الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

قاهر الإعاقة.. يصنع فيديوهات الأمل والسعادة بلسانه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محمد عليوة، ليس مجرد «يوتيوبر» أو صانع فيديوهات ذاع صيته على مواقع التواصل الاجتماعي بمحافظة بورسعيد، لكنه أيقونة للتحدى، بعدما رفض الاستسلام لإعاقته نتيجة إصابته بالشلل الرباعى، ونجح في استخدام هاتفه بلسانه لصناعة فيديوهات هادفة تدعو للأمل والتفاؤل، الأمر الذى دفع أهالى المدينة الباسلة، لتسميته بـ «قاهر الإعاقة».
داخل أحد العقارات في حى الزهور، أحد الأحياء الشعبية ببورسعيد، التقت «البوابة نيوز» بـ"عليوة» داخل منزله، وتحدث بثقة في النفس ولباقة في الحديث، قائلا:"أنا من مواليد عام ١٩٨٦، وقبل إصابتى كنت أعمل في مصنع وأعيش حياتى مثل أى شاب، وفى أحد أيام الجمعة، ذهبت أنا وخطيبتى إلى البحر وصعدت أعلى الكازينو العائم كعادتى، لأقفز منه إلى البحر، ولكن تلك المرة كانت مختلفة فلقد سقطت على رأسي».
أضاف: نتج عن ذلك كسر في الفقرتين الـ٦ و٧، وأصيبت بشلل رباعى، وأخبرنى الأطباء أن إصابات الحبل الشوكى ليس لها علاج، وأيقنت هنا معنى أن الإنسان ضعيف مهما كانت قوته أمام قوة وإرادة الله تعالى.
وتابع «قاهر الإعاقة": «قررت أن يكون لى حياة جديدة رغم الشلل الرباعى، ففكرت بعقلى الذى أنعم الله به على، وبدأت استخدم لسانى في التعامل مع الريموت كنترول، وجلست ٣ سنوات كل ما أقوم به هو مشاهدة التليفزيون وأنا نائم على السرير، وبعدها تزوج أخى إسلام، الذى يعتبر هو ووالدتى محور حياتى، وجلس معنا هو وزوجته في المنزل، وفى أحد الأيام اقترحت على زوجته، أن أجرب التعامل مع الموبايل بلسانى مثل (الريموت)، بالفعل نجحت التجربة رغم صعوبتها في بادئ الأمر، وأصبح لى حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبوستات اقوم بكتابتها».
وواصل:"جلست أتدرب قرابة شهر حتى أتمكن من استخدام لسانى في تشغيل الموبايل والتعامل معه بمهارة واحترافية، وبدأت في استخدام السوشيال ميديا، لنشر الأمل والتفاؤل، وأصبح لى أصدقاء من كل طبقات المجتمع، وكثيرون منهم أخبرونى أننى تسببت في إعادة الأمل لهم في الحياة بعدما فقدوه، وأرى أن هذه هى الوظيفة التى وهبها الله لى، وهى أن استيقظ من النوم وأمسك بالموبايل ليس للعب والتسلية ولكن لبث الأمل والتفاؤل بين الناس، الله تعالى خلقنا لكل منا دور في الحياة، وأنا جعلنى ربنا مريض لأكون دافع للناس».
وأكد «عليوة» أنه اتجه لصناعة فيديوهات من أجل الوصول لأكبر عدد من الأشخاص كونها وسيلة أكثر تأثيرًا وتعتمد على الصورة والصوت، فضلًا عن عدم إرهاق لسانه من كثرة استخدامه في الكتابة، وتقديم محتوى تحفيزى، مشيرًا إلى أن كل دقيقة في الفيديو تستغرق ساعة من الجهد على برامج المونتاج، مضيفًا: "الفيديو الذى مدته ٥ دقائق يستغرق مونتاج نحو ٦ ساعات، ويستغرق الفيديو لإعداد محتواه وصياغته وتصويره ومونتاجه نحو يوم كامل».
خاتما حديثه: «تحديت الذكرى السلبية للحادثة التى تسببت في إصابتى، وذهبت إلى البحر بمساعدة أخى، وقمت بارتداء سترة نجاة ونزلت، ورغم تحدى إعاقتى إلا أننى مازلت أحلم باليوم الذى يظهر فيه علاج لحالتي».