الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بايدن.. وفرحة الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فرحة عارمة انتابت أعضاء جماعة الإخوان عند انتخاب الرئيس الأمريكى جو بايدن ووصوله إلى سدة الحكم، وكأن مرشدهم هو الذى صار رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا إنما يؤكد صدق الأدلة التى كانت ومازالت تشير إلى العلاقات الدولية المشبوهة لهذه الجماعة، تلك العلاقات التى بدأها مؤسسها حسن البنا في 1928 حين طلب من البارون دى بنوا مدير شركة قناة السويس معونة لدعم الجماعة فاعتمد له خمسمائة جنيه مصرى، وهو مبلغ ضخم وقتها، إذ تساوى قيمته خمسمائة وخمسة جنيهات من الذهب وهو مايوازى أو يعادل الآن قرابة المليون ونصف مليون تقريبًا، وحين قام البنا بفصل الشيخ أحمد السكرى صديقه الصدوق والممول الأول للجماعة وذلك بحجة "التمرد وبث الفتنة والاتصالات الضارة بمن يناوئون الدعوة ويريدون بها السوء" وهذا هو نص قرار الفصل، عندئذ قرر السكرى فضح الجماعة فنشر سلسلة من المقالات في جريدة صوت الأمة ابتداء من 11 أكتوبر 1947 وهى الجريدة التى كان يصدرها حزب الوفد، وكشف السكرى في هذه المقالات الاتصالات الخفية مع الإنجليز، وفى ذلك كتب السكرى يقول "في 25 أغسطس 1940 حضر الجنرال كلايتون وبصحبته المستشرق المستر هيوارث دن وقابلا حسن البنا بدار الجمعية القديمة وأخذا يتحدثان عن دعوة الإخوان المعادية للاستعمار البريطانى والاستيطان الإسرائيلى في فلسطين المحتلة، وأن هذه الدعوة الناشئة يجب أن تقوى بالمال لتستطيع أن تؤدى رسالتها على أوسع مدى، لهذا رأينا أن نمد لكم يد المعونة باسم الديمقراطية وها نحن نقدم لكم الآن 20 ألف جنيه دفعة أولى هذا فضلًا عن سيارة نهديها لك شخصيًا بمناسبة عيد الأضحى، وقال هيوارث "إننا لا نبغى بذلك أن تنقلبوا أصدقاء، لأن الخيط الأبيض إذا انقلب إلى الأسود في الحال يلفت النظر، غير أن لكم نحو خمسمائة شعبة في مختلف البلاد، والألمان والطليان في طريقهم الآن إلى مصر ونحن نخشى أن نطعن من الخلف" فالهدف كان دعم الانجليز وعدم التعاطف مع الألمان أو الطليان، وكشف السكرى عن اتصالات للبنا بشخصيات أجنبية عديدة، وهو الأمر الذى كشفه الكاتب الإنجليزي "مارك كيرتس" في كتابه "التاريخ السرى لبريطانيا مع الأصوليين" وهو الكتاب الذى صدر في عام 2010 والذى بين حجم العلاقات السرية بين جماعة الإخوان والإنجليز سواء أثناء الحقبة الملكية لاسيما إبان الحرب العالمية الثانية أو في الحقبة الجمهورية الأولى، حيث أوضح "كيرتس"بالوثائق أن الإخوان كانوا ذراع الإنجليز في خطة الخلاص من الرئيس جمال عبدالناصر، وتم تكليفهم ببث روح الرعب في نفوس المصريين أثناء العدوان الثلاثى، ولا تقتصر علاقات الإخوان على الانجليز فقط، بل تحولت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع تصدرها المشهد العالمى في نهاية الخمسينيات من القرن الماضى، وقد استخدمت الولايات المتحدة الجماعة كأداة في حربها ضد السوفيت وذلك بنفس منطق الرئيس السادات حيث قام باستخدامهم للوقوف معه ضد الناصريين والشيوعيين، ولكن انقلب السحر على الساحر، واستشهد السادات برصاص غدرهم، صحيح أن قتلة السادات لاينتمون إلى تنظيم الإخوان ولكن هل ثمة شك في أن كل التنظيمات المتأسلمة قد خرجت من عباءة الإخوان؟ وهل ثمة اختلاف في أن جميع قادة كل التنظيمات المتأسلمة بدءوا طريقهم داخل صفوف الإخوان؟.. تلك الجماعة التى تستقوى دائمًا بالخارج، والتي لم تقتل إنجليزيا واحدا أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر، بل كانت توجه رصاصها إلى المصريين دائما، وهل لنا أن ننسي أصواتهم في اعتصام رابعة وهم يصدحون بالتكبير والتهليل حين دعا أحد قادتهم الأمريكان إلى احتلال مصر؟ وهل لنا أن ننسي أيضًا الوفد الإخوانى الذى زار الكونجرس في 2018 وطالب أمريكا بفرض عقوبات على مصر وإعادتهم إلى الحكم مرة أخرى؟ بالتأكيد فإن هذه الذكريات تتجدد مرة أخرى حين علت صيحات الفرحة بانتخاب بايدن وكأنه سيعيدهم إلى حكم مصر ويبدو أنهم قد تناسوا أن إبعادهم عن الحكم كان امتثالا لإرادة شعب، وإذا الشعب أراد شيئًا فلن تستطيع جيوش العالم أجمع الوقوف ضد إرادته، وأما فرحتهم بانتخاب بايدن والإدارة الجديدة فسوف تزول قريبا، لأنهم لايدركون أن العلاقات السياسية بين الدول تقوم على المصالح المشتركة وأن مصر هي رمانة الميزان في المنطقة، وقد استطاعت الدولة المصرية خلال السنوات الست الأخيرة أن تلعب دورا قياديا في المنطقة وأن تعود إلى سابق عهدها كدولة مؤثرة ذات قيادة قوية تستطيع أن تفرض خطوطا حمراء في وجه الجميع، ويجب على أعضاء الإخوان أن يتذكروا أن عزل مرسى قد تم في عهد الحزب الديمقراطى الذى لم يستطع إعادته أو إعادة الإخوان للحكم.