الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العرب في الفضاء ولا مكان لـ«المستحيل»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدخول "مسبار الأمل" الكوكب الأحمر "المريخ" يدشن العرب مرحلة جديدة من اقتحام الفضاء، في نقلة نوعية لا تقف حدودها عند اكتشاف هذا الكوكب، أو القمر، بل انطلاقا إلى اكتشاف الفضاء، بما يخدم العالم أجمع، وكل البشرية.
وبهذا الحدث التاريخي، يقتحم العرب عالم ما بعد الأرض، ومحيطها، بجهد وتمويل وخبرات إماراتية تشارك فيها جهات ومؤسسات من دول مختلفة، ليأخذ العرب تحت راية الإمارات موقعا ومكانة في عالم الفضاء وبحوثه، ولتدشن رحلة لا تحدها اي حدود، من أجل الإنسانية والبشريه، وتأكيدا لمقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة، "، و"أحب الوصول إلى قمم غير متوقعة"، و"تنجح الدول عندما يأتي قادة تكون أحلام شعوبهم أكبر من أحلامهم".
والطموح لن يتوقف، وهذا ما تجسده كلمات محمد بن راشد " نضع في الإمارات أمام أعيننا مستقبل الإنسان والإنسانية لتضع الإمارات لمستها التي سيخلدها التاريخ ولتواصل طرق أبواب العلم عبر ارتياد الفضاء انطلاقا من المريخ الذي سيكون له ما بعده".
ويبدوا أن الإمارات بدأت خطوة عربية ليس لها حدود، فقد أعلنت في سبتمبر 2020 عن مشروع "راشد"، وهي أول مركبة فضائية امارتية تحمل هذا الاسم تخليدًا لمؤسس دبي المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، وستنطلق المركبة إلى القمر عام 2024، لتكتمل مسيرة "مسبار الأمل".
ولاشك أن التاريخ سيسجل يوم 9 فبراير ليكون أولى خطوات العرب والإمارات العلمية في مجال الفضاء وعلومه والذي بلغ فيه "مسبار الأمل" رحلته بالوصول إلى الكوكب الأحمر، لينطلق البرنامج العلمي لأول مسبار عربي خارج مدى الأرض مستقرا في مدى الالتقاط بالموعد المحدد، وقبل وصول مركبة الفضاء الصينية "تيانوين-1" ومركبة الفضاء الأمريكية "بيرسيفيرانس" إلى كوكب المريخ، في رحلات علمية متشابهة.
وبهذا الإنجاز العظيم، تصبح الإمارات خامس دولة في العالم تصل إلى مدى المريخ، وثالث دولة تصل إلى مدى الكوكب الأحمر من المحاولة الأولى، ومنذ انطلاق مسبار الأمل، فقد سجل التاريخ مشاركة العرب الإماراتية، مع الصين والولايات المتحدة، في مهام من أجل استكشاف الكوكب الأحمر، بتوفير معلومات وصولا لفهم أفضل وأشمل للغلاف الجوي للمريخ وسطحه، والأهم أن "مسبار الأمل" "الإماراتي العربي" سينجز رسم أول خريطة لمناخ وطقس هذا الكوكب بأكمله.
والمؤكد أيضا، وفقا لما يرصده الخبراء، أن مشاركة العرب ومن خلال مسبار الأمل، في جميع الاكتشافات ستكون نقلة نوعية على طريق فهم مناخ الكوكب الأحمر وغلافه الجوي في اتجاه قوي وعامل رئيسي نحو تعبيد الطريق لإقامة أول مستوطنة بشرية مستقبلية على سطح كوكب آخر غير الأرض.
ويأتي هذا الأمل في كوكب المريخ، باعتباره التوأم لكوكب الأرض والخيار الأمثل لإنشاء أول مستوطنة بشرية في كوكب خارجي، وسيسطر التاريخ إنجازات عربية إماراتية في توفير الأدلة العلمية والأبحاث حول كوكب، ربما تؤكد أنه كان يومًا ما مزدهرًا بالمياه والجو الرطب وأن غلافه الجوي كان في يومٍ ما أيضا ثقيلًا كثقل غلاف الأرض الجوي.
والعلماء يؤكدون أن جهود "مسبار الأمل" ستمتد إلى ما بعد تصوير الخريطة الكاملة لطبقات الغلاف الجوي، بالمساهمة في توفير البيانات والمعلومات لدراسة وفهم طقس الكوكب وتغييراته، في محاولات علمية إلى اثبات، ما توصلت إليه الدراسات المناخية من أن كوكبي المريخ والزهرة كانا في الماضي شبيهين بالأرض، فيما أن المريخ يعد الخيار الأمثل لإقامة مستعمرة بشرية لكون الأكثر استقرار في درجات الحرارة على سطحه مقارنةً بكوكب الزهرة.
وبالتوزاي مع "مسبار الأمل" فإن دولة الإمارات تتعاون مع 7 دول ضمن اتفاقية "أرتميس" الدولية لمواصلة اكتشاف القمر، لتوحيد الجهود التي ترى، علميا، أن أول مستوطنة بشرية على الإطلاق خارج كوكب الأرض ستكون على سطح القمر الذي يعد المكان الأنسب للأبحاث والتجارب بسبب قربه من كوكب الأرض، والغلاف الجوي الرقيق الذي يتميز به، ولأن البشر سبق أن زاروه، فالمعلومات تشير إلى أنه وبحلول عام 2030، سيكون الجنس البشري على موعد مع إقامة أول مستوطنة مأهولة على سطح القمر ستمهد الطريق إلى مستوطنة مماثلة على سطح المريخ الأكثر تحديًا وصعوبة.
وربما تدب فيه الحياة مرة أخرى، بجهد وبحث علمي عربي عالمي، يتولى جزء منه "مسبار الأمل:.. تأكيدا لأن النجاح ليس يحده مستحيل.