الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

«حارة الصوفى» حى سودانى على أرض مصرية وسط القاهرة

حارة الصوفى
حارة الصوفى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زقاق ضيق متفرع من شارع عبدالخالق ثروت أحد أشهر شوارع القاهرة، يصدر منه موجات صوتية تحمل بين طياتها اللهجة المصرية ممزوجة بالسودانية، ترى على أطراف الحارة وجود ملامحها مألوفة لك، لتجد نفسك أمام حارة الصوفي، والتى يتخيل لك أنك سافرت لأحد البلدان الأفريقية، حيث رائحة "الخُمرة" السودانية التى تطل من إحدى زوايا الحارة.
ففى هذه الحارة، تجد وجوه سودانية اتخذت لها مقرًا للقاء، حيث إن كل مظاهر الحارة تشعرك بأنك في أحد شوارع العاصمة السودانية الخرطوم من حيث الشكل والملبس واللهجة، فعلى أطراف الحارة توجد إحدى شركات السياحة والتى تضع إعلانًا مكتوبًا عليه: "نقدم كل الرحلات والسفريات من القاهرة للخرطوم" بجانبها محل صغير لبيع مستلزمات الحنة والعطور السودانية، وفى منتصف الحارة تجد أحد المطاعم السودانية والذى يسمى بمطعم "السودان، وتخرج منه رائحة الطعام السودانى المقدم على الطريقة السودانية، وفى نهاية الحارة القهوة السودانية والتى يخرج منها رائحة العراديب والشاى السوداني.
"البوابة " تجولت في الحارة ذات الطابع السوداني، للتعرف عليها أكثر، والتى تقع بالقُرب من ميدان الأوبرا وتمثال إبراهيم باشا، الذى يبعد نحو ١٠ خطوات بين ميدان الأوبرا وحارة "الصوفي"، مهد حياة السودانيين في القاهرة، فعلى أطراف الحارة نجد الحاج محمد أبوشيبه صاحب محل لبيع مستلزمات الحنة والعطور، قائلًا: "أنا في الحارة من أكثر من ٢٠ سنة، اسمها حارة الصوفي، وهى حارة لكل السودانيين اللى بيجيوا يتجمعوا فيها ويقعدوا شوية بعد شغلهم وبعدين بيروحوا على بيوتهم".
وأضاف: "السودانيين اللى بيجوا مصر بيكونوا اما تعليم أو في رحلة علاج، أو في شغل"، موضحًا: "بيجوا عندى عشان يشتروا الكركدية والعدس والتمر الهندى اللى بيقولوا عليه عراديب"، مؤكدًا: "كل السودانيين بيحاولوا يتعايشوا في أى معيشة، وهنا في الحارة بيلاقوا مطاعم سودانية وقهاوى بتعملهم المشروبات اللى بيحبوها زى الجبنة والقهوة السوداني".
السودان في قلب القاهرة 
وفى منتصف الحارة وجدنا شابًا سودانيًا يجلس على القهوة السودانية، ويدعى محمد عبداللطيف ويبلغ من العمر ٢٥ سنة، والذى قال: "أنا خريج كلية اقتصاد وعلوم مصرفية، وموجود في القاهرة بقالى ٤ شهور، وجيت من السودان بحثًا عن العمل لأن الاقتصاد متدهور".
وأضاف "عبداللطيف": "باجى حارة الصوفى هنا كتير عشان أقابل أصحابى وعشان أعيش الوضع السوداني، والمصريين بيتعاملوا معانا عادى جدًا والنظرة العامة الناس متقبلانا"، موضحًا: "مصر فيها شغل إنتاج والشغل أكتر فيها، وبحب الأكل المصرى حلو وخاصة المسقعة، والحلو هنا في حارة الصوفى أن الأكل السودانى متوفر في الحارة بشكل كبير وخاصة "الجراسة بالتقلية وبالدمعة".
وتابع: "بحب أشرب المشروبات السودانية اللى متعودين عليها، زى الشاى والقهوة السودانيين والعراديب".
وفى نفس السياق قال أحد السودانيين، والذى يدعى "وليد البوب": "أنا عمرى ٤٩ عامًا سودانى الأصل وعايش في مصر منذ ١٨ سنة، وأنا خريج إدارة أعمال، وباجى حارة الصوفى منذ ١٨ سنة، الحارة هنا أغلبها مصريين في سودانيين مندمجين مع بعضهم، والحارة فيها مطاعم وقهاوى سودانية مصرية مشتركة العمال سودانيين وصاحب القهوة مصري".
وأضاف: "الاندماج في الحارة فل كلهم بيحبوا بعض وبيخشوا في حوارات مع بعض ولكن مش بيزعلوا أبدًا من بعض، كل الناس واخدين على بعض واللى يغيب التانى بيزعل عليه"، موضحًا: "الحارة فيها أكل سودانى ومصري، السودانيين بيحبوا الأكل المصرى زى الحواوشى والبيتزا والمصريين بيحبوا الأكل السودانى زى الجبنة".
وأردف: "السودانيين اللى بيجوا هنا فئات في منهم تبع الأمم المتحدة واللاجئين، والفئة الثانية بيجيوا للعلاج وهما كبار السن لأن المستشفيات في السودان قليلة الخدمات، والفئة الثالثة بتيجى عشان الشغل لأن الوضع في السودان مش كويس في الشغل".
وتابع: "المصريين هنا بيعاملوا السودانيين معاملة حلوة، لأنهم باختصار أخدوا على بعض"، مؤكدًا: "السودانيين بيحبوا السيسي أوى لأنه ظبط مصر بعد ما تولى الحكم وبيساعد كل الدول زى لبنان والسودان في أى ظرف"، موضحًا: "المصريين بيجيوا القهوة السودانية والسودانيين بيحبوا المشروبات المصرية".
وأشار: "السودانيين ميعرفوش حارة الصوفى اللى بيجى من هناك بيقولوه روح على العتبة عند تمثال إبراهيم باشا ابن إسماعيل باشا وبيوصلوا حارة الصوفى بعد ما يوصلوا لتمثال إبراهيم باشا وبيتجمعوا في حارة الصوفي، لأن الأكل السودانى موجود هنا كتير وهما اختلطوا مع المصريين".
فيما قال عبدالله محمد صاحب أحد القهاوي: "أنا عايش هنا من الأربعينات أنا وأجدادي، ومنعرفش ليه اتسمت بحارة الصوفي، بس السودانيين جم هنا من فترة واستوطنوا في المربع دا، واتعمل لهم مطعم سودانى واشتغلت وجت معاهم كد"، مضيفًا: "السودانيين بيجوا على الحارة هنا على طول عشان المطعم هو اللى عمل شهرة للمكان هنا".
وتابع: "السودانيين العلاقة بينا وبينهم حلوة وبقالهم معانا أكتر من ١٥ سنة وبقوا مننا واللى بيجى جديد طالما واحد بيعرفوا يبقى الكل يعرفوا"، موضحًا: "ليهم مشاريب معينة زى الجبنة والعراديب، وبحاول في القهوة عندى أعملهم مشاريب خاصة زى شاى بالقرفة وقهوة بالجنزبيل".
وفى منتصف الحارة نجد عم سيد بائع الملابس، ليقول: "أنا هنا بقالى ٨ سنين شغال في مجال الهدوم، كلنا واحد في الحارة بنشيل بعض وبنحب بعض في أى وقت"، موضحًا: "في الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد متخلتش عن أى حد أبدًا من السودانيين كلنا بناكل في طبق واحد.. وفى أمان كبير ومحبة بين الجميع في الحارة، والسودانى اللى معهوش أخوه بيديله وبيشيلوا بعض في أى وقت وكلهم".