يعيش سكان منطقة سيستان بلوشستان تحت وطأة الحرس الثوري الإيراني، الذي يهدد حياة المواطنين من وقت لآخر، حيث باتت الآلة الأمنية المتمثلة في الحرس الثوري وقوات الباسيج بمثابة عصا غليظة تستخدم لقمع المواطنين العزل، حال ما إذا عبروا عن غضبهم من سياسات النظام الإيراني الذي يهمل ذلك الإقليم الذي يطالب بالانفصال عن إيران، فضلًا عن الاعتقالات المتكررة، وأحكام الإعدامات التي تطال المواطنين من وقت لأخر بدون الخضوع لأي محاكمة.
ولا يزال مواطنو بلوشستان على الحدود الباكستانية الإيرانية يعانون الأمرين، بسبب إهمال الدولة الإيرانية لذلك الإقليم، فضلًا عن محاولات النظام تغيير هوية الأقليات في إيران، من خلال سياسة الاعتقالات والاغتيالات، ما دعا أهالي بلوشستان إلى أن يعلنوا أن النظام الإيراني هو نظام احتلال يسعون للتخلص منه.
ومؤخرًا تسببت إقدام عناصر الحرس الثوري الإيراني على قتل 10 عمال من ناقلي الوقود في ثورة عارمة وتظاهرات شعبية واحتجاجات كبيرة في بلوشستان، ما تسبب في مقتل العشرات من المواطنين البلوش، فضلًا عن حرق سيارات الحرس الثوري، علاوة على اقتحام المواطنين لإحدى نقاط الشرطة التابعة للسلطة الإيرانية.
وفي هذا السياق، أكد فيصل مري البلوشي، وهو ناشط بلوشي من أهالي منطقة بلوشستان، أن جرائم السطة الإيرانية والحرس الثوري لازالت مستمرة، في ظل أن العالم أجمع يعلم جيدًا أن منطقة بلوشستان هي منطقة محتلة من قبل ايران في 13 مارس عام 1928.
وقال فيصل البلوشي في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» إن الحرس الثوري والسلطات الإيرانية لا تجد حرجًا في إعدام المواطنين البلوش من المعارضين لسياسات النظام من وقت لأخر، لافتًا إلى أن هناك تقارير صادرة عن المنظمات الدولية تؤكد على أن الحرس الثوري متهم بانتهاك القانون الدولي والاستخدام غير القانوني للأسلحة الفتاكة ضد ناقلي الوقود والمشاركين في الاحتجاجات.
جاء ذلك عقب أعمال الشغب في مدينة سراوان بعد أن فتح الحرس الثوري النار على ناقلي الوقود الذي احتجوا على القيود الجديدة في 22 فبراير، مما أدى إلى مقتل وإصابة البعض.
وأشار الناشط البلوشي، إلى أن السلطات الإيرانية دمرت ثقافة القبائل البلوش ودمرت اللغة البلوشية، وحرقت هوية البلوشية، وبات آلاف البلوش ضحايا على يد القوات الإيرانية التي تقوم بعمليات اغتيال للمواطنين البلوش، منوهًا إلى أن الحرس الثوري الإيراني قام بعمليات ذبح بحق مواطنين في بلوشستان المحتلة وهم الدكتور عمران دهواري البلوشي، والمواطن عمران زراعي البلوشي، من مدينة سرباز في بلوشستان.