السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الخدم والأسياد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من رأى قوة الداخلية وتوحشها، المتوحش أساسًا، أمام مطالب المتظاهرين سلميًّا في شارع عيون الحرية، شارع الموت الأسود، وحرم ميدان التحرير المحرر ثوريًّا سابقًا، لم ير طلقات الخرطوش والقوات الخاصة على عتبات حدود الوطن المهدرة دماء 17 جنديًّا على الحدود ساعة الإفطار في رمضان دون أن يتم القصاص أو القبض على أية جهة تبنت تلك العملية الخسيسة.. “,”أسد عليّ فأر على غيري“,”!! أين أنتِ يا شمس الحرية المشرقة؟ أين أنت أيها الضمير الإنساني؟
أعتصر القلب الحزن والألم والغضب من الأنباء المتواترة خلال الفترة الماضية من اشتباكات وإصابات الشباب المطالب بالقصاص والثأر للشهداء من الداخلية، الملوثة بدماء المصريين العزل السلميين، والامتناع عن فتح تحقيق يشمل كل القيادات المتهمة باستعمال السلاح في وجه أسياد البلد، وهم شبابه وجماهير الوطن في شارع عيون الحرية (“,”محمد محمود“,” سابقًا).
على بعد أمتار من مكان خطبة مرسي الشهيرة: “,”الجاكت لا يزال فوق قميصي“,”، سقط الشهيد محمد جابر صلاح (جيكا) اليوم، برصاصة اخترقت جمجمته الصغيرة المهللة أيام فوزك يا مرسي بالرئاسة ومشاهد احتفالات الثوار بنصر الثورة ومقولتك الشهيرة المريرة: “,”ثوار أحرار هنكمل المشوار“,”، على يد الباشا الجدع عشماوي الثوار.
فلتسقط حكومة قتل الأطفال.. فلتسقط حكومة القرض الدولي .. فلتسقط حكومة تصدير الثروات بأبخس الأثمان.. فلتسقط التأسيسية القندهارية.. من السجون وإليها ترجعون.. والله على كل شيء قدير.. يعز من يشاء، ويذل من يشاء، وله في ذلك آيات للمتقين، أفلا تعقلون أيها الخادمون الخادعون الشعب.
أي باشا وأي جدع في قتل الحرية الشهيدة على عتبات مسئولين بلا رحمة؟ يموت من يموت.. ويعيش من يعيش.. المهم البرلمان والشورى والحكومة والرئاسة والهدايا، والسيارات، والأجور المدولرة، فليذهب أهل غزة إلى سيناء!! وليذهب أهل مصر إلى الجحيم!!
جماعة تتحكم بمصائر العباد، وتتصرف وكأنها فوق المحاسبة والمساءلة، وتتجاهل السخط الشعبي على أدائها المهترء الجبان في التصدي للفساد وعمليات إبادة الفكر الثوري، مع الاستمرار في تبرير التصرفات بأسباب لا تنطلي على طالب في الصف الخامس الابتدائي!
بعد انتهاء فعاليات ثورة يناير الباسلة بتنحي المخلوع، ظن الشعب المصري أن مكانته وكرامته كمواطن له كامل الحقوق قد استُردت، وأن الاتجاه السائد للمسئولين هو تلبية متطلباته المشروعة، مع حفظ حقه في التظاهر والاعتراض السلمي مستقبلاً؛ حفاظًا علي مكتسباته في مواجهة الظلم والعدوان على أيدي وزارة داخلية هتلرية، تقتل العزل والشيوخ وتعري البنات في ميدان التحرير، المحرر بالدم المصري الغالي في أيام شتوية عصيبة، تجسدت فيها معاني البطولة والشجاعة والعطاء بلا حدود وبلا ثمن سوى دفع ضريبة الحرية المأسورة.
مثالية الثورة وحرية أفكارها تصادمت مع واقع مرير نعيشه، وهو عدم حدوث أي تغيير!! بل على العكس ازداد القتل وحشية للمتظاهرين السلميين، مع إنكار الدولة الرسمية لمسئولياتها في تردي الأوضاع، وتنصلها من تنظيم مهرجان “,”البراءة للجميع“,” الأخير! بما معناه: “,”اخبطوا دماغكم في الحيط.. هوه ده الموجود“,”!
حاول مبارك نفسه فعلها، ولم يعطه الأحرار الفرصة، وقام الشباب الأعزل بفعل ما عجزت عنه الأجيال الخائفة والصامتة على الظلم والقهر والاستبداد..
قبلتم مناصبكم لخدمة الشعب المقهور على يد الطاغية المخلوع، وتعويضه برد حقوقه المسلوبة، تطبيقًا لشرع الله في تحريم قتل النفس الإنسانية.. وتطبيقًا لمواد الدستور المصري!
يا سادة.. قلدتم قاتلي الثوار وقنص عيونهم.. وأريتمونا مشاهد الجنود والضباط الملوحين بالحركات الشائنة، استفزازًا لروح الحرية بداخل شباب كل همه رفعة شأن الوطن.. ضحكتم علينا وعلى أنفسكم بمشروع الفنكوش الدموي.. أسيوط الذبيحة لم تجف دماء أطفالها حتى تستقووا علينا بداخلية عاجزة عن حماية جنودها على الحدود.. أحذركم من ثورة شاملة ترجع الحق وتعطي للحرية معناها الحقيقي.. ثورة الغضب القادمة لن يقف في طريقها أي باشا أو مصفحة..
نطالب بمحاسبة مرسي وعصابته، جنائيا وسياسيا، على: هتك كرامة المصريين، وذبح الطفولة، وبيعنا مشروع الفنكوش الدموي.. ولن تتنازل الجماهير عن محاكمة خدامها المقصرين الداعمين للسلطوية.
المجد للشهداء .. القصاص لمن قتلوا الشباب بالرصاص