الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت..فضيلة المضلل العام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا)؟
الذين يتحدثون بجهل، ويشوهوّن الحقائق، ويأمرون بمنكر، وينهون عن معروف، ويكفرون بالوطن.
قبل مقصلة دولة القانون التي نصبها الرئيس مرسي الخميس الماضي، تحدث محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عن العدوان على غزة مشجعًا بناء مستوطنات للفلسطينيين في سيناء.
قال الرجل بزهو العالم إنه لا توجد مشكلة في استقبال فلسطينيين فارين من العدوان على أرض سيناء. وأضاف أن الأردن ولبنان أقامتا مخيمات للاجئين لفلسطينيين من قبل، ولم تشهدا الضجة التي تشهدها مصر. “,”هم إخواننا، وحقهم علينا النصرة والمساندة“,”.. هكذا قال.. فض فوه وخسأ عابدوه.
كذب في كذب، وتزوير فاضح للتاريخ، وقلب متعمد للحقائق. لولا مخيمات الإيواء والمساندة الكاذبة للفلسطينيين ما ساحوا في الأرض مشتتين مغربّين مخلوعين عن وطنهم وقضيتهم. لولا الجنسيات العربية الممنوحة للفارين لصار لدى فلسطين جيش آخر من المبعدين يقاتل ويفاوض ويناضل للعودة إلى الوطن.
التوطين غدر بالقضية الفلسطينية قبل أن يكون غدرًا بالقومية المصرية. تضييع أرض، وبعثرة أصحابها بين الدول، وتشييع للحق المغتصب واعتراف بالكيان الغاصب.
ومن قال لحضرة المضلل العام إن توطين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا كان أمرًا صائبًا ولم يحدث أي مشكلات؟ ألم يقرأ هذا الرجل شيئًا عن مذبحة أيلول الأسود عام 1970 في الأردن؟
ألم يعلم أن فصائل الفلسطينيين في الأردن صنعت دولة أخرى داخل المملكة الهاشمية بعد أن سيطرت على مناطق وأحياء بعينها، وهو ما دفع الملك حسين وقتها إلى الدخول في مواجهة عسكرية معهم لقي فيها ثلاثة آلاف قتيل حتفهم؟
ألم يعلم أن مخيمات الفلسطينيين كانت سببًا بارزًا في تأجيج وإشعال الحرب الأهلية في لبنان؟
إننا في سوق المزايدات على غزة وفلسطين نسمع لعجائب وغرائب لا حصر لها، لكن أكثرها لفتًا ما قاله محمد بديع عن تشجيع التوطين.
إن الأنبياء الكاذبون –كما يقول نزار قباني– يقرفصون على الشعوب ولا رسالة.. لو أنهم حملوا إلينا من فلسطين الحبيبة وردة أو برتقالة.. لو أنهم من نصف قرن حرروا ليمونة أو أرجعوا زيتونة.. ومحوا عن التاريخ عاره.. لشكرت من قتلوك يا معشوقتي حتى الثمالة..
إن فضيلة المضلل العام للجماعة لا يعلم لأنه لا يقرأ . وإذا قرأ لا يفكر. وإذا فكر لا يعتد برأي غيره. وإذا فعل فإنه يختار ذلك الرأي فقط إن كان معضدًا لما يرى.
في عقيدتهم –التي لا شك ليست عقيدة الإسلام الصحيح– فإن الوطن لا حدود له. لا جغرافيا، لا مكان. لا لحم ولا دم. لا ثقافة ولا تاريخ، ولا عادات ولا تقاليد. الوطن لديهم هو الدين، وكل ما عداه جاهلية وفسوق وكفر.
اقرأوا سيد قطب الذي يقولها صراحة “,”الوطنية جاهلية“,”. وتذكروا المرشد السابق مهدي عاكف عندما انفلتت كلمته “,”طظ في مصر“,”.
مثلهما كانوا وسيبقون. إخوانًا فوقيين. آحاديين. إقصائيين. يؤمنون بعصمة مرشدهم، ويرفعون لافتات السمع والطاعة لمكتب الإرشاد، ويعادون كلّ آخَر.
اختطفوا الدين في غيبة علمائه، وصادروا الوطن في غفوة نخبته، وأطلقوا رصاص التخوين والتكفير على من ليس معهم. فتانون لا مُفتون، و منفرّون لا مبشرون، ودعاة دنو لا دعاة دين. والله أعلم..