الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عّرف (المرأة)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علمونا في البحث العلمى أنك قبل أن تشرع في الحديث عن أى شى أو مصطلح عليك أولًا أن تقدم تعريفًا واضحًا لهذا الشىء أو المصطلح. بعدها تصبح الصورة جلية أمام كل من يقرؤك، وكأنك تقول للناس كل ما تنطبق عليه هذه المواصفات في التعريف أنا أقصده وكل ما لا تشمله الأوصاف أنا لا أقصده، ولأن الأمور دائمًا بسيطة ومقيدة بالمعرفة السابقة في البحث العلمى فإنها تصبح سهلة التطبيق، ولكن حين تشرع لتطبيق ذات الفكرة على صورة المرأة لدى الرجل فإنك قد تجد الكثير من التشويش لدى البعض، وياللغرابة!!
بدأت هذه الفكرة تراودنى حين شكت لى إحدى الصديقات من معاملة إخوتها الذكور لها، واستخدمت جملة أثارت فضولى: «كأنهم لا يعرفون أنهم يعاملون إنسانًا.. وفورًا تذكرت سارة صديقتى الجميلة التى كتبت ذات يوم على صفحتها في فيسبوك: «متسلمش عليها كأنها هتحرقك بالنار ولا كأنها بسكوتة هتتكسر.. هيا إنسان عادى.. لو هتسلم عليها حسسها إنها إنسان».. سارة معها حق.. فنحن كثيرًا ما نصاب بالازدواجية حين ينظر الرجال للنساء في المجتمع وإلا كيف يفرض البعض عليهن بعض الأحكام العرفية ثم يفتخرون بخوفهم عليهن؟! فأنت حين تخاف على قطة أو عصفور ستحبسه وتكتفى برعايته، لكنك لو شعرت بإنسانية من تخاف عليه أو تهتم به فمن المؤكد أنك ستحاول على الأقل مده ببعض الإنسانية التى تمنحها لذاتك.
تماديتُ في الخيال قليلًا وحاولت تخيل ماذا يمكننى أن أحصل عليه لو طلبت من كل رجل أن يعرِّف امرأة يعاقبها لأنها تقدمت عليه خطوات في السير– رغم أنه قد يخبرها بأنه يمزح– ولم يسعفنى الخيال بشىء حين وضعت نفسى افتراضيًا في عقول هؤلاء.. فأنا أظن أنهم لم يفكروا في ذلك وأن التفكير في ذلك قد يصدمهم.. وقد يكون الرد الذى تتلقاه منهم كرد صريح ومباشر «المرأة هى المرأة.. كيف تعرِّف المعروف؟!» وأظن أن مشكلتنا في كثير من مفاهيم حياتنا تكمن في أننا نتلقى بعض صور الحياة على علاتها.. ونبدأ في التعامل معها كما تلقيناها مع أنك لو نظرت لأقرب ما لديك لنفسك: «بصمة إصبعك» لوجدت أنها لا تشبه بصمة أخرى في العالم ؛ لذا أنت مختلف ويجب أن تكون هكذا في نمط حياتك.
المرأة إنسان والتفكير فيها كإنسان يقلل العنف ضدها كثيرًا حين يعمل كل على التفكير فيى: «ماهى المرأة بالنسبة له؟».. اكتبوا التعريف الذى تصلون له وحين تكونوا راضين عنه ستعرفون إلى أى مكان من العالم تنتمون، وإلى أى درجات الحضارة تحملكم أفكاركم عن النساء.. هنا أتفق كثيرًا مع المقولة الفرنسية: «إن أردت أن تحكم على حضارة قوم انظر إلى نسائهم».