الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قمة "العلا" واللاعبون بالنار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنطلق خلال ساعات القمة الخليجية الـ41 في مدينة العلا السعودية في مرحلة مهمة تمر بها المنطقة، ووسط بروز العديد من التحديات التي تواجه الدول العربية، مع سخونة مختلف الملفات الرئيسية الراهنة، في اليمن، والتي شهدت قبل أيام حادثًا وراءه أصابع لا يعنيها سوى مزيد من التوتر، حيث تشير كل الاتهامات إلى أن الحوثيين كان هدفهم تفجير الطائرة التي تقل أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة عقب عودتهم من الرياض بعد حلف اليمين الدستورية، وفي محاولة مسبقة لإفشال القمة.
ولا شك أن هذا أحد أهم التحديات التي تواجه القمة، والتي تأتي بحضور مصري عالي المستوى، مع استمرار سخونة ملفات مثل ليبيا وسوريا، والأوضاع في لبنان، وفتح ملف المصالحة، الذي تلعب فيه الكويت دورا رئيسيا وتسعى إلى تقارب عربي، في وقت أكدت فيه مصر سعيها لدعم الجهود الصادقة المبذولة للحفاظ على وحدة الصف العربى والتوصل إلى المصالحة وبما يُعيد اللُحمة داخل البيت العربى ويُتيح المجال للتعاون البناء وحفظ مصالح كل الأطراف.
ويبقى الأهم في هذا الملف المهم هو صدق النوايا لإنجاز مُصالحة حقيقية تُعيد العلاقات العربية إلى خصوصيتها، وترسخ مفهوم التضامن والحفاظ على المصالح المشتركة، مع التشديد على مبادئ الالتزام بعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة من طرف بعينه.
ومصر هنا وفي هذا الملف ترى أن العمل من خلال التصدى لكل ما يُهدد أمن واستقرار الدول والشعوب العربية ويحافظ على الأمن القومى العربي، هو أحد المعايير الرئيسية لإنجاح المصالحة العربية، مع ضرورة أن يلتزم النظام القطري بالمبادئ التي حددتها دول الرباعي العربي لعودة العلاقات مع الدوحة.
وصدق النوايا هنا يجب أن يكون قائمًا على ترابط بين الموقف الذي تشدد عليه دول الرباعي العربي بالسير في مسار تعزيز الحوار الخليجي العربي، وهو ما أكدته كل من مصر والإمارات والسعودية والبحرين عبر تصريحات اتسمت بالإيجابية تأكيدا على حرص هذه الدول على تحقيق التضامن الخليجي، وتقديرا وتجاوبا مع الوساطة الكويتية، وفي المقابل يجب أن تغيّر قطر من نهجها العدواني وسعيها الدءوب على إفشال كل ما من شأنه ردم الهوة التي كانت سببا جوهريًا في وجودها واتساعها مع الوقت، وخلق حالة من التوتر ليس على صعيد مجموع هذه الدول، بل امتد للنقاط الساخنة في المنطقة كلها.
وفي الوقت الذي خرجت فيه تصريحات مختلف دول الرباعي العربي بحالة من الإيجابية، تظل قطر تغرد خارج السرب، فخلال الساعات الأخيرة وقبيل انطلاق القمة صباح الثلاثاء 5 يناير، والاجتماعات التمهيدية لها على مستوى وزراء الخارجية اليوم الإثنين، شهد الإعلام القطري حملات على دول الرباعي، استمرارا لحالة التشويه التي تتبعها الدوحة منذ سنوات، وإن كانت ركزت على كل من الإمارات والسعودية هذه المرة.
وفي ذات الوقت هناك حالة من الهياج القطري لإفشال كل خطوة نحو التقارب، وهو ما اتضح وقبل أيام من انطلاق القمة في السعودية، بقيام الدوحة بالشكوى إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بشأن ما أسمته خروقات جوية مزعومة لطائرات مقاتلة بحرينية للأجواء، فيما تجاهلت اعتراض زورقين بحريين للمنامة، وهي الواقعة التي تسببت في توتر واسع في المنطقة وأدانته العديد من الدول.
المتابعون لهذا الملف يؤكدون بصفة دائمة على أن التحركات القطرية هي تأكيد على حالة من "اللاوعي" التي أصيب بها النظام القطري في كل ردود فعله، واتباع سياسيات من شأنها استمرار هذه الحالة، وانتهاج سياسيات تضر بالشعب القطري، أكثر ما تضر بالنظام نفسه.
والخطر في كل ما تقوم به قطر، وفقا لتحليلات المراقبين، أنه يؤكد على حالة من الإصرار على ضرب مختلف المساعي الرامية لتعزيز الحوار الخليجي الخليجي، والخليجي العربي، وخلق أجواء سلبية تجاه مختلف جهود المصالحة، والخليجية منها بصفة خاصة، تلك الرامية للخروج بحالة من الإجماع لتوحيد الصف العربي، للتفرغ لقضايا أكثر إلحاحا تهم كل الأوطان وشعوبها وأمن واستقرار هذه المنطقة الملتهبة، بدلا من محاولاتها المستمرة للتصعيد، وتوسيع الهوة بدلا من ردم الفجوة،.. 
فمتى يدرك اللاعبون بالنار مخاطر أفعالهم؟!.