السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أجراس الميلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صمتت أجراس كنائس العالم هذا العام في أوقات احتفالات عيد الميلاد والعام الجديد ، ولكن ظلت الأجراس تدُق في مصر، على الرٌغم من إلغاء الاحتفالات بليلة العيد في كنائس مصر في السادس من يناير ، هذا اليوم الذي يعنى الكثير لأقباط مصر، ولكن فرض علينا هذا الوباء اللعين واقعًا جديدًا، فتقلصت الأعداد في الكنائس وأصبح قداس العيد مقتصرًا على الكهنة وبعض الشمامسة وعدد لا يزيد عن عشرة أشخاصِ.
ولكن ظلت تدق أجراس فرح وسلام ومحبة وحق في مصر، ولغياب الاحتفال في الكنيسة ، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على تهنئة قداسة البابا تواضروس الثاني بعيد الميلاد المجيد عبر الفيديو كونفرنس والذي كان يحرص على تلك التهنئة كل عام من داخل كاتدرائية ميلاد المسيح من قلب العاصمة الإدارية الجديدة، كما حرص سيادته على تهنئة الشعب المصري أجمع من خلال تغريده على صفحته ،مؤكدًا أن مصر ستظل تضرب أروع المُثل في المواطنة واستيعاب كل الثقافات والمعتقدات .
كما حرص كثير من كبار مسئولي الدولة على تهنئة الأقباط في شخص البابا تواضروس الثاني، لا تأتى تلك التهنئة على سبيل المجاملة قدر ما تكون نهجًا ومثالا تضعه الدولة المصرية ليكون قدوة أمام كل مواطن مصري كي يهنئ أخيه ، فنحظى بمناعة القطيع ولكن النفسية لا الصحية أمام كل مُغرض وكل فكر خبيث وكل نفس بها ضغائن تُحرم التهاني لتخلق حالة من الانفصال بين أبناء الشعب الواحد ، فربما هذا هو لُقاح الوعي الذي دائمًا ما يتحدث عنه السيد الرئيس ، مرُسخًا فكرة الوحدة بين أبناء الشعب الواحد والتي هي سر الجيش المصري والشعب .
انتبهت الدولة المصرية لفكرة التفكيك التي كان يمارسها أطراف كثيرة أملا في تفكيك الدولة المصرية ولكن عملت الدولة جاهدة لتدحض تلك المحاولات حتى فقد الأمل الخصوم وانتصرت فكرة الدولة المصرية ، حكومة وجيشًا وشعبًا.
وبدأت جاهدة منذ سنوات في تقنين أوضاع أكثر من ألف وثمانمائة كنيسة ومبنى كي لا يكون ذلك ذريعة نزاع أو شجار في القرى أو المحافظات التي قد يزرع بها البعض بذور الفتنة الطائفية ، كما كلف الرئيس الهيئة الهندسية بترميم الكنائس التي تعرضت إلى هجمات إرهابية حتى تقلصت هي الأخرى منذ عام 2018م ، لا لرصانة وقوة الدولة المصرية فقط ، بل أدرك الخصوم والإرهابيين أن تلك الهجمات لا تُضعف من وحدة الشعب المصري أو تُرهب الدولة بل تزيد من وحدته.
المواطنة فكرة يرسخها رأس الدولة وكل مؤسسات الدولة المصرية ، وكل الجهود التي تقوم بها لأقباط مصر لا تقدمها كمنحة لهم ولكن تؤكد عدم وجود لفكرة الأقلية ، فمصر هي كيان واحد مرصوص البنيان وكلنا متساوون في الحقائق والواجبات.
د\ماريان جرجس