البعض تُهلل السماء فرحا لدى استقبالهم، أولئك الطيبون الذي يتركون أثرا من الخير في كل موضع قدم، ويسخرون حياتهم في خدمة الناس، كعلامات على الدرب للعابرين خلفهم، الدكتورة عبلة الكحلاوي واحدة من هؤلاء حيث ملأت الدنيا علما ونثرت الخير طيلة حياتها حتى وافتها المنية لتلحق بوالدها لدى الرفيق الأعلى.
ابنة صاحب الملحمة النبوية أو "مداح الرسول" كما كان يحب أن يُنادى، المطرب الذي سلك طريق العبادة والزهد وسخّر الفن ليكون طريق دعوة وحض على الفضيلة، وهو أيضًا الفنان صاحب القدرات المتعددة الذي تنوع بين الغناء البدوي والشعبي والديني وكذلك في التمثيل، وكان له شرف الريادة والسبق في كل ألوان الغناء التي اشتهر بها ثم تبعه المريدون!.
عبلة الكحلاوي من مواليد 15 ديسمبر 1948، صاحبة العديد من الدرجات العلمية، حيث تخصصت في الشريعة الإسلامية، حتى حصلت على الماجستير في الفقه المقارن عام 1974، وحصلت على الدكتوراة بعدها بـ4 سنوات، في التخصص ذاته، كما تولت رئاسة قسم الشريعة في كلية التربية بمكة المكرمة.
شغلت «الكحلاوي» منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر، وهي مؤسس جمعية الباقيات الصالحات، ومقدم العديد من البرامج الدينية في القنوات الفضائية، وكلفت بإلقاء دروس دينية في الجامع الأزهر ولها درس أسبوعي في بيت الحمد بمسجد المقطم أيضا.
من مؤلفاتها: «المرأة بين طهارة الباطن والظاهر (دراسة مقارنة)»، صدر عام 1996، «بنوك اللبن»، صدر عام 1998، «الخلع دواء ما لا دواء له: دراسة فقهية مقارنة»، صدر عام 2000، «التحريم المتعلق بالدم»، صدر عام 2003، «مسافر بلا طريق»، صدر عام 2003، «قضايا المرأة في الحج، والعمرة»، صدر عام 2005، «البنوة والأبوة في ضوء القرآن الكريم والسنة»، صدر عام 2005، «أحبوه كما أحبكم»، صدر عام 2011، «قلبي معاك»، صدر عام 2011.
وأسست عبلة الكحلاوي جمعية الباقيات الصالحات، وهي أحد أكبر الجمعيات الخيرية الموجودة في مصر وتقدم العديد من الخدمات الاجتماعية بكافة المحافظات.
وكانت الداعية الإسلامية قد رحلت عن عالمنا مساء أمس الأحد، عن عمر يناهز 72 عامًا، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا.