السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كيف نفهم المقصود الإلهى فى الآيات؟.. لفظة ( زوج) نموذجا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
*( ولكم نصف ما ترك أزواجكم}

* {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم}

* (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ)

* ( وزوجناهم بحور عين)

* {وإذا النفوس زوجت}

* قبل ان نبدأ علينا أن نصفى زهننا تماما من الفهم السائد والمعتاد وأن نجنبه وأن نحبسه لدقائق بحيث لا يشوش ولا يقف حجرا عثره فى سبيلنا لفهم جديد قد يكون مفيدا أيضا ، ومع كامل احترامنا للفهم البشرى القديم ولكل من حاول أن يتدبر وأن يقدم فهمه قديما فنحن نعرفه وتربيا عليه وحفظناه لكن علينا أن نسمح وأن نسمع لأى فهم جديد فالنص ثابت والمحتوى متغير وهذه هى معجزه القرآن الكبرى حيث سيظل الفهم يتوسع ويذداد كلما علم الانسان اكثر واكثر وقتها سيكون قادر علي فك طلاسم القرآن وفهم اياته بعيدا عن ايات الرساله البسيطه السهله.
* وبدايه علينا اولا ان ندرك ان اللفظ يأتى فى "عربيه" القرآن فى كتاب الله تعالى بثلاثه او بخمسه معانى او بأكثر من ذلك وكلها مختلفه عن بعضها البعض فالله معجز ودقيق للغايه ، وخلص عربيه العرب من عيوبها المعروفه فجعلها لغه دقيقه اكثر قدره على الايجاز وقلل استخدامها المفرط والطاغى للمجاز والذي لحظه مبكرا كل من ثعلب الكوفى امام النحاه وابو على الفارسى وابن جنى غير العربى احد مؤسسى علم النحو وعبد القاهر الجرجانى الفارسى مؤسس علم البلاغه ايضا وكل الرواد الاوائل لمدرسه اللاترادف.
* و الذى يحدد المعنى فى كل مره هو السياق والنظم وحده ، واهمالنا للسياق عند محاوله فهم الدين مدمر لفهم المراد الالهى ومضيع له.
* علينا ان نعرف ان للفظ معنى معجمى او اكثر وللفظ معنى اخر اسمه المعنى السياقى وهو مختلف تماما" او قل ان شئت معانى سياقيه عديده قد يوظف الله فيها اللفظ فيعطى فى كل مره معنى مختلف للغايه
* ونأتى الى الدلالات التي تحملها لفظة (زوج) في عربيه القرآن وهى الشريك او الصنف .
* لنضرب مثلا كى يتضح المراد فلفظ (زوج) مثلا ورد فى المصحف (83) مره (بثلاث) معانى حصريه كما عبر عن (المفرد) فقط فى عربيه القرآن اما فى عربيتنا فيعبر عن المثنى ايضا ، فالزوجين فى المصحف ليسوا 4 وانما 2 فقط زوج وزوج، والزوج فى المصحفة يعبر عن المفرد المذكر والمفرد المؤنث ،
* قال تعالى: ﴿ فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى ﴾، فسمّى الذّكرَ زوجًا، والأنثى زوجا
* وعلينا ان نعلم أنّ ألفاظ اللّغة العربيّة لا يُوقَف على معناها إلاّ مِن خلال السِّياق الّذي تَرِدُ فيه؛ فالقوالب اللفظيفه الالهيه فى لغه المصحف عديده للغايه اثرت عربيه العرب لكن اهل العربيه لم يلتفتوا للعربيه الجديده الربانيه بعد اصلاحها وازاله عيوبها وتخلصها من سيولتها وعجزها عن الايجاز وافراطها فى التوسل بالمجاز وعدم دقه الفاظها وتحدد مدلول كل لفظ على حده وفيما يفترق عن غيره من الالفاظ فلقد ضبط القرآن العربيه بشكل تحسد عليه بين اللغات والالسنه لكن احدا لم يستخدم تللك العربيه القرآنيه ولم ينتبه للتحديد الدلالى الذى صنعه الله لكل لفظ
* ولنبدأ بحصر مختلف الدّلالات الّتي تحملُها هذه اللّفظة (زَوْج) كما وردت في لسان العرب وهي:
* ولفظ (الزوج) ورد في القرآن الكريم في ثلاثة وثمانين موضعاً، جاء في خمسة مواضع بصيغة الفعل ومن ذلك قوله عز وجل: {كذلك وزوجناهم بحور عين} (الدخان:54)،
* وجاء في سبعة وسبعين موضعاً بصيغة الاسم من ذلك قوله تعالى: {وأنبتت من كل زوج بهيج} (الحج:5).
* ولفظ (الزوج) جاء في القرآن الكريم على ثلاثة معان رئيسة:
* الأول: بمعنى الشريكه (الزوجة) التى نعرفها ، من ذلك قوله تعالى: {ولكم نصف ما ترك أزواجكم} (النساء:12)، وقوله سبحانه: {ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون} (الزخرف:70)،
* الثاني: بمعنى( الصنف) ، ومن ذلك قوله تعالى : {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} (الشعراء:7)، و قوله سبحانه: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها} (يس:36)، : {ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين} (الأنعام:143). وقوله تعالى: {وكنتم أزواجا ثلاثة} (الواقعة:7).
* الثالث: والخطير الزوج بمعنى الشريك فى المهمه او العمل او (القرين والنظير) ، من ذلك قال تعالى:( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ(23) وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) (24) أي: نظراء الظالمين ، وقرناءهم. مساعدوهم فى الظلم مرؤسيهم رجالهم الذين هم ادوات ظلمهم ( شلته) (اعوانه) ( رجاله) (مساعدوه) قال تعالى ( وقفوهم انهم مسؤلون) كما جاء بنهايه الايه، وليس زوجته او زوجاته وهنا يجب ان نفرق بين ازواج النبى ونساء النبى وعليه
* قال تعالى
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) اى على النبى ان يبلغ كل من حوله كل مساعديه فى نشر دعوته ومنهم نساؤه
*وقال تعالي ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا) (32) الاحزاب
*قال تعالى: {وإذا النفوس زوجت} (التكوير:7)، وهى من مشاهد يوم القيامه ومظاهر يوم القيامه التى يحكيها القرآن ( زواج النفوس) بأجسادها التى انفصلت عنها ساعه الموت حيث يجمع الله عند البعث الجسد الذى مات ودفن والنفس التى توفاها وحفظها عنده لكل منا مره اخرى حتى اذا جاءت لحظه الحساب كنت انت بجسدك ومشاعرك واحاسيسك
* قوله تعالى في أحد التفسيرين: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}
(الفجر:27-28)،
* و قوله سبحانه: {وزوجناهم بحور عين} (الدخان:54)،
جعلنا للمتقين حصرا فى الجنه .قرناء من الحور العين والمتقين طبعا ليسوا ذكورا فقط،
* وقد اكد القرآن وبين انه ليس لكل سكان الجنه رفقاء وقرناء من الحور العين وانما للمتقين حصرا، ويمكن مراجعه دراستنا المنشوره فى هذا الشأن تحت عنوان ( مفهوم الحور العين وحتميه الثوره الدينيه) بصحيفه البوابه المصريه، كما يمكن مراجعه مقالنا المعنون ( المتقون والحور العين والولدان المخلدون) بنفس الصحيفه والقرين ليس زوجا وانما صديق وصاحب
*ولا يجوز أن يكون المعنى هنا من التزويج ابدا لأنه لا يقال فى العربيه (زوجت فلاناً بفلانة) ،
وإنما يقال: (زوجت فلانا فلانه) بغير باء . قال الأصفهاني نفسه : "ولم يجئ في القرآن (زوجناهم حوراً)، كما يقال: زوجته امرأة تنبيهاً أن ذلك لا يكون على حسب المتعارف فيما بيننا من المناكحة".
والزواج فالباء تنفى ذلك تماما وتؤكد معنى الزوج القرين
لنرى قوله تعالى : {أو يزوجهم ذكرانا وإناثا} (الشورى:50)،
وقوله جل شأنه: {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون}
(الذاريات:49)، الكفر والإيمان، والشقاوة والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والإنس والجن. وقال الحسن: السماء زوج، والأرض زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، والليل زوج، والنهار زوج، حتى يصير الأمر إلى الله الفرد الصمد الواحد الاحد الذي لا يشبهه شيء سبحانه
* والخلاصه إن لفظ (الزوج) في القرآن الكريم جاء معبرا عن المفرد مؤنث او مذكر و ورد على (ثلاثة) معان : زوجة الرجل شريكته ، القرين شريك المهمه او العمل ، الصنف ،
* والسياق هو الذي يحدد أي المعاني الثلاثة هو المقصود فى الايه وعندما نقابل كلمه زوج علينا ان نضع المعانى الثلاثه فى عقولنا لا ان نتجمد علي معنى واحد ولنرى مايريده السياق منها