يوما ما التقطت مركبة الفضاء فوياجر صورة حقيقية للأرض على بعد ٦ مليارات كيلومتر. وقال كارل ساجان الفلكى الأمريكى إن هذه النقطة الصغيرة هى الكرة الأرضية.
في هذه النقطة كل من تحبه، كل من تعرفه، كل من سمعت عنه، كل إنسان كان موجودا في أى وقت. وأضاف أن جميع أفراحنا ومعاناتنا وآلاف الأديان والأيديولوجيات والمذاهب الاقتصادية الواثقة، كل قناص أو مغير، كل بطل أو جبان، كل مبدع أو مدمر حضارة، كل ملك أو فلاح، كل شاب وفتاة متحابين، كل أم وكل أب، كل طفل واعد، كل سياسى فاسد، كل نجم لامع من نجوم الفن، كل قائد أعلى، كل قديس أو آثم في تاريخ الجنس البشري.. عاش هنا. وأوضح أن هذه النقطة هى كل ما لنا، أكثر من ٧ مليارات إنسان يعيشون على ذرة غبار في كونٍ لا ندرك نهايته، كل مشاكلنا، طموحاتنا، أحلامنا مهما كانت عظيمة تنهار خجلًا عندما نعرف هذه الحقيقة، كم نحن صـــــــــــــِغار عليها ؟! وكلام «ساجان» تؤكده المعلومات المعروفة في الاوساط العلمية التى تقول إن:
عمر الكون ١٣٫٧ مليار سنة.
عدد المجرات ٢٢٠ مليار مجرة.
عدد النجوم في مجرتنا ١٠٠-٤٠٠ مليار نجم.
عمر الأرض ٤٫٥ مليار سنه.
وكانت دراسة منشورة ترجع إلى عام ٢٠٠٩ قد أظهرت أن نجما من كل ٥ نجوم شبيهة بالشمس في مجرة درب التبانة يدور حوله كوكب بحجم الأرض على مسافة مناسبة لوجود الماء..أحد العناصر الحيوية للحياة.
وأشار التحليل، الذى استند إلى ٣ سنوات من بيانات جمعها تلسكوب «كيبلر» الفضائى التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، إلى أن المجرة موطن لعشرة مليارات من العوالم التى يحتمل أن تكون صالحة للحياة.
ويزداد العدد بإطراد إذا شمل الإحصاء أيضا الكواكب التى تدور حول نجوم القزم الأحمر الأكثر برودة، وهى النجوم الأكثر شيوعا في المجرة.
وقال إريك بتيجورا الذى قاد الدراسة، وهو طالب بالدراسات العليا في علم الفلك بجامعة كاليفورنيا في بيركلي: «الكواكب تبدو أنها القاعدة وليس الاستثناء».
وكتب بتيجورا برنامجه الإلكترونى الخاص لتحليل نتائج التلسكوب الفضائي، واكتشف أن ١٠ كواكب يتراوح قطرها من ضعف إلى ضعفى قطر الأرض تدور حول النجوم في المسافات المناسبة لوجود الماء في صورة سائلة على السطح.
وباستقراء عمليات رصد لكيبلر على مدى ٣٤ شهرًا، وجد الدارس وزملاؤه أن ٢٢ ٪ من ٥٠ مليار نجم يشبه الشمس في المجرة، من المفترض أنه يدور حولها كواكب بحجم الأرض تقريبًا في مسافة ملائمة لوجود الماء.
وفى السياق نفسه، قال العالم ماريو بيريز من فريق التلسكوب «كبلر» إن هذا يعنى «أننا ربما لسنا وحدنا» لأن عملية جمع بيانات استمرت لأربع سنوات تظهر إمكانية وجود كواكب أخرى تشبه الأرض.
وقالت ناسا إن العديد من الكواكب الجديدة التى من التى من الممكن أن تكون صالحة للسكن تدور حول نجوم في حجم الشمس.
وهو ما أكدته تقديرات علماء الفضاء من وجود قرابة «٦ مليارات» كوكب شبيهة بالأرض، في مجرتنا فقط، يمكن أن يكون هناك حياة على سطحها، ويمكن أن تكون «قادرة» على استضافة حياة.
ومن المعروف، أن درب «التبانة»، لديه قرابة «٤٠٠» مليار نجم.
وتحت عنوان «قنبلة كونية» كتبت عالمه الكونيات الفضائيه الدكتورة المهندسة «نها صلاح» وهى مصرية المنشأ: جاء علماء كثيرون ممن يبحثون في أسرار الفضاء والكون المحيط بنا ابتداء من أينشتاين وهابل ولوميتر فسروا نظريات الكون على أسس علمية، والتى كان مفادها أن الكون كان كتلة هائلة ثم انفجر وتناثرت أجزاؤه في الفضاء الشاسع الهائل مكونة الكواكب والنجوم والمجرات والمذنبات والشهب والنيازك والأجرام السماوية ومنها تكونت مئات المليارات من المجرات التى منها مجرتنا درب التبانة.
هذه المجرة (درب التبانة) تحتوى على أاكثر من ١٠٠ مليار نجم أكبر وأصغر من نجم الشمس بمجموعاتهم النجمية من الكواكب والكويكبات.
وأن هذه النظرية تقول إن الكون بحر شاسع غارق بالظلام الدامس تلمع فيه النجوم والكواكب على وضعها التى تناثرت عليه أثناء الانفجار الذى تولد منه الأجسام المشعة الحرارية النجوم والأجسام المعتمة مثل الكواكب وتوابعها.
ومع كل يوم من خلال المراصد الفلكية والتليسكوبات بمختلف أنواعها والمتطورة نكتشف كل يوم أن السماء باتساع دائم عن طريق ميلاد الآلاف من النجوم المشعة بالكون بالأحجام المختلفة من غبار السديم.
إن أساس تكون النجوم هو دخان أو غبار السديم، والحقيقة أن هذا يتم على فترات زمنية طويلة وبعدما تتولد النجوم تجذب حولها مجموته من الجسيمات الفضائية المتناثرة مكونة ما يعرف بالمجموعة النجمية مثل مجموعتنا الشمسية.
كم نحن صغار أيها الكون.