برغم من أن هذا العنوان لفيلمين من أفلام السينما المصرية والتى تركت أثرا كبيرا فى نفوسنا، إلا أنه يعبر عن لسان حال ملايين من الأمهات المطلقات المعيلات اللاتى يعانين من تعنت أزواجهن معهن بعد الطلاق فى رحلة البحث عن حقوقهن وحقوق أولادهن لدى القضاء والتى تستمر لعدة سنوات داخل أروقة المحاكم حتى يتم الحكم لهن بالفتات وتبدأ بعدها رحلة تنفيذ الحكم والتى تكون اكثر صعوبة نتيجة تهرب الآباء من دفع نفقة أولادهم باستخدام طرق ملتوية وعجز القانون عن ردع هؤلاء الأباء الممتنعين عن دفع النفقة مما يؤدى إلى أن تضطر الأم إلى الإستدانة أو العمل الشاق من أجل الانفاق على أولادها.
وبصفتى محاميا متخصصا فى قضايا الاسرة فقد اطلعت على كم كبير من المأسى والمشاكل التى مررن بها الأمهات المعيلات بعد طلاقهن والشكوى من عدم انصاف القانون لهن ضد ظلم ازواجهم السابقين بسبب قصور فى بعض مواد قانون الاحوال الشخصية الحالى وعدم معالجة امور كثيرة تخص الام المطلقة واولادها وكم المعاناة التى مررن بها فى سبيل الحصول على حق أولادهم.
وسوف أوجز فى عدة مقالات بعض المشكلات والثغرات التى يستغلها الازواج للتنكيل بزوجاتهم بعد الطلاق انتقاما منهم.
دعوى الرؤية . وهى من أهم المشاكل على ارض الواقع ، فبمجرد ان تقوم الام برفع دعوى نفقة لاولادها ضد طليقها تطالب بحقهم فى التزامه بالانفاق عليهم ، يسرع الاباء فى رفع دعوى رؤية لابنائهم ويكون الهدف من هذه الدعوى ليس رؤية الابناء وانما التنكيل بالامهات .
حيث يصدر حكم الرؤية بإلزام حضور الام مع الاولاد مرة كل اسبوع لمدة ثلاث ساعات فى احد مراكز الرؤية التى يحددها الحكم ، وبرغم التزام الام بالحضور فى الموعد المحدد للرؤية إلا ان اهناك اباء كثيرين لا يحضرون الرؤية مرات كثيرة أو لا يحضرون فى الموعد المحدد للرؤية لإجبار الام على الانتظار مدة الثلاث ساعات كاملة ، ولو فكرت الام فى المغادرة قبل انتهاء موعد الرؤية ولو بخمس دقائق اعتبرت غائبة عن حضور الرؤية مما يحق للاب رفع دعوى تعويض ضد الام الممتنعة عن حضور الرؤية اكثر من ثلاث مرات وطلب اسقاط الحضانة عنها ، فى حين انه ليست هناك أى عقوبة فى القانون على الاب الممتنع عن حضور الرؤية .
فهل من العدل ان تعاقب الام على عدم الحضور بسبب ظروف قد تتعرض لها اوطفلها بسبب المرض او سوء الاحوال الجوية او عدم قدرتها المادية على تحمل مصاريف انتقال الرؤية ذهابا وايابا ولا يعاقب الاب الذى يقوم بإذلال الام بإجبارها على حضور الرؤية هى واولادها فى عز حر الصيف أو ايام الشتاء الباردة وفى المقابل لا يحضر ولا يعتذر عن الحضور واحيانا إن حضر فإنه يحضر فى الدقائق الاخيرة من ساعات الرؤية الثلاثة اثباتا لحضوره فقط بعد ان تنتظره الام والاطفال طوال هذا الوقت
أى ذل هذا الذى تعانيه الام المعيلة كل اسبوع فى موضوع الرؤية وتكبدها مصاريف الانتقال باولادها لمركز الرؤية دون ان يتحمل الاب أى مصاريف أو أعباء والانتظار بالساعات لحين حضوره .
ناهيك عن جرائم خطف الاباء لابنائهم اثناء الرؤية حيث يتم مغافلة الام ويقوم الاب بالاسراع بخطف الطفل مما يزيد مأساة الام وتبدء بعدها رحلة استعادة ابنها المخطوف والتى فى كثير من الاحيان لا تستطيع ان تستعيده مرة اخرة لعدم وجود عقوبة ضد الاب الذى يخطف اولاده وكل ما تستطيع فعله هو استصدار قرار من النائب العام بتسليم الطفل، وللأسف لا يتم تنفيذ هذا القرار لوجود معوقات كثيرة تحول دون تنفيذه وعدم قدرة رجال الشرطة على متابعة تنفيذه .
ومن وجهة نظرى القانونية ارى انه لابد ان يكون هناك تعديل تشريعى فيما يخص موضوع الرؤية حتى يكون هناك التزام من الجانبين الاب والام يحقق مصلحة الاطفال.
1- ربط الرؤية بالنفقة : أى لا يصدر حكم رؤية للأب إلا بعد التأكد من قيامه بالانفاق على اولاده سواء باتفاق ودى ملزم أو من خلال حكم نفقة نهائى واجب النفاذ .
2- ان تكون هناك عقوبة على الاب الذى لا يلتزم بحضور الرؤية لمدة ثلاث مرات مثلما أن هناك عقوبة على الام الممتنعة عن حضور الرؤية والمتمثلة فى قيام الاب برفع دعوى تعويض واسقاط الحضانة عنها ، على أن تكون عقوبة الاب هى حرمانه من الرؤية لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر .
3- أن يلتزم الاب بالحضور فى الموعد المحدد للرؤية وفى حالة تأخره لمدة ساعة يحق للأم مغادرة مكان الرؤية مع اولادها دون اعتبارها متغيبة عن حضور الرؤية ويعتبر الاب متغيبا فى هذه الحالة .
4- إلزام الأب بتحمل مصاريف انتقالات الرؤية بتخصيص مبلغ شهرى يدفعه للأم حتى يكون هناك التزام من الطرفين بتنفيذ حكم الرؤية.
5- أن تكون هناك عقوبة جنائية على الأب الذى يقوم بخطف الأطفال من الأم الحاضنة أثناء الرؤية أو الاستضافة.
وإلى لقاء فى مقال آخر يلقى الضوء على المشاكل الكثيرة التى تعانيها الأم المعيلة بعد طلاقها ورحلة العذاب التى تمر بها وبعض المقترحات لحلها ضمن مقترحات تعديلات قانون الأحوال الشخصية.
