السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تعرف على حكاية لوحة "الشواديف" لمحمود سعيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدم قصر ثقافة الجيزة عبر الصفحة الرسمية له على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حلقة جديدة من حلقات "حكاية لوحة على لوحة".
وقدم القصر خلال هذه الحلقة حكاية لوحة "الشواديف" للفنان المصري الكبير محمود سعيد من إعداد الكاتبة مي مجدي.
قالت الكاتبة مي مجدي إن هذه اللوحة تعبر عن طريقة مصرية قديمة في ري الأرض عن طريق استخدام "الشادوف" وهى طريقة متعبة وتعكس من خلالها كم الشقاء الذى واجهه الفلاح المصرى.
وأضافت تحمل اللوحة الكثير من ملامح الحياة الريفية، التي تشعرنا بنوع من البهجة من خلال عناصر اللوحة الرجل والمرأة والحمار الصغير الذي يتبع المرأة في كل مكان، إضافة إلى الماء والشجر والنخيل.
وأوضحت أن اللوحة بها واقعية تجسد الفلاح المصرى أثناء عملية الرى بنقل الماء من المناطق المنخفضة إلى المرتفعة، وتتميز بالبساطة والهدوء والواقعية،وتظهر اللوحة أيضًا الإبداع في استخدام الألوان الزيتية وتنسيقها وواقعيتها.
وأشارت مجدي إلى تتم الشخصيات المرسومة في اللوحة تتميز بقوة التكوين والبناء وطابع البيئة المصرية، فنرى قوة استعراض الرسام للضوء، حيث يبدو واضحًا أن الفنان محمود سعيد استخدم نور الشمس المشرقة وهى تداعب الظلال في بداية اليوم.
هذه اللوحة على الرغم من أنها واقعية إلا أنها تحمل ايضا صفات التجريدية بمعنى أنها تجرد عناصر الطبيعة إلى مجموعة من الأشكال الهندسية في تنوع إيقاعاتها ومحاورها، فنجد أن الفنان عمل على ترديد لشكل المثلث مع إزار الفلاح القائم على رفع المياه بالشادوف في مقدمة اللوحة، ومع جسده البنى الجاذب للشادوف بينما يمثل مثلثًا من نوع آخر، وبصورة موازية له، وإن اختلفت بعض الشىء، نجد ترديدًا مثلثيًا لزميله الفلاح العامل على الشادوف الثانى، ثم نرى ترديدًا لوعاء الشادوف بمثلثه المقلوب صاعدًا بالمياه المتساقطة منه، يرد عليه المثلث الأزرق في النصف الخلفى من ثوب حاملة الجرة في صدر اللوحة، وتتحاور استدارة الجرة على رأس الفلاحة مع الكرة التى تمثل مثقال الشادوف الساقط لأسفل في صدر اللوحة، وتلك الصاعدة في الهواء في هيكل الشادوف الثانى.
ويمثل تعامد جذوع النخيل على جانبى أفق اللوحة ترديدًا للقوائم التى تحمل عليها العوارض الحاملة للشادوف، بينما تتحاور «رؤوس» النخيل بزرقتها الداكنة مع انكسارات زرقة الضوء في آخر النهار على أفق اللوحة.