعية أسرتها مشتبها بها. وفى صغرها واجهت إنجيلا التى كانت تبلغ من العمر ست سنوات عندما بنى الحائط فى عام 1961 مشكلات فى الشرق الشيوعي وهى الدولة الملحدة وذلك لأن والدها كان قسا، لذلك فقد درست الفيزياء ومارست عملا لبعض الوقت فى حانة.
وحصلت ميركل على درجة الدكتوراه فى برلين الشرقية عام 1986 تحت إشراف البرفسور يواكيم زاور الذى أصبح فيما بعد زوجها الثانى وكانت آخر متحدثة باسم آخر حكومة فى ألمانيا الشرقية فى عام 1990 وصولا إلى زعيمة الحزب المحافظ فى عام 2000 وصولا إلى المستشارية إنها قصة سيدة عظيمة تنتمى لشعب عريق كل منهما يستحق الآخر.