الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. خبير آثار يرصد رحلات الحجاج إلى جبل التجلى وشجرة العليقة الملتهبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن مصر كانت واستمرت وجهة الحجاج المسيحيين، منذ القرن الرابع الميلادي، حين إنشاء القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين، لكنيسة العذراء مريم، بجوار شجرة العليقة المقدسة بالوادى المقدس طوى، وحجت إلى سيناء، ومن وقتها أصبح الطريق التى اتخذته من أوروبا إلى سيناء، ومنها إلى القدس طريقًا معروفًا للحجاج المسيحيين مستمر حتى الآن.


وأضاف ريحان في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" اليوم الثلاثاء، أن مباركة بابا روما مؤخرًا لمسار العائلة المقدسة كطريق للحج مختص بمسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرق، وهو طريق مختلف عن طريق الحج المعروف إلى مصر منذ القرن الرابع الميلادي، وإن كان يشترك معه في المسافة من رفح إلى الفرما، وبهذا تكون مصر وجهة حجاج مسيحى العالم من كل الطوائف، في طريقين مباركين طريق الحج القديم، ومباركة مسار العائلة المقدسة مؤخرًا.

وتابع أن أغلب المسيحيين الذين يذهبون إلى القدس يضعون مصر وسيناء في برنامجهم وقد وصلتنا كتابات عديدة للمرتحلين المسيحيين إلى القدس عبر العصور فبين أعوام (381 384م) حيث جاءت الراهبة إجيريا أو إثيرى (كما ذكرت بعض المراجع ) قادمة من أوروبا إلى منطقة الجبل المقدس بسيناء عازمة على اتخاذ نفس الطريق الذى سلكه بنو إسرائيل في رحلة الخروج من مصر إلى فلسطين عبر سيناء.

وتطلق إثيرى تسمية سيناء على مجموعة من الجبال من بينها جبل الشريعة أو جبل سيناء وهو جبل موسى الحالى 2242م فوق مستوى سطح البحر ووصفت صعودها إلى جبل موسى فقالت أنها وجدت على قمته كنيسة صغيرة حيث أقيم قداس تلاه توزيع خيرات الله على شكل فواكه من إنتاج منطقة الجبل المقدس ويستدل من كتابات إثيرى على أن هذه الرحلة كانت شاقة وكثيرة التكاليف لا يقدم عليها إلا الشخصيات الكبيرة ذو النفوذ الواسع والمال الوفير.

وأردف أن من بين هؤلاء الحجاج المشهورين بوستوميان وهو من أهالى ناريون بجنوب فرنسا حيث حج إلى مصر عام 400م بعد أن عبر البحر المتوسط في أربعين يومًا إلى الإسكندرية ثم توجه للقدس عن طريق سيناء وكان معه عدة مرافقين ووصف لنا رحلته وجاء القديس أنطونين من إيطاليا إلى الجبل المقدس وذكر أن عددًا هائلًا من النساك جاءوا لمقابلته ينشدون التراتيل وأنه كان لكل دير ثلاثة رؤساء أحدهم يجيد اللاتينية والثانى الإغريقية والثالث القبطية.

وأوضح ريحان أن هناك طريقان مشهوران للحج بسيناء، طريق شرقى وطريق غربى أما الطريق الشرقى فهو للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليًا) إلى النقب ثم وادى الحسى إلى وادى وتير الذى تتوفر فيه المياه من بئر الحسى وبئر صويرا ويجاور وادى وتير أيضًا عين فرتاقة وبها جدول صغير يفيض بالماء طوال العام ثم يسير الطريق في وادى غزالة إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية ثم يسير إلى سفح جبل جونة إلى وادى مارة ثم يدخل سفح جبل سيناء وطول هذا الطريق نحو 200كم من أيلة إلى الجبل المقدس.

وأشار ريحان إلى أن ميخائيل ستون قام بأعمال مسح أثرى ودراسة لنقوش وادى حجاج بهذا الطريق حين زيارته لسيناء عام 1979 وقد وجد بهذا الوادى نقوش أرمينية عددها 55 نقش أرّخها بين القرن (الأول إلى الرابع الهجرى / السابع إلى العاشر الميلادى) منها نقش لأحد المسيحيين يقول (أنا ذاهب حول موسى) يعنى جبل موسى وآخر يقول (أنا رأيت القدس) وأن وجود مثل هذا العدد من النقوش الأرمينية في الطريق الشرقى بسيناء وعدم وجودها في الطريق الغربى يدل على كم المسيحيين الأرمن القادمين إلى جبل سيناء من القدس.

وينوه ريحان إلى الطريق الغربى الذى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس عسقلان، غزة، رافيا (رفح) رينوكورورا (العريش) أوستراسينى (الفلوسيات)،كاسيوم (القلس)، بيلوزيوم (الفرما) سرابيوم (الإسماعيلية) القلزم (السويس) عيون موسى، وادى غرندل، وادى المغارة، وادى المكتّب، وادى فيران إلى جبل سيناء وطول هذا الطريق من القدس إلى القلزم 390كم، ومن القلزم حتى جبل سيناء 300كم فيكون الطريق من القدس إلى جبل سيناء 690 كيلو.

ويؤكد ريحان أنه نظرًا لوقوع دير الوادى بطور سيناء في موقع وسط بين دير سانت كاترين ومصر العليا وفلسطين فكان يقيم المسيحيون به لزيارة الأماكن المقدسة بالطور تم يأخذوا طريقهم إلى جبل سيناء ثم إلى فلسطين ويحوى الدير 96حجرة على طابقين بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات لاستضافة الحجاج المسيحيين الوافدين للدير.

وكان المسيحيون القادمون من أوروبا يقيمون لعدة أيام بدير أبو مينا (مارمينا) بمريوط غرب الإسكندرية وكان به عدة حجرات كانت تستخدم مكاتب خاصة لشئونهم مما يدل على كم المسيحيون القادمون من أوروبا إلى سيناء وكان الحاج المسيحى يجهز نفسه روحانيًا ويرتدى ثوب التقديس ويضع الصليب الأحمر على الثوب ورداء الرأس ويأخذ نقود كافية ثم يتجه إلى البندقية أو جنوة أو مارسيليا.

وطالب ريحان بربط هذا الطريق بمسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرّق وتضمينه في أعمال تنمية وتطوير محطات مسار العائلة المقدسة.