انتقد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، المسؤولين السياسيين في لبنان مُحملا إياهم مسئولية التدهور الذي تشهده البلاد وتركها في حالة تخبط وفوضى جراء الفراغ الحكومي، محذرا من أن عدم الاحتكام إلى الدستور والإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة سيجعل اللبنانيين جميعا يتدفقون إلى الشوارع للاحتجاج.
وأكد الشيخ عبد اللطيف دريان – في كلمة له اليوم بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج – ضرورة أن يوقف من يتولون الشأن العام وإدارة البلاد "حالة العبث بمصير الوطن والدولة اللبنانية" وأن يتحركوا لإنقاذ البلاد، مشددا على تمسكه ورؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية بالدولة والولاء لها والعيش المشترك الإسلامي – المسيحي والنأي به عن الصراعات الخارجية والحسابات الشخصية والحفاظ على السلم الأهلي.
ودعا مفتي لبنان إلى الإسراع في تشكيل "حكومة المهمة" السابق الاتفاق عليها بين القوى السياسية لمعالجة مشاكل لبنان الاقتصادية والمعيشية وإنقاذه من حالة الانهيار واستعادة الأمن والسلام الداخلي، محذرا من أن الشعب اللبناني فقد الثقة في المسؤولين السياسيين، وأن اليأس دفع اللبنانيين إلى التماس الحلول الإنقاذية من الخارج القريب والبعيد.
وأشار إلى أن المسؤولين السياسيين اللبنانيين "صموا آذانهم" عن صرخات اللبنانيين في الشارع من اليأس والغضب، وانغمسوا في التناحر على صغائر الأمور، وامتنعوا عن إيجاد الحلول للأزمات مكتفين بالزج بالقوى العسكرية والأمنية لإخراج الغاضبين من الشارع.
وقال دريان: "اسمحوا بتشكيل حكومة تتصدى للمسؤوليات الهائلة والمتراكمة، ثم راقبوها وحاسبوها، أما الحال الحاضر فلا يقبل به ولا يفهمه أحد بالداخل أو بالخارج"، محذرا من أنه إذا انتفت الحاجة للدولة بسبب عدم قيامها بأي من مهماتها تجاه مواطنيها؛ فإن الفوضى المدمرة هي التي تحل محلها.
وأضاف: "موقفنا واضح لا لبس فيه ولا تردد، نحن مع اللبنانيين في مطالبهم الإنقاذية، نحن مع إنقاذ البلاد من هول ما تعدنا به الطبقة الحاكمة، نحن مع الدستور، مع اتفاق الطائف، مع معالجة الأوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية، نحن مع عودة لبنان إلى حياته الطبيعية، مع إنمائه وازدهاره، مع التأكيد على العيش المشترك، نحن مع عروبة لبنان وحضوره العربي ودوره في كل المجالات، نحن مع لبنان وطنا سيدا حرا مستقلا، وطنا نهائيا لجميع أبنائه، نحن مع وحدة لبنان ووحدة اللبنانيين، لا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين".
