من تابع منذ عشرات السنين الموقف الأمريكي وتابعه الصهيوني - أو العكس لا فرق- يثير الاشمئزاز، ويؤكد الغطرسة السياسية.. ويكسر وهم الأحادية القطبية.
فالعالم كله أضحى يقف ضد أمريكا في الأمم المتحدة، والبيت الأبيض تحول إلى ثور هائج.. يرغي ويزبد.. ويهدد الدول والشعوب.
الأحداث السابقة داخل البيت الأبيض تشير إلى مدى هشاشة هذا النظام العنكبوتي الذي طالما بلطج على العالم في السنوات الأخيرة .
ترامب كان في حقيقته رجل أعمال صاحب شركات، لذا عندما أصبح رئيسا لأمريكا لم يفرق بين إدارة الشركات وإدارة دولة عظمى بحجم أمريكا!
فذهب يبني علاقاته مع الخارج على أساس المقابل المادي وفقط، وعندما أراد أن يتنكر لصندوق الانتخابات الذي أتى عن طريقه لرئاسة أمريكا تصور أن مؤسسات الدولة ومسئوليها تحت سطوته!
وبعد أن اقتحم مؤيدوه الكونجرس في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ أمريكا منذ تأسيسها، تخلى عنه الجميع بمن فيهم نائبه، وعندها فقط تراجع عن غطرسته وطالب مؤيديه بالعودة إلى منازلهم، بل وأكد أنه سيتم تسليم السلطة في سلم وأمان، وعلى الرغم من هذا التصريح أعلن بعده أنه لن يحضر مراسم تسليم السلطة في سابقة أيضا لم تحدث من قبل، كل هذه السوابق أدت إلى أن يتبنى مجلس النواب الأمريكي خطوات عزله ومحاسبته بل وربما محاكمته بعد تركه منصبه..
في سابقة هي أيضا لم تحدث لرئيس أمريكي سابق، فقد أظهر ترامب بحق إنه كان رئيس أمريكي ديكتاتور ومجنون وهكذا سيكون "بايدن"عقرب سام يمتاز بالهدوء، مختلفا عن سابقه الأرعن، بعد أن وصل إلى البيت الأبيض
فالمراهنة على رؤساء هذا البيت الأبيض خسران كبير وقد شاهدنا قبل ذلك نعومة وخبث "باراك أوباما" حين قدم إلى القاهرة ملقيا على الجموع تحية الإسلام وكيف ارتجت القاعة بالتصفيق الحار!
متى سنفهم أن كل الخراب الذى يأتينا والدمار الذى يملأ الدنيا جاء ويأتى من أمريكا؟
ثم نظن خطأ أنها لا تريد لنا إلا كل الخير.
أخشى أن تُفهم يوماً هذه الحقائق ولكن بعد فوات الأوان
وأن تعاد ذات الحسابات مع بايدن مرة أخرى!
القاعدة الرئيسية التي تعلمناها أن المتغطي بالغرب عريان وهذه ثوابت من فطرتنا التي لا تقبل الشك أو المزايدة .
لا أعرف من اخترع هذه العبارة(المتغطي بالأمريكان عريان)، لاسيما وأن المصريون متخصصون في ابتكار الفكاهة اللاذعة الناقدة والمعبّرة عن الحال بأقصر الأقوال ، كما يعبّر عنها علماء البلاغة في الأدب العربي.
وأياً كان قائلها فإنها تحمل في طياتها الكثير والكثير من المعاني والأسس التي يجب أن نستوعبها .
هذا ولا شك أن دقة حسابات أداء الدبلوماسية المصرية اليوم استمدت زخما إيجابيا من رؤية القيادة السياسية السليمة لواقع ومستقبل الأوضاع الدولية والإقليمية وتحديدها الواضح للأهداف، والتفاعل المباشر والواضح على المستوى الرئاسي مع القضايا الإقليمية والدولية كافة، إدراكا لكون تحديد صانع القرار السياسي للأهداف والمبادئ التي تحكم تحركات السياسة الخارجية أهم عناصر نجاحها.