الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

البابا جو بايدن.. «راعي حقوق الإنسان»!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد شخصية البابا جو بايدن من الشخصيات السياسية الملتبسة في عالم الدراما السياسية رغم هدوء شخصيته، بسبب تلك المفارقة الضخمة التي تعكس طبيعة ممارساته تجاه قضايا حقوق الإنسان، والتي سبق وأعلن في تصريحات عديدة عقب توليه السلطة أن قضايا حقوق الإنسان هي الفيصل في العلاقة بينه وبين حلفائه، وما يجري من تناقضات وازدواجية بمعايير حقوق الإنسان في ممارسات بايدن السياسية تجاه بعض القضايا تجعل المرء يتساءل؛ هل ممارسات الإدارة الأمريكية الجديدة تنبع من مبادئ وقيم نبيلة تجاه حقوق الإنسان أم أنها قامت بتسييس القيم والمبادئ وحولت حقوق الإنسان إلى أداة سياسية تلاعب بها الدول؟ فترفع العقوبات أو تعيد المعونات لدول تنتهك حقوق الإنسان نكاية في دول أخرى تريد ممارسة الضغط عليها تارة، وأخرى تجدها تساند منظمات وجماعات إرهابية وتضخ لهم التمويلات وترفع جماعة الحوثيين الإرهابية من قوائم الإرهاب، وتقصف الحدود السورية العراقية بادعاء منها بأنها ترسل رسالة عنيفة إلى طهران بضرب فصائل عراقية موالية لإيران رغم أنها لا تزيد على كونها رسالة رمزية، وفي ذات الوقت تجدها تسعى لإعادة المفاوضات النووية مع إيران، التي انتهكت كل مبادئ حقوق الإنسان، والأغرب من كل ذلك هو توتر العلاقات بين الإدارة الجديدة وبين الحكومة الإسرائيلية، والذي يظن البعض بأن ذلك شيء غير واقعي ودرب من الخيال، لكن تؤكد التقارير والأبحاث التي يصدرها معاهد ومراكز الأبحاث الإسرائيلية والأوروبية بتوتر العلاقات الإسرائيلية الأمريكية وهذا هو أغرب ما يحدث من الإدارة الأمريكية فكلنا نعلم أن إسرائيل هي الابن المدلل للولايات المتحدة الأمريكية منذ عصور طويلة، كل ذلك جعل مشهد الدراما السياسية الذي يعيشه العالم في غاية الارتباك، لكن عندما تتأمل سياسية البابا بايدن راعي حقوق الإنسان في العالم تجده في بعض المواقف والسياسات يسعى إلى السير في اتجاه معاكس لسياسات ترامب عندًا فيه وفي كل قراراته وتوجهاته، فكل ما فعله ترامب ومارسه في سياساته يحاول بايدن في كل ممارساته أن يفعل العكس وإثبات خطأ ترامب.
بايدن المنتظر عند جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.. ازدواجية المعايير الحقوقية تجاه مصر «التسييس عاهة حقوق الإنسان»
تهليل وفرحة عارمة من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فور إعلان فوز جو بايدن وكأنه ظهر المهدي المنتظر، فأصدرت بوابة الحرية والعدالة بيانًا حينها قالت فيه «قد آن الأوان للإدارة الأمريكية الجديدة بمراجعة سياسات دعم ومساندة الديكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعب» لكنها أخطأت في صياغة هذا البيان فكان من المفترض أن تعقب وتقول «قد آن الأوان للإدارة الأمريكية الجديدة بمراجعة سياساتها تجاه التنظيمات الإرهابية أصحاب الفكر المسموم ومصدر الإرهاب في العالم كله، وعلى الإدارة الجديدة دعم ومساندة وتمويل كل التنظيمات الإرهابية كمكافأة أمريكية لانتهاكهم كل مبادئ حقوق الإنسان» فعقبت الإدارة الأمريكية الجديدة على الاحتفال بهم من الجماعة الإرهابية بزيادة الضغط على النظام المصري الذي أفتك بهذا التنظيم وقام بالقضاء على مشروعهم الشيطاني بالتلويح بخنجر حقوق الإنسان المسيس الذي يستخدمه دائما الأمريكان للضغط على أي نظام،  والأمر ليس له علاقة بالحقائق والمعلومات الموثقة والحقيقية المتعارف عليها في تقصي أي معلومة أو تقرير حقوقي كما تعلمنا ودرسنا ولكن التسييس هي السمة الغالبة في كل دفاع الإدارة الأمريكية عن حقوق الإنسان خاصة في مصر، ويبقى السؤال هل الإدارة الأمريكية على علم بحقائق المعلومات الكاذبة التي تُقدم لها من قبل المنظمات الإخوانية المشبوهة فتتعمد طعن مصر، أم إن المنظمات الإرهابية التي تدعي أنها حقوقية لديها من القدرة على التلاعب بالأرقام والألفاظ والمعلومات فتصدق من قبل البعض ويستغلها البعض ويمولها البعض الأخر للاستمرار؟!
لكن تبقى الحقيقة دائما أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ما هي إلى عرائس ماريونيت يحركها من يمولها ويدعمها.
– برغم ما قامت به مصر من مجهود يتفوق على دول أوروبية في أزمة جائحة كورونا إلا أنها لم تسلم من الطعن بالأكاذيب والتضليل، فصدر من مركز كارينجي الأمريكي تقرير بعنوان «في مصر.. الثمن في زمن الوباء يدفعه الفقراء».. «فيما تبذل بلدان العالم جهودًا حثيثة لتلقيح السكان ضد «كوفيد 19»، ينوي نظام الرئيس السيسي في مصر تحقيق مكاسب مادية من اللقاح»، «قرّر نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بيع الجزء الأكبر من لقاحات «كوفيد 19» التي اشترتها الحكومة، بدلًا من توزيعها مجانًا».
كذب وافتراء وتضليل فقد ترك مركز كارنيجي ما يعيشه العالم من انتهاك لحقوق الإنسان في حق الدول من التوزيع العادل للقاح و استحواذ الدول الكبرى على اللقاح دون مراعاة للإنسانية ومبادئ حق الإنسان في الحياة والعلاج؛ ونشرت تقريرا كاذبا لا يمت للحقيقة بصلة، فما هو سر هذا الهجوم غير المبرر على مصر رغم كل الإنجازات التي حققها النظام المصري في مواجهة الجائحة بعد فشل كثير من الدول الأوروبية التي أغلقت أمام مواطنيها الحق في ممارسة حياتهم الطبيعية لعدم قدرة قطاعاتهم الصحية في علاج مواطنيهم وبرغم ما يعانيه مواطنوها من اكتئاب وتقييد لحريتهم؛ والإجابة دائما هو تسييس القضايا الحقوقية «عاهة حقوق الإنسان في العالم» فتجد أبواق التنظيم الإرهابي الإعلامية الإلكترونية تقوم بنشر هذا التقرير مع التلاعب ببعض الألفاظ لتهويله لتجد نفسك أمام انتهاك حقيقي لكل مبادئ حقوق الإنسان التي تشترط الحرفية والموضوعية والتقصي، ثم يأتي من يقول إن هناك أنظمة ترفض الحوار والنقاش في انتهاكها لحقوق الإنسان، فعن أي حوار تطالب به بعض الدول وهي متهمة بأكاذيب في الوقت التي تحقق فيه أعلي الإنجازات التي لم تقم بها دول عظمى.
مكافأة بادين واستئناف المساعدات للسفاحين
ومن منطلق مبادئ حقوق الإنسان العظيمة التي يرعاها السيد بايدن، فقد قرر أن يستأنف المساعدات مرة أخرى لإثيوبيا التي ترعى حقوق الإنسان بالمذابح التي ترتكب في إقليم تيجراي وقتل الآلاف ومنع دخول الصحفيين لتغطية الجرائم التي تحدث في حق الإنسانية والتعنت أمام أفراد الإغاثة الذين يعانون أشد المعاناة للسماح لهم بالدخول لإغاثة «الإنسان».. «فسعي بايدن لمكافأة النظام الإثيوبي باستئناف المساعدات تكريما لهم على ارتكابهم جرائم بشعة ضد الإنسانية؛ فهل لهذا التكريم أهداف أخرى للضغط وإضعاف موقف مصر والسودان.
العودة للاتفاق النووي مع النظام الإيراني الدموي
استكمالاً لمسلسل بايدن لحماية حقوق الإنسان فهو الآن يسعى لإعادة الحوار مرة أخرى في الاتفاق النووي مع النظام الإيراني الذي يرعى ويحمي حقوق الإنسان بقتل أكثر من 1500 متظاهر حسب وكالة رويترز بالذخيرة الحية، واعتقال المئات وقطع خدمة الإنترنت في محاولة من الشعب الإيراني ليمارسوا حريتهم وإبداء رأيهم تجاه نظام ديكتاتوري راديكالي مستبد؛ لذلك سعى راعي حقوق الإنسان في العالم جو بايدن لإعادة الحوار والتفاوض مرة أخرى مع النظام الإيراني الدموي.
لكن على البابا جو بايدن أن يدرك بأن أمريكا لم تعد المثل الأعلى والقدوة لرعاية حقوق الإنسان بعد أن أصبحت تمتلك سجلا سيئا السمعة ليس فقط تجاه مبادئ حقوق الإنسان ولكن تجاه الديموقراطية أيضا بعد ما شاهده العالم أجمع أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة.