تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أقترح أساتذة أصدقاء من مُثقفي ليبيا،أن أوقع نسخا من كتابي( ليبية في بلاد الانجليز_ خديجة عبد القادر)،على هامش أنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير 2011،( بالمقهى الثقافي)، خاصة والرائدة الليبية خديجة لها تاريخ بمصر، كطالبة بمعهد سرس ليان بالمنوفية،وأصدرت كتابها "المرأة والريف في ليبيا" مرفقا بمقدمة مدير المعهد الاستاذ معروف قدري،وقد تحمستُ وفرحتُ بالفكرة المُقترح، فور دعمهم بل ووعدهم بمساعدتي في ترتيب ذلك أيضا مع مسؤولي المعرض، جهزت عددا من النسخ قاربت الخمسين نسخة،وحجزتُ للرحلة تذكرة ذهاب وإياب تتوافق مع أيام المعرض!،وأتذكر مصادفة رفقتي بالرحلة (طرابلس - القاهرة )لموظفات من مركز البحوث والدراسات التاريخية (مركز الجهاد الليبي سابقا ) ،وقد سبقهم زملائهم، بل وقاموا بوضع اصدارت المركز في المساحة المخصصة لهم بالمعرض،كما أكدت لي ذلك مسؤلة الموظفات،وجرى أن تشاركنا أحاديث أخرى ومنها جديد كتبهم التي ستنزل في جناحهم،وكون رحلة الطيران على متن خطوطنا الليبية !،فقد تأخرت عن موعدها فأخذنا الحديث،وصارحتهن أن السبب الرئيس لحضوري هذه السنة لمعرض الكتاب بالقاهرة،توقيع نسخ من كتابي،كما ودعوتهن أيضا لأمسية التوقيع مبدئيا!.
حين وصلت توجهت الى سكن صديقة لي،وهي أستاذة موفدة من جامعة طرابلس لاكمال رسالة الدكتوراة في العلوم الاجتماعية ، كنت أعلمتها في أتصال مسبق بزيارتي للقاهرة ،و قد ألحت على النزول عندها،و صارحتني ضاحكة انها تريد الحصول على نسخة كتابي قبل أن يضيع حظها به مساء التوقيع، وحقيقة ما جرى فيما بعد بأسبوع أني غادرت شقتها الى المطار،وتركتُ عندها صندوق النسخ الى حين !،من شرفة شقتها ( البالكونه ) شاهدت خروج الدبابات مرورا بحي صلاح سالم متجهة لتأمين قلب القاهرة ..كما حضرتُ الكثير من المواقف الشجاعة والنبيلة من حراسة تناوبية لشباب الحي تطوعا ليل نهار، لمنطقة عريضة من الشقق السكنية ، ثم طرقهم لأبواب بعضهم البعض والسؤال عن الحاجة التي بإمكانهم المساعدة بتوفيرها ،وكان لنا نصيب صديقتي وأنا وكونهم انتبهوا إليها، كمغتربة ووالدتها المُسنة، وعندها ضيفة طارئة تنزل في هكذا ظرف ،خاصة وأن انقطاع التيار الكهربائي، جعل العمارة السكنية موحشة مع افتقاد عمل المصعد،ساد الظلام الدامس الذي تباغثك فيه بشكل متقطع الاصوات الصاعدة المُتعددة النبرة رجال،نساء اطفال الى أماكن شققها.تعطلت بعض المخابز وصارت الطوابير عندها،و تم افتقاد الخبز اليومي بحينا،وأتذكر شابة نزلت من سيارتها،وأخرجت كيسا كبيرا ممتلئا بأكياس صغيرة بها ست الى ثمان ارغفة، وطلبت من الشباب مساعدتها في منحها للعائلات بالحي.
بالنسبة لي وأنا اواصل الانتقال التلفزيوني من محطة لأخرى، بريموت العاجل الى عاجلٍ أخر، أول الصباح وحتى تباشير صباح اليوم التالي، والمباشر من ميدان التحرير،حينها سادت حالة حمى المنافسة الفضائية على الخبر العاجل،جرى التحري من صدقه،أم انه مُلفق انحيازا لطرف دون آخر!.وقد فشلتُ في الوصول الى ميدان التحرير رغم أتصالاتي بصحفيات مصريات صديقات لي أستشيرهن في ذلك،حتى اني ألقيت بالملامة على صديقتي التي أغرتني بالنزول عندها، ولخوفها علي أجلت ذلك، كنت عادة ما أحجز لأقامتي مسبقا وعبر(النت )في أحد الفنادق بوسط القاهرة لأكون على مقربة من أحياءها الجميلة،ولألتقي بمن أعرف من الاصدقاء والصديقات في مقاهيها المفعمة برائحة البلد،وحركة سكانها التي لا تهدأ!.وكان أن عدت من القاهرة الى طرابلس،عقب اسبوع من بدء تاريخ الثورة المصرية،ولم يكن ذلك سهلا اذ اضطلعت اكثر من دولة عربية بمطالبة جالياتها بالمغادرة العاجلة تحسبا من الاوضاع الامنية،وبعضها خصص مزيد الرحلات وجدولة عودة مغتربيها!،فازدحم مطار القاهرة من ساحته الخارجية الى قاعة المسافرين.
حال عودتي كتبتُ عبر مقالي الاسبوعي في زاويتي (يا حزاركُم) بصحيفة الشط (وهي جريدة محلية تخص مدينة طرابلس)،عن ما لفت انتباهي وترك أثرا عن مصر التي في خاطري،تلك الشعارات التي رُفعت من جماهير ميدان التحرير،كما و مشاركة الشباب المصري في تلك الثورة، وكان أن اتصلت بي رئيسة التحرير سالمة المدني،وأعلمتني بحذف الرقابة لتلك الاسطر،كانت الاوضاع في ليبيا ايضا،تتنفس أصداء ثورتي تونس ومصر،قررتُ و ضع المقال الأصل على صفحتي بالفيس بوك والتويتر،وأشرتُ لقصة الرقابة،وكانت ليبيا وشبابها في الموعد،لكن تيارا أسلاميا مسلحا انحرف لاحقا على تلك الثورة!.