الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شعبان شهر رفع الأعمال السنوي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُرفع الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى في أربعة أوقات يوميًا وقت العصر والفجر، وأسبوعيًا يومي الإثنين والخميس، وسنويًا في شهر شعبان، وختاميًا عند انقضاء الأجل، وقد دلت السنة على ذلك؛ فأما دليل رفع الأعمال يوميًا، ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر، وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون» [رواه البخاري ومسلم]؛ ففي هذين الوقتين تُرفع الأعمال اليومية آخر كل يوم وليلة، فعمل النهار يُرفع في آخره، وعمل الليل يُرفع في آخره، وأما دليل رفع الأعمال أسبوعيًا، ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تُعرض الأعمال في كل اثنين وخميس؛ فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئًا إلا امرءًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا»؛ [رواه مسلم] وفي حديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تُعرض الأعمال على الله يوم الإثنين والخميس، فأحبُّ أن يُعرض عملي وأنا صائم» [رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد]، أي: أرغب وأود أن يُرفع عملي وأنا متلبس بطاعة.
كما تُعرض أعمال السنة كلها في شهر شعبان، ودليل رفع الأعمال سنويًا، ما جاء في حديث أسامة بن زيد رضى الله عنهما، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهرٌ يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحبُّ أن يُرفع عملى وأنا صائمٌ» [رواه النسائي]؛ فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يحب أن يكون صائمًا عندما يرفع عمله، لإحيائه بالطاعات وكذلك لشحذ الهمم قبل دخول شهر رمضان، وسبب غفلة الناس عن شهر شعبان أنه بين شهرين عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فاشتغل الناس بهما عن شعبان، فصار مغفولاًعنه، وعمارة أوقات الغفلة بالطاعة أمر محبب عند الله عز وجل، وتُعرض الأعمال ختاميًا بعد انقضاء الأجل؛ فينبغي علينا أن نعلم أن رفع الأعمال لا يقتصر على شهر شعبان وفقط، بل يكون بأربع صور؛ يومي وإسبوعي وسنوي وختامي، جمعها ابن القيم رحمه الله في قوله: "إن عمل العام يرفع في شعبان، ويعرض عمل الأسبوع يومي الإثنين والخميس، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله، وطويت صحيفة العمل"، ومع أن هذه التقارير تُكتب وتُرفع إلى الله عزَّ وجلَّ، إلا أنه تواب يحب التوابين؛ ولذلك فقد جعل للتوبة بابًا مفتوحًا إلى أن تطلع الشمس من مغربِها؛ كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عزَّ وجلَّ يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها» [رواه مسلم]؛ فإذا تاب العبد توبة صادقة، تاب الله عليه، وبدَّل السيئات حسنات، وفي الختام أوصيكم وأوصي نفسي بكثرة الدعاء والاستغفار وكل عام وأنتم بخير.