أنا يا صديقي مثلك ما زلت أبحث عن الحب، عن الحب لا عن مقايضة المشاعر، عن من يتقبل سوءاتي قبل حسناتي، عن من يقرأني كما أُحب أن أُقرأ.. عن من لا يضغط على جراحاتي كلما التئمت بفعل الزمن.. أنا أبحث عن من يٌعطي دون حساب ودون انتظار مقابل.
بحثت في كل كتب الفلاسفة لأجد روشتة عن الحب فامتثل لها ليأتيني لكني وجدت أن الفلاسفة أنفسهم قيل عنهم أنهم والحب لا يلتقيان أبدًا في غرفة واحدة.. فكيوبيد رمز الحب في الأساطير يخفي تحت جناحيه قوسًا وسهمًا وأنا لا أود الاقتتال ولا الخضوع ولا الخنوع أريد الكبرياء في الحب.
دعوت نفسي ذات ليلة على مأدبة أفلاطون والإله إيروس، حيث اتفق الضيوف على إقامة مسابقة شفهية يكون الفائز فيها هو صاحب أفضل مديح للإله «إيروس» إله الحب عند الإغريق.
ودارت المحاورة بين الضيوف عن الحب، أقوال كثيرة عنه لعل ما التصق في ذهني قول أحدهم بأن الحب علاقة بين الإنسان والرب، قبل أن أجمع أوراق وأغادر مأدبة «أفلاطون» كان النقاش الحاد بين أرسطو وعدوه أرستوفان حتى خلص إلى عدة أسئلة كاختبار للحب وهي أن تسأل نفسك عن الحب نفسه والفرق بين ما أحب وما يحبني! ولماذا أحببت؟
ومن مأدبة أفلاطون لتراجيديا إيمانويل كانط وأنا وأنتم نبحث عن تعريف للحب، فكانط ذلك الفيلسوف الألماني لم يعرف أي علاقة عاطفية طيلة حياته ومع ذلك فقد تمكن من التعبير عن الحب، وقصة كانط التي سنذكرها تعرض لنا جانبا آخر في الحب هو أنك وإن لم تستطع أن تعيشه فيكفي أن يكون من حولك.. أن تراه في تصرفات من حولك.. حتما إن وجد في قلوب هؤلاء سينالك جزء من ظله وستشعر بلذته ومعناه وقيمته وربما وجدته.. كان كانط في الثالثة عشر من عمره وكانت لأمه صديقة مقربة مخطوبة لرجل خانها وتزوج بأخرى، فمرضت مرضًا شديدًا وبقيت أمه بجانبها لترعاها وتمرضها ولكنها رفضت الدواء الذي كان مرًّا جدًّا، ولكي تقنعها أمه بأخذ الدواء تناولت منه أمامها ولكنها سريعًا ما شعرت بالإعياء وماتت في ليلتها.. ماتت أم كانط ورآها شهيدة للحب والصداقة وربما رأى أن ضريبة الحب غالية جدا ولن يتسطيع سدادها فاختار الفلسلفة.
وقبل أن أترك الفلاسفة ورؤيتهم وقصصهم عن الحب لا بد من المرور على تجربة الفيلسوف الألماني سورين كيركيجارد عن الحب الأبدي مع ريجينا أولسن، التي وقع في حبها من النظرة الأولى، اهتم بها وتقدم لخطبتها بعد ثلاث سنوات، في اليوم التالي كتب في مذكراته: «عرفت على الفور أني ارتكبت خطأ.. بالنسبة لتائب مثلي يكفي ما لدي من حزن»، وبعد إحدى عشر شهرًا أرسل لها خاتم الخطوبة مع رسالة قال فيها: «في بلاد الشرق يعني إرسال حزام من الحرير أن المرسل إليه سوف يموت، أما هنا فإرسال الخاتم يعني أن المرسل هو الذي سيموت». وقيل أن سبب انفصاله عنها أنه كان يظن أن والده ارتكب خطيئة في حق الرب وأن كيركيجارد سيموت تكفيرا عنه هو وأشقائه، ما يهمنا في القصة هو أنه عاش محافظًا على حبه الأبدي لخطيبته، ووجدت وصيته في خزانة مع كل ما يذكره بها بجانب نسختان من كل ما ألف بأسماء مستعارة نسخة له ونسخة لها، وكذلك رسالة لها تفتح بعد موته كما أوصى أن كل أملاكه تذهب إليها كما لو كانوا متزوجين.
أظنني أنني بدلا من أهديك تعريف للحب يا صاح شوشت على أفكارك عنه وربما تسببت في ضجر للبعض الذي يتعامل مع الأمر أيسر من كل تعقيدات الفلاسفة.. لكنه قيل أن كل من يهتم بالفلسفة عاشق.
ولكن تكفيرا عن اصطحابي لك إلى مأدبة الفلاسفة وتعقيداتهم سأمنحك بإيجاز تعريف للحب قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.. سيدنا محمد صاغه في كلمتين حينما سُأل عن السيدة خديجة قال: «رُزقت بحبها».. هذا هو إن الحب نوع من أنواع الرزق فإن أصابك وجب عليك الشُكر وإن لم يصيبك وجب عليك الصبر والإلحاح بالدُعاء، عدل النبي الكريم حينما أحبته خديجة لكنه التمس العذر من الله حين أحب «عائشة» فقال: «اللهم هذا قسمك فيما أملك فلا تحاسبني فيما لا أملك"، في إشارة لأفعال القلوب».. اللهم أرزقنا الحب يا الله.
أتمنى أن لا تُقرأ رسالاتي بعد مماتي كـ«كيركيجارد».. أتمنى أن تُقرأ وأنا هنا موجود فلست أؤمن بجدوى الكلمات بعد الممات.. مؤلمة حينما تجوب تلك الكلمات الدنيا ثم ترتد وحيدة.
ودارت المحاورة بين الضيوف عن الحب، أقوال كثيرة عنه لعل ما التصق في ذهني قول أحدهم بأن الحب علاقة بين الإنسان والرب، قبل أن أجمع أوراق وأغادر مأدبة «أفلاطون» كان النقاش الحاد بين أرسطو وعدوه أرستوفان حتى خلص إلى عدة أسئلة كاختبار للحب وهي أن تسأل نفسك عن الحب نفسه والفرق بين ما أحب وما يحبني! ولماذا أحببت؟
ومن مأدبة أفلاطون لتراجيديا إيمانويل كانط وأنا وأنتم نبحث عن تعريف للحب، فكانط ذلك الفيلسوف الألماني لم يعرف أي علاقة عاطفية طيلة حياته ومع ذلك فقد تمكن من التعبير عن الحب، وقصة كانط التي سنذكرها تعرض لنا جانبا آخر في الحب هو أنك وإن لم تستطع أن تعيشه فيكفي أن يكون من حولك.. أن تراه في تصرفات من حولك.. حتما إن وجد في قلوب هؤلاء سينالك جزء من ظله وستشعر بلذته ومعناه وقيمته وربما وجدته.. كان كانط في الثالثة عشر من عمره وكانت لأمه صديقة مقربة مخطوبة لرجل خانها وتزوج بأخرى، فمرضت مرضًا شديدًا وبقيت أمه بجانبها لترعاها وتمرضها ولكنها رفضت الدواء الذي كان مرًّا جدًّا، ولكي تقنعها أمه بأخذ الدواء تناولت منه أمامها ولكنها سريعًا ما شعرت بالإعياء وماتت في ليلتها.. ماتت أم كانط ورآها شهيدة للحب والصداقة وربما رأى أن ضريبة الحب غالية جدا ولن يتسطيع سدادها فاختار الفلسلفة.
وقبل أن أترك الفلاسفة ورؤيتهم وقصصهم عن الحب لا بد من المرور على تجربة الفيلسوف الألماني سورين كيركيجارد عن الحب الأبدي مع ريجينا أولسن، التي وقع في حبها من النظرة الأولى، اهتم بها وتقدم لخطبتها بعد ثلاث سنوات، في اليوم التالي كتب في مذكراته: «عرفت على الفور أني ارتكبت خطأ.. بالنسبة لتائب مثلي يكفي ما لدي من حزن»، وبعد إحدى عشر شهرًا أرسل لها خاتم الخطوبة مع رسالة قال فيها: «في بلاد الشرق يعني إرسال حزام من الحرير أن المرسل إليه سوف يموت، أما هنا فإرسال الخاتم يعني أن المرسل هو الذي سيموت». وقيل أن سبب انفصاله عنها أنه كان يظن أن والده ارتكب خطيئة في حق الرب وأن كيركيجارد سيموت تكفيرا عنه هو وأشقائه، ما يهمنا في القصة هو أنه عاش محافظًا على حبه الأبدي لخطيبته، ووجدت وصيته في خزانة مع كل ما يذكره بها بجانب نسختان من كل ما ألف بأسماء مستعارة نسخة له ونسخة لها، وكذلك رسالة لها تفتح بعد موته كما أوصى أن كل أملاكه تذهب إليها كما لو كانوا متزوجين.
أظنني أنني بدلا من أهديك تعريف للحب يا صاح شوشت على أفكارك عنه وربما تسببت في ضجر للبعض الذي يتعامل مع الأمر أيسر من كل تعقيدات الفلاسفة.. لكنه قيل أن كل من يهتم بالفلسفة عاشق.
ولكن تكفيرا عن اصطحابي لك إلى مأدبة الفلاسفة وتعقيداتهم سأمنحك بإيجاز تعريف للحب قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.. سيدنا محمد صاغه في كلمتين حينما سُأل عن السيدة خديجة قال: «رُزقت بحبها».. هذا هو إن الحب نوع من أنواع الرزق فإن أصابك وجب عليك الشُكر وإن لم يصيبك وجب عليك الصبر والإلحاح بالدُعاء، عدل النبي الكريم حينما أحبته خديجة لكنه التمس العذر من الله حين أحب «عائشة» فقال: «اللهم هذا قسمك فيما أملك فلا تحاسبني فيما لا أملك"، في إشارة لأفعال القلوب».. اللهم أرزقنا الحب يا الله.
أتمنى أن لا تُقرأ رسالاتي بعد مماتي كـ«كيركيجارد».. أتمنى أن تُقرأ وأنا هنا موجود فلست أؤمن بجدوى الكلمات بعد الممات.. مؤلمة حينما تجوب تلك الكلمات الدنيا ثم ترتد وحيدة.