الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تقويم أداء الحكومة في إدارة أزمة كورونا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظهر فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019، وسرعان ما انتقل إلى خارج الصين وانتشر بجميع دول العالم، وفى الثلاثين من يناير 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا _ كوفيد 19_ كحالة طوارئ صحية عالمية، ومنذ ذلك التاريخ تزايدت الجهود الدولية للتصدى للفيروس ومحاولة الحد من انتشاره ليس فقط بالجهود الطبية والعلمية، ولكن بالقرارات السياسية أيضًا.
وتعد "الثقة بالحكومة" متغيًرا رئيسًا للسيطرة على انتشار تفشى فيروس كورونا كما أكدت عديدٌ من الدراسات، واعتُبرت ثقة المواطنين في الحكومة شرطًا أساسيًا لا غنى عنه لضمان فاعلية تنفيذ السياسات المجتمعية خاصةً في ظل جائحة كورونا.
في هذا السياق أجرت د. سماح المحمدى الأستاذ المساعد بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ووكيل كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا مؤخرًا دراسةً مهمة وضافية بعنوان: "دور شبكات التواصل الاجتماعي في بناء ثقة واتجاهات الشباب نحو أداء الحكومة المصرية خلال أزمة جائحة كورونا: دراسة ميدانية خلال الموجة الأولى من الجائحة (أبريل 2020).
وسعت الدراسة إلى رصد دور شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل ثقة الشباب المصرى في الحكومة، وتحليل أثر الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات على طبيعة الاتجاهات المتشكلة لديهم نحو أداء الحكومة المصرية، كما سعت الدراسة إلى تحرى العوامل والمتغيرات المؤثرة على مستوى ثقة الشباب المصرى، وكذلك طبيعة اتجاهاتهم نحو أداء الحكومة وذلك خلال شهر أبريل 2020، وذلك من خلال تطبيق استبيان إلكترونى على عينة متاحة من الشباب المصرى مكونة من 400 مفردة تم جمعها من خلال أداة "جوجل فورم" أثناء فترة أزمة كورونا بالموجة الأولى وتحديدًا خلال شهر أبريل 2020.
كشفت نتائج الدراسة عن بروز دور صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في الإتاحة المعرفية للمعلومات عن فيروس كورونا تلاه المواقع الإلكترونية، ثم التليفزيون، وهو ما يبرز أمام القيادات الرسمية عامة ومخططى الحملات الإعلامية والإعلانية، التركيز بشكل رئيس على توظيف هذه الصفحات في مخاطبة هذه الشريحة العمرية من الشباب الذين يعدون كثيفى الاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت النتائج كذلك عن بروز دور المؤسسات الرسمية الحكومية في إدارة هذه الأزمة عبر الإعلام الجديد، وتحديدًا وبشكلٍ رئيس عبر صفحاتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن بروز دورها عبر الوسائل التقليدية، وكان البروز الأكبر لوزارة الصحة والسكان، وربما يعزو لربط الجمهور المصرى بين كونها أزمة صحية وبين أن وزارة الصحة والسكان تعد المسئول الأول عن مواجهة هذه الجائحة بشكل رئيسى إلى جانب كافة مؤسسات الحكومة.
وفيما يتعلق بالنتائج المتعلقة بثقة الشباب المصرى في الأداء الحكومى المصرى في مواجهة أزمة جائحة كورونا خلال الموجة الأولى، أكدت الدراسة أن ثقة عينة الدراسة بشكلٍ عام في الأداء الحكومى في مواجهة جائحة كورونا خلال الموجة الأولى جاء من خلال المتوسط العام لأبعاد الثقة الأربعة (بُعد دقة المعلومات، بُعد النزاهة والإحساس بالمسئولية تجاه المواطنين، بُعد كفاءة الأداء، وبُعد الفائدة من قرارات الحكومة على المواطن وحمايته) بوزن 74.54 درجة، وهى ثقة مرتفعة في الأداء الحكومى من حيث كفاءته في مواجهة الأزمة العالمية، وقدرة هذا الأداء الحكومى على حماية الشعب المصرى صحيًا واقتصاديًا.
وقد توصلت الدراسة إلى عددٍ من التوصيات لعل أهمها هو أن يكون هناك حرص من قبل المؤسسات الحكومية على توظيف مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكثر حرفية وتفاعلية مع المواطنين، حيث إن مواجهة جائحة كورونا خلال الموجة الأولى عبر وسائل الإعلام الجديد كشف عن ارتفاع تأثيرها على الفرد من حيث توضيح طبيعة الأزمة والإجراءات الاحترازية والقرارات الحكومية، حيث إن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يمكن القول إنها نقلت المواطن إلى قلب الإدارة الحكومية وأصبح متابعًا وشريكًا لها في مراحل مواجهة الأزمة.
كما أثبتت جائحة كورونا خلال الموجة الأولى عن أن التفاعل المباشر من خلال القرارات التى أصدرتها الحكومة لحماية الدولة من الجائحة وكذلك التفاعل الإلكترونى عبر المنشورات المستمرة سواء عبر صفحة وزارة الصحة والسكان أو المواقع الإخبارية نجح في تغيير سلوك المواطنين نحو تغير عاداته الصحية، وهو الأمر الذى يعطي مؤشرًا نحو تفعيل دور هذه الحملات الإعلامية والإعلانية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لإحداث التغييرات السلوكية المطلوبة من المواطن ليكون أكثر فاعلية وشريكًا في بناء الوطن تنفيذًا لأبعاد التنمية المستدامة.
وأثبتت جائحة كورونا ضرورة وجود فرق متخصصة في النشر الإلكترونى بشكلٍ أكثر فاعلية وقادرًا على الرد على استفسارات وتساؤلات الجمهور، وهو الأمر الذى ساهم في نجاح الدولة في نشر الوعى الصحى، حيث أكدت عينة الدراسة على تلبية الصفحات الرسمية والإخبارية لاحتياجاتهم المعرفية بالرد على تساؤلاتهم.