مع انتشار أسماء المحلات الأجنبية واستخدام ما يسمي الماركات العالمية وظهورها على واجهة المحال التجارية وظهور واختفاء الأسماء العربية المصرية من على تلك المحالات حتى وصلت للأحياء الشعبية.
وللأسف انتشرت العلامات الإرشادية باللغة الإنجليزية والصور المتحركة على الأجهزة الإلكترونية مع استعراض في تغيير بعض الأسماء للمدارس الأجنبية أو المعروفة باسم المدارس الدولية " الانترناشونال "ومع استخدام المصطلحات الإنجليزية – الفرنسية أو الإيطالية " الكثيفة أثناء عمليات بيع السلع الغذائية وأدوات التجميل.
كل هذا ادي إلى انحسار كبير لمفردات اللغة العربية حتى بعض المطاعم لبيع السندوتشات والمأكولات الشعبية توسعوا في استخدام أسماء بعض العلامات التجارية ومن هنا يظهر تراجع استخدام اللغة العربية التى كانت تحمل أسماء " النصر – الثورة – الشهداء وغيرها " وهو ما كان يجري في فترات الستينات.
إلى ان جاءت فترة السبعينات في استخدام أسماء " أمريكانا وامانكو ومصركو " مع انتشار الإعلام الأمريكية والإنجليزية وانتشارها في الشوارع وعلى واجهات المحالات التجارية.
كذلك ظهور لوجو الدقيق الأمريكي والعجائن الإنجليزية مع ظهور صالات ألعاب البولنج الأمريكية وترابيزات ألعاب البلياردو الأمريكية في الاحياء الشعبية.
ولعل الاخطر الذي ظهر الآن هو قيام بعض الشباب والشابات المصريات باستخدام النجمة السداسية الإسرائيلية أو وضع شعار الكنيس الإسرائيلي على صفحاتهم سواء عن جهل أو دراية أو ترويج بشكل واسع دون تدخل أو لفت للانتباه من قبل المسئولين.
ان ما تواجه اللغة العربية وعدم الاستخدام الامثل لها يمثل تهديد بالتمسك بالقيم الوطنية رغم ما يتردد من وجود احتفال بيوم عالمي للغة العربية تكون فيه الاحتفالات مظهرية وشكلية ولعل ياتي من التحديات التالية:
1- عدم الاهتمام بمناهج تدريس اللغة العربية في مدارسنا بشكل يليق بلغة الضاض والقراءن الكريم ومن هنا نسأل:
• هل يتم الاهتمام بحصص الخط العربي وتحسين خطوط التلاميذ خصوصًا مع ظاهرة ان بعض المتحزلقين يكتبون الخطابات بطريقة من الشمال إلى اليمين مع ادخال بعض الحروف الإنجليزية واللاتينية مع الحروف العربية " الفرانكو " في فوضي تعكس الاهتزاز بالقيم الوطنية.
• هل يتم تدريس تطبيقات النحووالصرف وحصص الاملاء العربي ومادة التعبير والتذوق الشعري مع اختفاء جماعات الخطابة وكلمات الاذاعات المدرسية الصباحية التى تحل محلها الآن الكلمات والعبارات العمية والسطحية.
• لقد نبه فيلم نجيب الريحاني العظيم " غزل البنات " مبكرًا المشكلات التى كانت تواجه لغتنا العربية وظلت اغنية " ابجد.. هاوز.. حط كلمون.. شكل الأستاذ بقي منسجمون " ولعلنا نتذكر الحوار الساخر بين الباشا سليمان نجيب والأستاذ حمام المدرس الفقير.
وكنت دائما في حوار ساخر وضاحك مع مستشار والموجه الاول للغة العربية في السويس " قباري البدري " حول التحديات التي تواجه اللغة العربية واقول له " ماذا يحدث في لغتنا العربية " في اشارة مازحة متذكرًا الحوار الساخر في فيلم " غزل البنات " بين الباشا وهو يقول له " وانت ضليع في قواعد الجرجير والشبت والبقدونس " في اشارة إلى ما يحدث أو ما كان يهدد لغتنا الجميلة.
ولعلنا نتذكر ونتسائل في نفس الوقت:
• اين دور مجمع اللغة العربية في حماية وتطوير لغتنا.
• اين برنامج الشاعر فاروق شوشة " لغتنا الجميلة ".
• واين برنامج " صديقي الفيلسوف ".. وبرنامج " قل ولا تقل " و" زيارة إلى مكتبة فلان " وغيرها من البرامج التى كانت تهتم باللغة العربية.
ان التحديات التى تواجه اللغة العربية سواء من حيث حجم الإصدارات أو العناوين السنوية أو حجم الترجمة العربية مقال اللغات الحية الاخري ولعل قراءة متأنية تكشف إلى اي مدي تتم التراجع عن اللغة العربية.
ان حجم المبيعات والمعارض والكتب ودور النشر وما يواجه التأليف من تحديات يجعل الامر الآن المفترض ان يكون محل اهتمام قبل فوات الاوان والامل معقود على المثقفين والمخلصين من ابناء الوطن.