الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"ملاك الحقيقة المطلقة" آفة حارتنا.. دار الإفتاء تحذر من التعصب على مواقع التواصل وتدعو لإشاعة ثقافة الاختلاف.. كود الأعلى للإعلام يحارب التزمت.. هالة منصور: الإنسان الذكي لا يستفز ولا يستدرج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشر التعصب والتشدد على مواقع التواصل الاجتماعي، فبمجرد فتح نقاش ديني أو رياضي أو حتى نشر صورة عليها جدل، نجد ردود أفعال متطرفة بين الألفاظ غير اللائقة أو "التنمر" دون اعتبار ان هناك ما يسمى "الرأي الآخر".
العديد من الأمثلة التي لا حصر لها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت منفذا للحكم على الأشخاص والتنمر الطبقي والشكلي والتراشق بالالفاظ وغيرها.



انتشر التعصب والتشدد على مواقع التواصل الاجتماعي، فبمجرد فتح نقاش ديني أو رياضي أو حتى نشر صورة عليها جدل، نجد ردود أفعال متطرفة بين الألفاظ غير اللائقة أو "التنمر" دون اعتبار ان هناك ما يسمى "الرأي الآخر".
العديد من الأمثلة التي لا حصر لها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت منفذا للحكم على الأشخاص والتنمر الطبقي والشكلي والتراشق بالالفاظ وغيرها.



ملاك الحقيقة المطلقة "الدوجما"
لا توجد حقيقة مطلقة هذا ما يخبرنا به "الفلاسفة" أول من نادوا بضرورة النقاشات المجتمعية القائمة حتى لو قائمة على الاختلاف بين البشر.
في تصور الفلسفة " فإن هناك تيارات متشددة تعتقد أنها تمتلك الحقيقة المطلقة وأطلق عليهم "الدوجماطيقية"، والدوجما تعنى العقيدة الواردة من سلطة دينية تكفر مَنْ يخرج عليها.
ويرى الدكتور مراد وهبة، أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، أن الدوجماطيقي بمعناها الحديث هو الشخص الذى يتوهم امتلاك الحقيقة المطلقة، وهو سلوك متزمت ومتعصب محكوم بتصورات جامدة لا تقبل التطور.
وتابع "وهبة" في سلسلة مقالات له لمحاربة التعصب، قائلا " فإن الدوجماطيقية تكون في هذه الحالة مكتسبة وتتم على المستوى السيكولوجي، أى النفسي، في سياق علاقة الإنسان بأخيه الإنسان".



دار الإفتاء تحذر من التعصب على مواقع التواصل الاجتماعي
حذرت دار الإفتاء المصرية، من خطورة التعصب والتشدد على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مقطع فيديو لها بثته، امس الاثنين، عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، قالت الإفتاء: "إن المتابع لصفحات السوشيال ميديا يلاحظ انتشار ظاهرة التشنج والتعصب الديني، ويبدو ذلك جليًا في مشاركات رواد هذه المواقع".
وأضافت الإفتاء: "نرى في التعليقات على أي قضية بسيطة اعتراض في صورة سب لصاحب الرأي المخالف بأبشع الألفاظ وأقبح الأساليب، دون الالتزام بأدب الاختلاف في الإسلام وعرض رأي آخر يتسم بالعقل والحجة والدليل".
وأوضحت أنه لا بد من التصدي لهذه الظاهرة بربط الدين ربطًا كاملًا بالأخلاق والممارسة القولية والفعلية، وإشاعة ثقافة الاختلاف في الرأي بما يثري العقول ويهذب النفوس ويرتقي بالأذواق.
وأشارت إلى أن الرسول اختصر رسالته الشريفة كلها في قضية الأخلاق وحدها، حيث قال: "إنما بعثت لأتتم مكارم الأخلاق".

التعصب ينتقل لشاشات الإعلام الرياضي
عندما ينتقل التعصب إلى شاشات التليفزيون فإن الأمر يتحول إلى فقدان صانعي الرأي العام من مقدمي البرامج الرياضية لأبسط قواعد المسئولية الاجتماعية والتشجيع القائم على احترام الفرق الرياضية.
وهذا ما نجده ينتقل لمشجعي فريقي "الأهلي والزمالك"، وما يحدث من تراشق للألفاظ وتنمر على اللاعبين على مواقع التواصل الاجتماعي.
فقبل إقامة مباراة القمة بين فريقي الأهلي والزمالك في نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، التي انعقدت يوم 27 نوفمبر الماضي، كان التراشق بين القنوات الرياضية للفريقين على أشده، مما جعل وزارة الشباب والرياضة تطلق مبادرة "لا للتعصب" بالشراكة مع المجلس الأعلى للإعلام، مصرحين انها مستمرة لمدة عام للتوعية وتنفيذ مهرجانات رياضية ومسابقات وندوات تثقيفية، ومؤتمر حواري موسع بحضور كبار نجوم الرياضة.



كود الإعلام الرياضي لمحاربة التعصب
أصدر المجلس الأعلى للإعلام كود الصحافة والإعلام الرياضي ضمن عدد من الأكواد للحفاظ على قيم المجتمع.
نص كود الصحافة والإعلام الرياضي، على الحفاظ على حيوية الأحداث الرياضية وإثارتها ومتعتها التي تحفظ للرياضة مكانتها، ونشر وتدعيم القيم الرياضية الإيجابية التي تضع روح المنافسة في خدمة التنمية الصحيحة للعلاقات الإنسانية، وعدم الإساءة إلى الفرق والمنتخبات الرياضية المحلية أو تلك التي تنتمي إلى دول أخرى من حيث الشكل أو اللون أو نوع الجنس أو الثقافة، وعدم استخدام المنافسات الرياضية في ما من شأنه التأثير السلبي على الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي أو تحقيق الاستقرار في المجتمع، وعدم افتعال المشكلات والتراشق اللفظي مع أطراف أخرى، وعدم التعرض للحياة الشخصية للرموز الرياضية، واحترام مشاعر الأطراف المنافسة من اللاعبين والجماهير والإداريين والعمل على تهدئة المشاعر الغاضبة لديهم.



فقدان الخصوصية في السوشيال ميديا
قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، التعصب درجة من درجات التطرف بمعنى التحيز، وهو مرتبط بضيق الأفق أو تأثير الحالة الشعورية والعواطف على التفكير العقلي أي ترجيح العاطفة وجعلها تتحكم به وهذا ما يجعل هؤلاء الأشخاص تربة خصبة للتعصب.
وتابعت "هالة، في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، أن كل هذا يأتي مع فقدان الخصوصية في السوشيال ميديا، فاصبح أي شخص يستطيع إبداء رأيه في حياة وصور ومعتقدات الآخرين كأنه حق مكتسب له.



الفرق بين الجدل والنقاش
وأشارت أستاذ علم الاجتماع إلى أن الإنسان الذكي لا يُستفز ولا يُستدرج لعملية الجدل وهي تختلف عن عملية الحوار، فالأولى "الجدل" قائمة على فرض رؤية الشخص المتعصب على الطرف الآخر واذا لم يستجب يتم توجيه الاهانة له أو التحقير وخلق عداوة، أما الثانية "الحوار" قائم على احترام وجهة نظر الآخر حتى اذا اختلفنا في اخر النقاش.



الحل دائما هو "الوعي"
وأكدت أن دائما يكون الحل هو "الوعي المجتمعي" وأخذ المعلومات من مصادرها السليمة سواء كانت دينية أو في أي مجال مثار للجدل المجتمعي.
وتابعت أنه لا غنى عن دور الإعلام في بناء هذا الوعي، وأول هذا الدور ألا يصبح تفريغ لما تقوله السوشيال ميديا من جدال والقفز وراء "التريند"، بل عليه محاربة وفضح كل اشكال التعصب والتزمت على السوشيال ميديا واعداد حلقات "التوك شو" لمناقشة قضايا اجتماعية بناءة وليس العكس واستضافة نماذج تهدم قيم المجتمع.