يحل علينا بعد أيام العيد الـ69 للشرطة المصرية الباسلة والذي يوافق 25 يناير من كل عام.. «25 يناير».. أحد أهم أيام التاريخ في مصر نظرا لما شهده من أحداث وتضحيات قدمها رجال الشرطة في معركة الإسماعيلية الشهيرة ضد الاحتلال الإنجليزي والذى سجل فيه رجال الشرطة نموذجا للدفاع عن أرض وعرض المصريين ضد احتلال متغطرس والتي راح ضحيتها 50 شهيدا و80 جريحا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
ونجحت الشرطة المصرية خلال السنوات العشر الماضية في استعادة قوتها في ملحمة وطنية لا تقل أهمية عن قتال المحتل الإنجليزي، وهي حرب شرسة مع أهل الشر وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية الذين يعيشون بيننا ويريدون إسقاط الوطن الذي عاثوا في البلاد فسادا وإرهابا إلا أنهم دائما يجدون رجال الشرطة تواجههم وتنقض عليهم في أوكارهم.
2021 هذا العام يختلف كليا عن ما سبقه من تلك الأعوام التي مرت على الشرطة المصرية وأرصد تحديدا آخر 10 سنوات منذ ما حدث في 25 يناير 2011 والأحداث التي تلتها من اقتحام عناصر إرهابية من حركة حماس والإخوان السجون المصرية وتهريب 21 ألف مسجون وحرق الأقسام والسيارات الشرطية والمديريات والمحاكم ومحاولة القضاء على هيبة القانون والشرطة المصرية في الشارع بفضل أعمال التخريب والتحريض والفوضى والسلب والنهب والمظاهرات التخريبية وغيرها من الأحداث التي لن ننساها في تاريخ مصر المعاصر والتي تسببت في انعدام كامل للأمن وتدهور اقتصادي كاد أن يؤدي إلى إسقاط مصر إلى الأبد لا قدر الله لولا أن للبلاد رجالا عاهدوا الله على صونها والاستشهاد في سبيل حفظ أمنها وسلامة مواطنيها.
واجه رجال الشرطة والقوات المسلحة والشعب المصري العظيم المستحيل بالإرادة والصمود في ثورة 30 يونيو 2013 والتي ساند فيها جيش مصر قرار المصريين بخلع جماعة الخيانة والإرهاب والقبض على قادتهم ليحاكموا بالقانون على جرائمهم إلا أنهم نفذوا ما هددوا به وأشعلوا في الوطن بسيل من الجرائم الإرهابية التي راح ضحيتها شهداء أبرار من الجيش والشرطة والشعب والمصري إلا أن مصر لا تسقط وفيها رجالة من الجيش والشرطة المصرية تصدوا لهم بالنيابة عن المصريين لمواجهة الإرهاب والعمل على تطوير وتحديث القدرات الأمنية المصرية حتى يستتب الأمن في ربوع مصر كافة.
واجه رجال الشرطة المصرية والقوات المسلحة درع وسيف الوطن أخطر عناصر تنظيم إرهابي عالمي خلال السنوات العشر الماضية بضربات أمنية استباقية للعناصر الإرهابية بالتزامن مع تدريب قتالي مشترك وتوفير القيادة السياسية الرئيس عبد الفتاح السيسي كل أوجه الدعم والتطوير والتحديث حتى تعود المنظومة الأمنية المصرية لسابق ريادتها الأمنية وهو ما تحقق في 2021 بالقضاء تقريبا على 96% من عناصر الجماعة الإرهابية في الداخل بفضل عودة قطاع الأمن الوطني لقوته وتوفير المعلومات الموثقة عن التهديدات الإرهابية المحلية والإقليمية وتحديد داعميهم وطرق التمويل من الكيانات والشركات وقطع أذرع بعض الدول الراعية للإرهاب مما ارتقى بمكانة مصر في معدلات الأمن والأمان والأكثر استقرارا وجذبا للسياحة والاستثمارات وهي معادلة معروفة دولة قوية لديها جيش قوي وشرطة قوية إذن فهي دولة تستطيع أن تتطور وتنمي وتبني وتستقر لتحيا مصر.