الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأوبرا فن وميدان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأوبرا فن من فنون الأداء عبارة عن مسرحية موسيقية درامية تغني باللغة الإيطالية.. حيث ظهر هذا الفن في القرن السابع عشر، موضوعها غرامي غالبا ويراعي في تلحين موسيقاها ذوق العصر الذي تدور أحداثها قصتها فيه.
 كما يراعى فيها إظهار ذوق وعادات عصرها الذي وضعت فيه القصة وليس العصر الذي تمثل فيه.. تعزف الألحان في الأوبرا فرقة موسيقة كاملة.. تمثيل المشاهد في الأوبرا يكون أكثر عمقا لأنه يعتمد على توصيل الشحنات العاطفية وشحنات الغضب والفرح والقسوة والانتصار والغيرة  غيرها بمصاحبة الموسيقى التي تصل إلى وجدان المشاهد فيتاثر بها بشكل كبير. 
تعتمد الأوبرا على النص التمثيلي والغناء الذي يحتل الحيز الأكبر منها ولا ننسى الملابس التاريخية وأنواع الرقص في ذلك الحين سواء كان شعبيا أو تقليديا للطبقة الراقية من المجتمع.
 وهناك أنواع عديدة للأوبرا منها الأوبرا الجادة والأوبرا الهزلية والأوبرا التي تجمع بين الاثنين.. من أشهر الأوبرات ( زواج فيجارو- دون جوفاني أو السيد جوفاني- المزمار السحري- وليام تل- حلاق اشبيلية) ووضع موسيقى الأوبرات موسيقيون عظام مثل موتسارت وروسيني وفاجنر وفيردي وشتراوس وبوتشيني وغيرهم في العصر الحديث مثل سترافنسكي وشوينبرج وفيليب جلاس.. أما أشهر دور للأوبرا في العالم فتقع في ميلانو وباريس ونيويورك وسيدني وموسكو ولندن وبوينس أيرس وفيينا وكوبانهاجن.
 أما عن مصر فهي ليست بعيدة عن هذا الفن فميدان الأوبرا الذي يتوسطه الآن تمثال إبراهيم باشا على حصانه الشهير خير دليل على هذا الربط فقد أقيمت أول دار أوبرا في مصر في الأزبكية في وسط القاهرة في عهد إسماعيل باشا الذي كان مولعا بالفنون فأمر بإنشاء دار للأوبرا على أن تكون تحفة معمارية يميزها مسرحها الذي صمم ليكون واحدا من أوسع وأفخم مسارح الأوبرات في العالم.
 وتراعى في مبانيها الدقة الفنية والروعة المعمارية على غرار مثيلاتها بأوربا. فكلف اثنين من فناني إيطاليا بوضع التصميم واستعان بالنحاتين والمصورين لتزينها بالزخارف وتجميلها. 
كما قام بتجهيز قصة مصرية تصلح لأن تكون مسرحية مغناة هي أوبرا عايدة التي وضع موسقاها فيردي ليتم افتتاحها ضمن الاحتفالات بافتتاح قناة السويس الذي حضرته الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث و وملك النمسا وولى عهد بروسيا.
 لكن الظروف حالت دون ذلك نتيجة لتأخر تجهيزها لما بعد الافتتاح فتم الافتتاح بأوبرا ريجوليتو.
 وفى فجر الثامن والعشرين من أكتوبر 1971 احترقت دار الأوبرا المصرية القديمة بالكامل. ثم أخير مكان الأوبرا الحالي لبناء دار الأوبرا الحالية بأرض الجزيرة بمنحة يابانية ليست لسابقتها في الفخامة و التصميم و إنما على الطراز الاسلامي، وتم افتتاحها عام 1988 أما المبني المحترق فقد أقيم مكانه الجراج متعدد الطوابق في ميدان الأوبرا.