السبيكة التى تحكم على المواقف هى التمسك بوحدتى السلوك والافعال هى التى تمسك بها وحيد حامد المثقف المصرى الجميل من رجال القوى الناعمة المصرية.
حيث كان يقف بلا تردد أو خوف معبرًا عن أعماله لا يهاب سيف المعز أو حتى طامعًا في ذهبه.. وقد تمسك بجمر المبادئ بفكره وقلمه منحاز لقضايا وهموم الوطن والمواطن البسيط وقد دفع لمواقفه فواتير كثيرة بسبب معاركه الفكرية وانحيازه.
حيث تعرضت أعماله للمشاغبات القضائية والمطالبة بوقف أعماله وحتى بسبب وشايات وتحريض ضده بشكل شحصيى.. فهو الوحيد الذى تعرض إلى هجوم برلماني في شكل طلبات احاطة فردية وجماعية والمطالبة بسحب افلامه " طيور الظلام – سوق المتعه – عمارة يعقوبيان.. وغيرها ".
لكنه كان صامدًا متمسكًا باهدافه طول مسيرت عمله الإبداعية من خلال افلامه السينمائية ومسلسلاته وأعماله المسرحية وحتى مقالاته الصحفية.. حيث كانت بوصلته واضحة ضد الظلم والاستبداد والفساد والإرهاب والتطرف.
وقد عبرت أعماله " الغول – البرىء – الراقصة والسياسى – كشف المستور – معالى الوزير – احكى يا شهرزاد – ملف الآداب – اللعب مع الكبار – النوم في العسل.. وغيرها " من أعمال كاشفًا للرأس مالية المتوحشة والفساد والافساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى وما حدث للمجتمع من متغيرات كن لها تأثيرا سلبيًا على المهمشين والفقراء.. والطبقة الوسطى.
كما كان الوحيد حامد كاشفا ومواجها جسورا للتدين الكاذب والإرهاب والتطرف والفتنة الطائفية بأعماله المهمة " مسلسل العائلة – أوان الورد – الجماعة " بكتابة توثيقية ومعلوماتية ومن أرض الواقع وقد ظهر ذلك حيث الاحتفاء بأفلامه " طيور الظلام – الإرهاب والكباب – دم الغزال ".
ومواجهًا للفساد السياسي والاجتماعى فى " اللعب مع الكبار – النوم فى العسل وعمارة يعقوبيان " هذا غير المقالات الصحفية التى كانت تهاجم التدين المظهريى وعمر عبد الكافى وافكاره ضد الفن والثقافة وفساد أحد المستشفيات الخاصة التى تجمع الملايين فى فساد واضح.
وكان لى الشرف باعتبارى برلمانيا رغم عدم معرفتى الشخصية بوحيد حامد أن أقف مساندا معه بطلب احاطة إلى وزيرة التضامن الاجتماعى حول فساد تلك المستشفي لإيمانى بمواقفه الثابته ضد الفساد...
وحتمًا ستظل افلام " الغول – حد السيف – غريب فى بيتى – المنسى وآخر الرجال المحترمين " علامات فارقة فى تاريخ السينما المصرية.
ولعل أهم ما جاء فى حياة وحيد حامد هو تكريمه أثناء حياته وحصوله على جائزة الهرم لإنجاز العمر حيث جاء التكريم فى موعده بالدورة " 42 لمهرجان القاهرة السينمائى " وقبل وفاته بأيام وهى الجائزة الاهم حيث حصل من قبل على جوائز من مهرجان " ميلانو – الصين – فينسيا – ووزارة الثقافة " وغيرها من الجوائز التكريمية تقديرا له.
وجائت كلمات الوحيد حامد مؤثرة تعكس حفاوة وحضور ذهنى مع الرضاء النفسى حيث قال بين جمهوره ومحبيه فى ندوته الاخيرة " كنت ولا ازال ابن مخالصًا للشارع المصرى اعرفه جيدا وليس بغريب عنه احصل على أفكارى بين الناس... وأشعر أننى لم اقصر وقدمت شيئا طيبًا للناس.. تقديرى لكل الأصدقاء والزملاء من حولى وشكرًا لكم رغم مشوراى الطويل والمرهق فى حب والوطن وحب الكتابة " وكم كانت كلماته مؤثرة فى الحضور لصدقها ولإحساسه الداخلى أنها الخاتمة.
وبعد ان القوة الناعمة المصرية وهى اغلى ما يملكه الوطن فى ضرورة الاحتياج للاهتمام بها وتوظيفها خصوصًا وانها تفقد الرواد والكثير من رموزها فى الفنون والشعر والغناء والعلوم السياسية والاجتماعية وما احوج الوطن وهو يشاهد من حوله متغيرات اقليمية والصراعات الدولية من مشكلات وحروب وتهديدات ومتغيرات متعددة وانقلاب فى المفاهيم والقيم الإنسانية فإننا فى اشد الحاجة إلى الاهتمام بالثقافة والفنون والتعليم والصحة وإعادة بناء الإنسان المصرى فى نقله ضد الفساد والإفساد وإعلان القيم النبيلة للمجتمع المصرى.
واخيرا إننا نطالب المسئولين بأهمية إنجاز والانتهاء من مسلسل الجماعة الجزء الثالث تكريمًا وامتدادًا لكشف الإرهاب والتطرف والفساد وإعلان قيم التسامح.
كذلك الاهتمام بالدراسات الجادة والموضوعية لكبار المبدعين فى كافة المجالات من أجل تنمية بلادنا التى نريدها الأفضل نحو الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التى نتمناها لكل المصريين.