الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"المعمودية" إحدى أسرار الكنيسة السبعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل الأقباط الكاثوليك حول العالم اليوم ٦ يناير بعيد الغطاس وهو عيد يكمن في معناه معمودية السيد المسيح، وترجع كلمة معمودية كونها كلمة سرّيانية تعني (الاغتسال أو الغوص)، وإن معنى العماد هو أن البشرية قد غطست في حدث الخلاص الذي هو يسوع المسيح، وقد اشتركت في بشريته التي ماتت وقامت من الموت والمعمودية أو الغطاس نسميها أيضًا عيد الدِّنْح (دِنحُا- دِنْحو) وهي أيضًا كلمة سرّيانية معناها الظهور، لأن المعمودية حدث إلهي عظيم ظهرَ فيه سر الثالوث الأقدس، أي الابن الذي بُعثَ من روح الله كما يعتقد في العهد الجديد

كيفية اجراء المعمودية

هناك ثلاثة آراء مختلفة حول كيفية إجراء المعمودية مثل الكنيسة اللاتينية، واللوثرية تعمد بالرش، بعض الكنائس تعمد بالسكب.
ومعضم الكنائس الشرقية والإنجيلية تعمد بالغطس، وإن كانت الغالبية تقر أن الأصل هو المعمودية بالتغطيس، ويرجع هذا الاختلاف إلى استخدام كلمة "بابتو " (bapto ) أو " بابتزو" (baptizo) ومشتقاتها في اليونانية.

المعمودية بالتغطيس

إن كلمة "بابتزو " ( أي المعمودية ) تعني الغمر أو الغمس أساسًا، وتستخدم الكلمة اليونانية "بابتزو" (baptizo) في الترجمة السبعينية للعهد القديم، لتؤدي معنى التغطيس كما في حالة نعمان السرياني الذي أمره إليشع النبي أن يغتسل سبع مرات، "فنزل وغطس في الأردن سبع مرات " (2 مل 5: 10، 14)، وكذلك "غمس" الكاهن أصبعه في الدم (لا 4: 17)، وانغماس أرجل الكهنة في مياه الأردن (يش 3: 15)، وغمس يوناثان طرف النشابة في قطر العسل (1 صم 14: 27)، وصبغ الرِجل بالدم (مز 68: 23)


في كثير من المواضع في كلمة الله، ترتبط المعمودية بالنزول إلى الماء والصعود منه، مما يعني أنه تمت بالتغطيس (انظر مت 3: 16، مرقس 1: 8- 10، أع 8: 38).

كان تعميد الدخلاء في فترة ما بين العهدين القديم والجديد، يتم بالتغطيس كما تدل على ذلك مخطوطات قمران، وقد سار على نهجهم يوحنا المعمدان الذي كان يعمد في نهر الأردن، "في عين نون بقرب سإلىم لأنه كان هناك مياه كثيرة " (يو 3: 23). ويؤيد ذلك ما جاء عن معمودية الرب يسوع من يوحنا حيث نقرأعن صعوده من الماء (مت 3: 16، مرقس 1: 10).

يقول السيد المسيح: "لي صبغة (معمودية -baptizo) ) أصطبغها ( اعتمد بها )، وكيف أنحصر حتى تكمل ؟" (لو 12: 50) في إشارة إلى موته على الصليب (انظر أيضًا مرقس 10: 38، 39،مت 20: 22، 23).

ويذكر العهد الجديد أن المعمودية تعبير عن الاتحاد مع المسيح في موته ودفنه وقيامته (رو 6: 3-5)، والتغطيس وحده هو الذي يمكن أن يعبر عن الموت والدفن ( انظر أيضًا كو 2: 12).

إن معمودية المؤمن بالتغطيس فيها شهادة قوية لموت المسيح الكفاري وقيامته بالجسد، فهي صورة حية مؤثرة للإنجيل، كما أنها تتيح للمؤمن المتعمد الاعتراف علنًا بإيمانه بالمسيح واتحاده به

هل هناك وقت مخصص للمعمودية

لا يوجد وقت مخصص للمعمودية اذ نلاحظ في الاستعمال الجاري في الكنيسة إن المسيحيين يأتون بأولادهم إلى المعمودية في أي يوم كان. فهم لا ينتظرون طويلًا لجعل أولادهم أبناء الله ومع ذلك فهناك وقت مفضل هو ليلة عيد القيامة أوعيد الغطاس والسببب في ذلك أنه:

عيد الغطاس
لأن الكاهن يبارك الماء الذي يستعمل للمعمودية، وإذا وجد أطفال أو بالغون يراد تعميدهم، يعمدون بعد مباركة الماء. بعد ذلك يجدد كل الحاضرين مواعيد العماد، معبرين عن أيمانهم بيسوع. كما جرى هذا يوم اعتمدنا. في هذه الرتبة، حتى المعمدين يجددون أيمانهم بيسوع ليلة عيد القيامة.

عيد القيامة

لأن الموعودية تعني (الموت) – الموتعن الخطيئة – و( القيامة ) القيامة لحياة جديدة، مع يسوع القائم. إن التعميد في القديم كان يتم بطريقة الغطس. ( ما زال الغطس مستعملًا في الطقوس الشرقية). والمعنى الرمزي للغطس هو إن المعمد قد دفن. فالماء يغطيه، كما يغطي التراب الميت في القبر. ومعنى هذا إن الخطيئة تموت فينا. ثم نخرج ثانيةً من الماء. وهذه علامة للقيامة. إننا نموت عن الخطيئة، ونبدأ حياة جديدةمع يسوع القائم.اقرأ رسالة بولس إلى أهل رومية ( 6: 3 – 1 ).رأينا الآن إننا نموت، في المعمودية، لنقوم لحياة جديدة.

رموزالمعمودية المسيحية والعهد القديم
إن العهد القديم مليء بالرموز الكثيرة والتي تشير لكثير من الأحداث والأساسيات الإيمانية نذكر منها هنا بعض الإشارات هي:
- روح الله يرف على وجه المياه.
- فلك نوح والطوفان.
- عبور البحر الأحمر والسحابة.
- مياه مارة.
- عبور يشوع نهر الأردن.
- قبول ذبيحة إيليا على جبل الكرمل (1 مل 18).
- عبور إيليا نهر الأردن.
- شفاء نعمان السرياني (2 مل 5).
- إخراج الفأس من الماء (2 مل 6) اليشع النبي.
- رؤيا حزقيال (47: 1-12).
- مزمور 22 (23).
- العهود وخدمة الكهنوت.
- المزمور الثاني والثلاثون.
- المزمور الرابع والعشرون.
- حزقيال 16.
- يونان في الحوت.
- التطهيرات بالماء.
- المياه في العصر المسياني.


الجدير بالذكر أن المعمودية هي سر من أسرار الكنيسة السبعة مؤسسها السيد المسيح بذاته بقوله لتلاميذه "اذهبوا وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى28: 19).

المعمودية هي باب الذي يدخل به إلى الكنيسة وسر الدخول إلى الحياة في المسيح، بالمعمودية يتوحد المعتمدّ بالمسيح وشعبه الوجود الإنساني يكمن في علاقة الإنسان وشركته فقط مع الوجود الحقيقي أي الله، تكون العلاقة بين الله والإنسان قطعت أي الصلة والشركة مع الله لذلك فالمعمودية هي فعل اعادة لتلك العلاقة بين الإنسان والله.