يحكى أن في عام 1960.. وفي مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية ونتيجة إهمال حرس المستشفي تمكن 243 نزيلًا من الهرب إلى شوارع العباسية.. مما أدى إلى حدوث مشكلة كبيرة، واستدعى المدير الإداري طبيب المستشفى فورًا واسمه (جمال أبوالعزم) طالبًا منه حلًا للمشكلة فورًا.
وعلى الفور أحضر الطبيب المشهور " جمال" صفّارة، وطلب من المدير وبعض الموظفين أن يمسكوا به من الخلف ويلعبوا لعبة القطار.. وخرجوا إلى شوارع العباسية وهو يصفر وينادي (توووو....ت..تووووو....ت..) وهو يمثِّل رأس القطار ومن خلفه (القاطرات) كل واحد يمسك بالثاني..
وما توقعه الدكتور حصل، كل نزيل هارب ركب في القطار، ونجح الدكتور جمال بجمع المجانين، وذهب بهم إلى المستشفى وحلّت المشكلة وفرح المدير الإداري، وشكروا الدكتور جمال على حسن تصرفه..
المشكلة في المساء....
لمّا تفقدوا الذين جاءوا مع القطار ووصلوا المستشفى كان عددهم 612، علمًا بأن عدد الهاربين كان243 فقط.
القصة يقول صاحبها إنها حقيقية، وأيًا كانت حقيقتها فإنها دالة على سلوك اتفق على تسميته بسلوك القطيع.
ومن ويكيبيديا، الموسوعة الحرة نتعرف على سلوك القطيع(herd behavior)، وهو مصطلح يطلق على سلوك الأشخاص في الجماعة عندما يقومون بالتصرف بسلوك الجماعة التي ينتمون لها دون كثير من التفكير أو التخطيط. هذا المصطلح في الأساس يطلق على تصرف الحيوانات في القطيع أو السرب. كما يطلق أيضا على سلوك الطلاب في المدارس أو الأشخاص خلال أنشطة مختلفة كالفرار من الحوادث أو نشاط سوق الأسهم. ويمكن أن تصنف المظاهرات في الشوارع كذلك ضمن هذا النوع من السلوك.
وقد أجريت العديد من البحوث على الأشخاص لفهم تصرف البشر في الجماعة الواحدة عندما يقومون بالتصرف بسلوك متشابه مع قطعان الحيوانات في نفس الوقت أي ما يعرف بـ"أخلاق القطيع" أو سلوك القطيع"، فوجدوا أنه في الجماعة الواحدة، يميل الأشخاص الأقل مركزا أو الأقل تأثيرا في الجماعة إلى التصرف بسلوك من هم أعلى مركزا أو أحسن حالة وظيفية أو اجتماعية.
ومن أشهر الأمثلة على سلوك القطيع في المجتمعات البشرية، سلوك الأشخاص أثناء المظاهرات، وعلى مستوى الجماعات السياسية تبرز فلسفة "القطيع" بشكل أوضح، وخير مثال يجسدها تنظيم الإخوان المسلمين، وفى شهادة مهمة لثلاث من قيادات الجماعة نشرتها صحيفة اليوم السابع في 23 نوفمبر 2019، يقول عصام تليمة الداعية الإخواني ومدير مكتب يوسف القرضاوى منظر الإخوان، إن أفراد جماعة الإخوان الإرهابية كانوا عبارة عن "قطيع" ويتم إدارتهم بمبدأ "أسمع وأطيع".
وأضاف "تليمة" في حوار له على إحدي المنصات الموالية للجماعة، والتى روى فيها شهادته عن الإخوان وتفاصيل وكواليس ما كان يجرى بداخلها أن صفوف الإخوان كان يتم حشدهم للتظاهرات والفعاليات دون معرفتهم ما هو الحدث نفسه".
بدوره وصف إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، جماعة الإخوان بالقطعان، وأن هذه الجماعة تم تأسيسها من قبل أجهزة مخابرات بريطانيا لتنفيذ أهدافها داخل منطقة الشرق الأوسط. ويتابع "ربيع" أنه وفقا لعقيدة التنظيم الإخوانى القائمة على الانتهازية والابتزاز والمزايدة، بدا للناس أن عدد الإخوان كثير جدا، وبعضا منهم تسلل إلى نفسه شيء من اليأس والخوف، وهذا ليس صحيحا، فعدد الإخوان ضئيل جدا نسبة إلى شعب تعداده تجاوز الـ100 مليون نسمة، وعدد الإخوان في مصر حاليا لا يتجاوز 200 ألف إخوانى".
ويضيف القيادى الإخوانى السابق، أن الشهادات التى سردها عدد من شباب الجماعة عن أوضاعهم وسرقة القيادات، كشف الحقيقة التى تعيشها الجماعة الإرهابية، لافتًا أن هذه هى أخرة القطعان من ساروا وراء قيادات لا يعرفون سوى مصالحهم فقط، فهؤلاء الشباب انخدعوا في قيادات مع أول تجربة في تركيا، موضحًا أن القيادات استغلوا الشباب في تركيا للحصول على دعم وتمويل، وبعد حصولهم على الأموال تخلوا عنهم، لأن التنظيم بطبعه استغلالى وانتهازى، والشباب حاليًا في حالة من الحسرة الشديدة لأن النتيجة كانت الخيبة.
بدوره انتقد مختار نوح القيادى السابق بجماعة الإخوان، ما صرح به عصام تليمة، قائلا: "عصام تليمة لا يؤخذ منه ولا يرد إليه لأنه أحد أشكال الفساد التربوى داخل جماعة الإخوان الإرهابية".
وأشار "نوح" إلى أن عصام تليمة كان يمارس أمورا داخل الإخوان تغذى فكرة أنه لا قيمة للفرد داخل الإخوان، مضيفًا:" عصام تليمة كان يشجع ويعطى محاضرات حول فكرة ذوبان الفرد في الجماعة، وأن الفرد الذى يرى نفسه ويرى موقعه لا يصلح للعمل داخل الجماعة التى تتطلب إنكار الذات إطلاقا".
وأشار "نوح" إلى أن الذى غذى هذا الأمر داخل الإخوان، هو التنظيم الخاص.
انتهت الاعترافات وما زال القطيع "يبرطع" على أرض الوطن.