.. "الجنسية المصرية" لِمن يستحقها، لِمن يُقدِرها، لمن يحترمها ويضعها فوق رأسه، لِمن يخرج في العلن ويتباهى بأنه "مصرى"، لِمن يقول: شرف لي أن أكون مصريًا، لِمن يتمسك بـ"الوطن" ويقول عنه مثلما قال عنه أمير الشعراء أحمد شوقى: وطنى لو شُغِلِتُ بالخُلد عنه نازعتنى إليه في الخُلد نفسى، لِمن يعشق مصر ويكتب في حُبها كلمات تُقطِر عشقًا وهيامًا ويُردد ما كتبهُ عمِنا عبدالرحمن الأبنودى (ويا مصر وإن خيّرونى ما أسكُن إلاكى، ولأجل تتبسمى ياما بٓبات باكي، تسقينى كأس المرار وبرضُه بهواكى، بلدي ومالى إلا إنتى، الجرح يشْفى إذا بإيدك لمستينى، كلّك حلاوة وكلمة "مصر" أحلاكى )، لِمن يتفاخر بمصريته مثلما تفاخر بها الشاعر حافظ إبراهيم حينما قال: أنا إن قٓدٓر الإلهُ مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدِى.
.. "الجنسية المصرية" شرف.. نعم.. شرف ما بعدهُ شرف، فمن يحمل الجنسية المصرية هو: تاجُ العلاءِ في مٓفرقِ الشرقِ، حفيد الفراعنة، سليل العرب، مٓوِطِن الحضارة، أصل التاريخ وعبقرية الجغرافيا.. و"مصرى" تُعنى: ابن النيل، بانى الأهرامات، صانع الأمجاد، البطل المُنتصِر مُحطِم خط بارليف، عاش الهلال مع الصليب.. من الأخر: مصرى يعنى "عنده أصل وأصيل وابن أصول ومأصل ويفدى بلده بدمه ولا يبيعها بثمن بخس".
.. أقول ذلك بمناسبة قيام الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بسحب الجنسية المصرية من إحدى السيدات الهاربات في تركيا ومُتهمة في إحدى القضايا التى تضُر الأمن القومى، حسنًا اتخذ القرار الذى انتظره الرأى العام المصرى كله منذ وقت طويل، بعد أن طفح الكيل من الذين يُحرضون ضد مصر في الخارج، انكشف المستور وظهرت هذه السيدة في فيديو على اليوتيوب _ بِشحمِها ولحمِها _ وقالت _ بِعضمة لسانها _ إنها ذهبت لمقابلة ياسين أقطاى مستشار الرئيس التركى أردوغان واشتكت له وطلبت مُساعدته، إنها "البجاحة" بعينها.
.. لهذا فإن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أصبح مُطالب بالتحرك السريع مع مثل هذه النماذج التى تُعادى مصر، لا بد أن يتم سحب الجنسية المصرية من كل من هرب للخارج وأصبح يطعن الدولة بخنجر مسموم مأجور وأصبح تابعًا للأعداء الذين يستخدمونه لتحقيق مآرب مُعادية.. لا بد أن تُسحب الجنسية المصرية من الذين خططوا وهددوا وفجروا وارتكبوا عمليات إرهابية وهربوا للخارج وتركونا نبكى بدل الدموع دم على شهدائنا الأبطال وما زالت دموعنا لم تجِف حتى الآن.. اسحب الجنسية المصرية يا دكتور مدبولى من هؤلاء الضالين: يحيى موسى ومحمود فتحى وأشرف عبدالغفار وعلى بطيخ وجمال حشمت وأحمد عبدالرحمن فٓهُم إخوان إرهابيون متورطون في حوادث تفجير واغتيالات وصادر ضدهم أحكام قضائية نهائية باتة.. اسحب الجنسية يا دكتور مدبولى من هؤلاء النائمين في أحضان الشيطان: معتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع وأحمد سمير ويوسف حسين وأحمد عطوان وعماد البحيرى فٓهُم إخوان إرهابيون خاضعون لسيطرة الأتراك وخسارة فيهم الانتماء لتراب مصر ويُحرضون على إسقاط مصر ومحكوم عليهم بأحكام قصائدة نهائية باتة.. لا بد أن ننهر أمثال هؤلاء ونمسح أسماءهم بـ "أستيكة" من سجلات الأحوال المدنية والجوازات، لا بد أن نُبعدهُم عنا، نتركهم وشأنهم، فلن يجدوا أمانا واستقرارا ووطنا غالىا مثل "مصر"، ستغيب شمسهم، لن يرتاحوا وسيصبحون مُشتتيين وستتحول حياتهم إلى ظلام، سيجدون أنفسهم في النهاية مُجرد كائنات خانت وطنها ولن يأتمنهم أحد بعد أن باعوا ونقضوا عهدهم مع بلدهم.
belaleldewy@gmail.com