جلسة ساخنة شهدتها اليوم اللجنة العامة لمجلس النواب، خلال كلمة الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، أمام المجلس، بناء على طلب لجنة السياحة والطيران المدني.
وقال الوزير: إن السياحة سقطت في يوم وليلة، وكانت لحظة سقوط حر، بعدما اتخذنا قرارا يوم 16 مارس بغلق المطارات والفنادق السياحية وتوقفت الحياة، ولم يكن الامر بيدي الدولة حيث باتت الصحة هي المعيار الأساسي، ولذا شكلت الوزارة لجنة أزمات، ووضعت ضوابط تم تعديلها 16 مرة، بسبب التغييرات التي تطرأ على بروتوكولات التعامل مع جائحة كورونا، وقدم مجلس الوزراء، دعما لا محدود للسياحة المصرية".
وأضاف: "مجلس الوزراء، جدول المديونيات على المنشئات السياحية ومد أجل القيمة المضافة والإعفاء من الضريبة العقارية ودفع 40% من الغاز والكهرباء بشرط عدم تسريح العمالة، وعندما كان يسرح عامل كنت أغلق الفندق فورا ثم أسمح بالتظلم لحل الأزمة والمفاظ على أرزاق باقي العاملين"، وتابع: "السياحة منظومة عامة وثقافة كبيرة، وللأمانة مصر كلها مظلومة سياحيا وليست محافظة بعينها، وتتطلب جهدا للترويج والتسويق، غير أن أزمة كورونا أربكت حسابات الوزارة، في وقت خططت فيه الدولة للانطلاق بقطاعي السياحة والآثار ومن هنا جاء الدمج بينهما في وزارة واحدة".
وأشار العناني إلى توقف الاستثمارات السياحية بسبب ما حدث في العالم من جراء جائحة كورونا ما أثار مخاوف المستثمرين من المستقبل، لافتا إلى أن هناك لجنة وزارية مكونة من 9 وزراء لتحريك هذا الملف، لكن كورونا حولت الأهداف وأوقفت خطط تعظيم هذا القطاع.
وطالب الوزير، مجلس النواب بسرعة إنجاز قانون التراخيص السياحية لتشجيع حركة الاستثمار السياحي، وليكون التعامل مع وزارة السياحة فقط وتكون هي المنوطة وتتعامل مع الجهات المختلفة، منتقدا منظومة التشريعات السياحية والقوانين الحالية في السياحة، مؤكدا أنها قديمة وتم تشريعها منذ أكثر من 40 سنة، فيما يحتاج القطاع إلى بنية تشريعية جديدة.واستعرض الوزير تداعيات جائحة كورونا على دخل الآثار مؤكدا أنه صفرا منذ 11 شهرا بسبب كورونا، في حين أن المجلس الأعلى للآثار تمويله ذاتيا منذ التسعينات، وذكر أن "مصر عائمة على الآثار وتحتاج إلى موازنة دولة موازية، ولكن منذ مارس التمويل صفر ونحصل على تمويلات خارجية".
وقال العناني، إن مصر استقبلت عام 2018 نحو 13 مليون سائح بعد أن كان 11 مليون سائح في 2010، مضيفا: "ولكن للأسف ظهرت أزمة كورونا وكان هبوطا كبيرا"، وسجلت مصر أعلى أرباحها من القطاع عام 2019 بنحو 13 مليار دولار، موضحا أن القطاع السياحي عبر أزمة كورنا والتي تعتبر أكبر أزمة شهدها القطاع وقامت هيئة تنشيط السياحة بمجهودات كبيرة جدا، حيث شاركت في أكثر من 100 معرض وبورصة سياحية على المستوى العالمي في أكثر من 45 دولة.
وتابع: "تستضيف الوزارة الأشخاص الأكثر تأثيرا في العالم للترويج السياحي ومنهم الفنان الكندي من أصل مصري مينا مسعود وسنستضيف أكثر من 60 شخصية عالمية مؤثرة خلال الفترة القادمة من أكثر من 15 دولة حول العالم، كما شاركت الوزارة في أكثر من 120 مؤتمر وفعالية عالمية للترويج السياحي، وقمنا برعاية بعض الأحداث الرياضية الكبرى ومنها كأس العالم 2018 بروسيا وبطولة كأس العالم لليد وبطولة أفريقيا لكرة القدم 2019 وبطولات الإسكواش وغيرها من البطولات الأخرى، كما قامت الوزارة بأكثر من 186 رحلة ومنها رحلة العائلة المقدسة وتم دعوة وفد فرنسي للترويج لهذا الأمر، كما تم عقد شراكات مع العديد من القنوات الفضائية ومنظمي الرحلات العالمين للترويج للسياحية".
ونفى الوزير علاقته بمشروع "كايرو أي" في الزمالك أو اختياره للموقع، كما تناول إزالة اكشاك تجارية بقصر البارون قائلا: "لطالما انا وزيرا فأنه لن يكون هناك أكشاك في المناطق السياحية"، ولفت إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيشهد له العالم، وكذلك مهرجان نقل موكب المومياوات سيكون مبهر، قائلًا: كافة التفاصيل الخاصة بمهرجان المومياوات الملكية تم الانتهاء منها، وجاهزين للمهرجان، ولكننا في انتظار انحسار أزمة فيروس كورونا".
ونوه إلى أن ديون قطاع الآثار وصلت إلى 7 مليارات جنيه، مشيرًا إلى أن إيرادات القطاع ارتفعت من 22 مليون جنيه قبل 2016 إلى أكثر من مليار جنيه في 2020، ولكن بسبب كورونا انخفضت لأكثر من 90%، لتصل إلى 110 ملايين جنيه شهريًا، في حين يبلغ قيمة المرتبات نحو 155 مليون جنيه شهريًا، وتقوم المالية بتحمل الفارق بين الإيرادات والمصروفات.
واكد الوزير إن مجلس الوزراء صدق على تخصيص 90 مليون دولار للقيام بحملة ترويجية للسياحة في مصر خلال الثلاث سنوات القادمة، وأنه تم التعاقد مع شركة عالمية لدراسة كيفية الترويج لان الترويج قبل جائحة كورونا سيكون مختلف عما هو قبلها كما تم التعاقد شركة لإدارة الأزمات.
وبين العناني، أن عدد السائحين الوافدين إلى مصر بلغ 1،4 مليون سائح منذ استئناف حركة السياحة الوافدة في 1 يوليو 2020 حتى نهاية ديسمبر 2020 وسجل الإجمالي خلال عام 2020(يناير –ديسمبر)2020 نحو 3،7 مليون سائح، ومتوسط الإيرادات نحو 4،1 مليار دولار.
وعن مشروعات الأثار الجارية قال أن أبرزها المتحف المصري الكبير حيث إنه تم إنجاز نحو 98% من إجمالي حجم الأعمال الهندسية، وتم الانتهاء من 100% من الهيكل الخرساني والمعدني لمباني المتحف،و 96% من أعمال التشطيبات الداخلية، و96% من أعمال الأرضيات الساحات الخارجية والزراعات، و95% من أعمال أنظمة الإلكتروميكانيك، و90% من أعمال الطرق الخارجية المحيطة بالمشروع، ووصل إجمالي القطع الأثرية المنقولة للمتحف نحو 55 ألف قطعة أثرية، وبلغ إجمالي ما تم ترميمه وصيانته 54279 قطعة أثرية.
